كاتب مرموق.. لا يفارقه القلم.. ولا يغيب عنه الفكر.. كان يلتهم الأوراق بكتاباته.. واضعاً بصماته في كل زاوية وكل ركن فيها كان يكتب عن كل شيء يصادفه في الحياة.. ذات يوم.. قرر أن يكتب عن ذاته.. حضّر فنجان قهوته.. وجلس يهيئ أوراقه وصديقه الوفي قلمه الذهبي.. مضت ساعة.. وساعتان.. وتلك الورقة البيضاء ما زالت غافيه أمامه ببياضها النقي تغريه لممارسة جنونه عليها.. مر اليوم بأكمله ولم تخط يده كلمه واحدة.. غضب من قلمه وألقاه بعيداً عنه.. نهض سريعاً لتصطدم عيناه بصورة والده على الجدار المقابل.. عادت به الذكريات إلى سنوات طويلة خلت.. عندما خط قلمه أول مقالة أدبية.. قال له والده حينها: كن خصب الخيال يا ولدي.. وإياك أن تكتب غير الحقيقة.. وإن شعرت يوماً بعجز قلمك فاعلم أنك قد بدأت تُداري الحقيقة.. عندها عليك أن ترمي القلم بعيداً لأن حبره قد جف.
__________________ ".. لست الأفضل ولكن لي أسلوبي سأظل أتقبل رأي الناقد والحاسد فالأول يصحح مساري والثاني يزيد من اصراري |