أجابت أياكو: آيزوكو سان، لا داعي لتلك الرسمية، نادني بأياكو تشان فقط، على أي حال، ما الذي تفكر به؟؟
ردّ آيزوكو بهدوء: كنتُ سأسأل باكي سان، هل لي أن أقابل والديّ؟
فوجئت أياكو بذاك السؤال، و كذلك فعل باكي، ابتسم بأسف ثم تحدّث: سآخذك لمقابلة والدك، لكنك لن تستطيع أن تقابل والدتك فلقد توفيّت حين كنتَ تبلغ السادسة آيزوكو كن.
شعر آيزوكو بالصدمة، لكنه أخفض رأسه و تحدّث بهدوء مجددا: واكاريماشتا.. [فهمت..]
تحدّثت أياكو إليه بشيء من المرح المتصنّع: آيزوكو سان، سآخذك ذات يوم لمقابلة أفراد عائلتي، أريدك أن تقابل أخي الأصغر المشاغب، فلربما رؤيته لشخص غريب يبقيه ساكنا في مكانه للحظة على الأقل..
ابتسم آيزوكو لكنه ظل هادئاً، بعد دقائق كان الثلاثة قد وصلوا إلى المنزل، نزل باكي أولا ليفتح الباب لآيزوكو ثم فتحه لأياكو..
نزل آيزوكو بهدوء و تبعته أياكو التي تحدّثت و قد ظهرت ابتسامة مرتبكة على وجهها: باكي سان أنت تتصرف برسمية كبيرة، لا داعي لفعل هذا!
ظهرت ابتسامة عريضة غبية على وجه باكي ليجيبها: لا مشكلة فذلك يعجبني ..! << باكا
أطلقت أياكو ضحكة مرتبكة خفيفة، ثم التفتت إلى شخصين كانا قد خرجا من المنزل، تحدّث أحدهما: هوكايري.. آيزوكو ساما ^^.
اقترب الآخر من أياكو و مدّ يده و تحدّث إليها: اسمحي لي بأن أعلّق معطفكِ في الداخل ميازاكي سان..
فوجئ الجميع بآيزوكو يبعد يد كوسكي بعنف و وقف حائلا بينه و بين أياكو، و تحدّث بلهجة صارمة: ابتعد عنها!
نظر كوسكي إليه بتعجّب ثم التفت إلى باكي و قد قطّب حاجبيه و حدّثه بغضب: يبدو أنك سبب ذلك يا حضرة باكي المحترم !
ابتسم باكي بتعالٍ ثم أجابه و قد أطلق ضحكة: صحيح أنني أكرهك لكنني لستُ السبب هذه المرة، صدّقني !..
اقتربت ريو من آيزوكو و حاولت تهدئته: آيزوكو ساما، لا تقلق فهذا الرجل المدعو كوسكي صديقٌ و ليس عدوّاً.
التفت آيزوكو إليها و ردّ بلهجة جافة: أنتِ.. أنا لا أعرفكِ أيضاً .. << هع هع xD
شعرت ريو بالإحباط بينما تنظر إلى آيزوكو بتعجّب، تدخّلت أياكو في الوضع أخيرا: آيزوكو سان، هذان الاثنان يعملان عند والدك، الآنسة ريو كانت مربّيتك سابقاً، و كوسكي سان هو كبير الخدم في قصر والدك..
رمش آيزوكو بتعجّب و هو ينظر إليها، ثم التفت إلى ريو و كوسكي و انحنى: عذراً على تصرّفي الخشن إذاً.. لم أتوقّع وجود أحد في المنزل فظننتكما شخصين غريبين.. أنا آسف..
ابتسمت ريو بارتباك و قد أمسكت بكتفي آيزوكو و جعلته يقف منتصباً: كلا كلا آيزوكو ساما..! ليس عليك أن تنحني أو تعتذر أبداً...!
ظهرت ابتسامة لطيفة على وجه كوسكي ليتحدّث: و هو كما قالت ريو تماماً، حسناً، فلندخُل للمنزل قبل أن تصاب بالبرد فالجو يكون باردا جداً في الصباح..
و كما طلب كوسكي منهم، تحرّك الجميع إلى داخل المنزل، دخل آيزوكو ثم أياكو و خلفهم ريو و كوسكي، و كان باكي الأخير و لكنه فوجئ بالباب يغلق بقوّة في وجهه..<
التفت كلٌّ من ريو و آيزوكو و أياكو إليه بتعجّب، تساءلت أياكو: كوسكي سان؟ أين ذهب باكي سان.. لماذا لم يدخل؟
ابتسم كوسكي و هو يستند على الباب ليجيب: قال أنه نسي شيئاً في السيارة..
يمجرّد أن أنهى كوسكي جملته تلك حتّى ظهر باكي خلفه عبر الباب و قد كان ينظر إليه بنظرات اشتعلت غضبا: كوسكي.. كدت تكسر أنفي أيها الأحمق..!
التفت كوسكي إليه بعد أن ابتعد عن الباب و ابتسم بمكر: أنت في حاجة لمن يكسره لك حقّاً أيها المتعجرف .. فذلك جزاؤك لما تفعله بي... ..
ازداد غضب باكي: ماذا؟! اسحب كلامك و احترم نفسك فأنا أكبر منك!!
تحوّلت ابتسامة كوسكي إلى الساخرة و أجاب: حاضر يا جدّي.. << xDDD
ازداد غضب باكي أكثر: ما الذي قلتَهُ الآن؟! أخشى أنني لم أسمعك جيّداً!!
ابتسمت ريو بارتباك: توقّفا أنتما الاثنان هيّا، تصرّفا بلباقة أمام آيزوكو ساما، لا تنسيا أنه قد خرج من المشفى للتو..!
التفت باكي و كوسكي إليها، ابتسما بارتباك ثم تحدّثا معاً: معكِ حقٌّ ريو ..
كان آيزوكو و أياكو ينظران إليهم بصمت، و فجأة أمسك آيزوكو برأسه متألما و فقد تركيزه فكاد يسقط على الأرض لولا أن أمسكت أياكو به سريعا و حدّثته بقلق: دوشتا [ما الأمر] آيزوكو سان؟!!
أجابها آيزوكو بصعوبة: تلك الذكرى.. مجدّداً..!
نظر باكي إليه بنظرات حادة ثم اقترب منه بسرعة و أجلسَ آيزوكو بهدوء على المقعد خلفه، و جلس إلى جانبه الأيسر بينما كانت أياكو على جانبه الآخر، تحدّث باكي إليه: أية ذكرى.. آيزوكو سان؟
حاول آيزوكو أن يفتح عينيه لينظر إلى باكي، و حين فعل حاول التحدّث ثانية: إنها.. امرأة ..
شعر الجميع بالارتياب، تساءلت أياكو: امرأة؟ من تكون؟!
أراد أن يجيب على سؤال أياكو لكن ذلك الصداع الذي داهمه كان أقوى من أن يستطيع فعل شيء، أمسك برأسه بقوة و أخفضه و قد ازداد ألمه.. ظهر أحدهم في المكان فجأة ليلتفت الجميع إليه، تقدّم بخفّة من آيزوكو و وضع يده على رأسه فرفع آيزوكو ناظريه له بصعوبة.. اتسعت عيناه حين نظر إلى وجهه ذو الملامح الباردة..
تحرّكت شفاه آيزوكو و هو ينظر إليه بصدمة: أ.. أنت.. أبي..!
ابتسم بهدوء و أغمض عينيه و أنزل يده إلى خد آيزوكو: بنيّ، تعرّفت علي إذاً..
همست أياكو و هي تنظر إليه: هاتشيرو دونو..
قام آيزوكو من مكانه، ظلّ واقفاً يتأمل ملامح والده و لا تزال الصدمة على وجهه، لكن ملامحه تحوّلت فجأة إلى الحزن، ارتمى على أبيه و عانقه بحرارة ليتحدّث: ذلك الشعور بالضياع.. أصبح أضعف من ذي قبل الآن.. أبي.. سعيدٌ لرؤيتك..
نهض كل من باكي و أياكو أيضاً، نظرا لهاتشيرو الذي ابتسم بتأسف ثم تحدّث و قد لفّ ذراعيه حول آيزوكو: و أنا سعيد جدّا لرؤيتك مجدداً..، سامحني بني، بسببي وصلتَ الآن إلى هذه الحال..
أردف باكي سريعا بعد أن كان ينظر للموقف بحزن: هاتشيرو دونو.. لا تقل ذلك فأنت لست السبب أبدا..! ( أدار رأسه بانزعاج ) يوشيدا ذاك يجب أن يدفع ثمن ما فعله..، سأريه..!
ترك آيزوكو والده، و ابتعد عنه ليلتفت إلى باكي و يحدّثه: أقلتَ يوشيدا؟.. لسبب ما أشعر أنه شخص سيء، أرجوك باكي سان، لا تقترب منه..
التفت باكي إليه و تحدّث باندهاش: آيزوكو ..؟
تحدّثت أياكو و قد بدأت الدموع تنهمر على خدّها: الأمر كله بسببي أنا.. لو كنتُ أعدتُ القلادة إليك لما كنت تحوّلت إلى أكوما و لما كان حدث ما حدث..!
نظر آيزوكو إليها بحيرة ليردّ عليها: أياكو تشان.. ما الذي تقولينه؟
اقتربت ريو منها و وضعت يدها على كتفها: لماذا تلومين نفسكِ؟ أياكو.. تحوُّل آيزوكو ساما كان ليحدث في أي وقت، و لربما كان سيحدث قبل اختياركِ كحارسة.. الحمد لله أنك كنتِ موجودة حينها لتُنهي أمر التحول..
تحدّث كوسكي: تماما كما قالت ريو، ألا توافقني في ذلك باكي سان؟
التفت باكي إليه ليجيب: أ.. أجل..
أخفضت أياكو رأسها، هدأت قليلا، لكنها تحدّثت بصوتٍ منخفض: أنا.. أحتاج لبعض الهدوء، هاتشيرو دونو، اسمح لي بالعودة للمنزل..
نظر هاتشيرو إليها بملامح حازمة، أغمض عينيه و تحدّث: أياكو، لقد فعلتِ الكثير لنا حقّاً، و لهذا لا بأس بأن تأخذي قسطاً من الراحة الآن..، كوسكي، أوصلها إلى المنزل.. ابقَ معها، و احرص على راحتها التامّة.
تفاجأت ريو لذلك: مـ.. مهلا ..! لكن .. هاتشيرو دونو، ألا تظن أن عائلتها سترتاب لمرافقة كوسكي لـ أوجوتشان و البقاء عندها هكذا؟!
رد باكي عليها: لقد أخبرتُ كوسكي بما يجب عليه قوله لعائلتها عندئذٍ، لا تقلقي لذلك ريو فلقد رتّبنا الأمر مسبقاً.
تقدّم كوسكي من أياكو و تحدّث إليها: ميازاكي سان، أرجو منكِ مرافقتي، سآخذكِ لمنزلكِ الآن..
تحرّكت أياكو إلى الأمام لتتبع كوسكي نحو الباب لكنها ظلّت مخفضة رأسها، تحدّث باكي فجأة: كوسكي ... انتظر، التقط هذا..
التفت كوسكي للخلف و رفع يده بسرعة خاطفة ليلتقط الشيء الذي رمى به باكي، نظر إلى ما أمسك به و تحدّث بتعجب: مفتاح السيّارة؟
أغمض باكي عينيه و ابتسم باعتلاء: أعلم أنك لم تقُد سيارة منذ زمن، لكن يمكنك أخذها الآن، احذر أن تصيبها بخدش.. أتفهم؟
ابتسم كوسكي بثقة و هو يستدير مجددا ليفتح الباب: حسنا إذاً.. اعتمد علي.