خرج الاثنان من المنزل متجهين نحو السيارة، بينما ظل باكي و ريو و هاتشيرو و آيزوكو في ذلك المنزل الكبير، اختفت الابتسامة من وجه باكي، و التفت إلى آيزوكو ليحدّثه: قل لي إذاً.. أتستطيع وصف شكل تلك المرأة؟
التفت آيزوكو إليه، ليجيبه: لستُ واثقاً.. ما أذكره من ملامحها هو شعرها الأشقر الطويل، كان لها ابتسامة لطيفة، أظن أن لها عينين زرقاوان أيضاً، كلون عينيك تماما باكي سان..، لهذا، كلما نظرت إليك تذكّرتُ تلك المرأة.
تفاجأ باكي لما قاله آيزوكو، كان هاتشيرو و ريو متفاجئين لذلك أيضا، ابتسم هاتشيرو، أغمض عينيه و تحدّث: إنه يقصد ريكا إذن..
ظهرت ابتسامة متأسفة على وجه باكي و أخفض رأسه: لماذا يصرّ هذا الفتى على جلب ذكرياتها لي طوال الوقت؟ يبدو أنه كان متعلّقا بها بشدّة حقّاً..
.
في مكان آخر، كان كوسكي قد وصل إلى منزل أياكو، نزل من السيارة معها و تقدّم من الباب ليطرقه ثلاث طرقات متتالية، ما هي إلا لحظات حتى فتح أحدهم الباب..
رفع رأسه ليتمكّن من رؤية كوسكي: عذراً.. من أنت يا سيّد؟
تقدّمت أياكو من أخيها، انخفضت لتعانقه: جاكي، افتقدتك يا أخي..
تحدّث جاكي بانزعاج لها: هيي .. ني تشان ما بكِ؟! لقد غادرتِ لذلك المخيّم منذ أربعة أيام فقط!
سُمِع صوت يوكي قادما من الداخل: جاكي كن، من بالباب؟
التفت جاكي نحوها: إنها أياكو، هناك شخص آخر برفقتها..
تقدّمت يوكي نحو الباب، نظرت إلى أياكو فابتسمت: هوكايري [أهلاً بعودتكِ] .. أياكو تشان، جاكي من تقصد بالشخص الآخر؟
رفعت يوكي نظرها ليقع بصرها عليه، كان كوسكي يقف باستقامة دون أن تظهر أية تعابير على وجهه، حين لاحظ أنها تنظر إليه بتعجب ابتسم ثم انحنى باحترام: مرحباً آنستي، دعيني أعرّفكِ بنفسي، أدعى فوميو كوسكي، السيد ميازاكي أرسلني من أجل أن أهتم بالآنسة أياكو، و شقيقها الصغير أيضاً..
قطّبت يوكي حاجبيها و تساءلت: غريب.. خالتي لم تقل شيئاً عن هذا حين اتصلت!
أجاب كوسكي: سيدي أراد أن تكون تلك مفاجأة.. هذا بمناسبة مولدِ الآنسة ميازاكي السابع عشر..
كانت أياكو قد تركت أخاها و عادت للوقوف، فالتفتت لكوسكي حين قال ذلك و همست له: يوم ميلادي.. كيفَ .. علمتَ به؟
ابتسم كوسكي ثانية ليجيبها بهمس أيضاً: سأخبركِ في ما بعد.. ^^
ظلت أياكو لوهلة تحدّق به ثم التفتت إلى يوكي: يوكي سان، إن كوسكي سان يقول الحقيقة، أرجوكِ اسمحي له بالدخول الآن..
نظرت يوكي إليها و أجابت على الرغم من تعجّبها: أ.. أجل.. مؤكد..
دخل الجميع بعدها، متجهين إلى غرفة المعيشة، كان جاكي يمشي إلى جانب شقيقته فنظر إليها و تحدّث بتذمّر: هذا ليس عدلا..! لماذا يرسل والدي إليكِ دائما كل ما هو جيد في يوم مولدكِ ><؟!
نظرت أياكو إليه و ابتسمت لكنها أخفضت رأسها لتختفي تلك الابتسامة و أجابت أخاها الصغير: اشتقتُ لتذمّرك هذا جاكي، لكنني لستُ في مزاج يسمح لي بالحديث.. اعذرني..
أسرع كوسكي في خطواته ليتقدّم إلى جانب أياكو ثم تحدّث إليها: أياكو تشان، أرجو أن تخبريني بمكان غرفتكِ حتى أقودكِ إليها..، لا تنسي أنني قد أمرتُ بالاعتناء بكِ جيّدا.
نظرت أياكو إليه و ابتسمت بتكلّف ثم أشارت إلى مكان غرفتها، ليمسك كوسكي بيدها برفق و يقودها بهدوء إلى تلك الغرفة، بمجرّد أن دخلا إليها، حتى طلب كوسكي منها أن تتجه إلى سريرها لتأخذ قسطاً من الراحة، و حين فعلت أياكو ذلك، خرج كوسكي من الغرفة و أغلق الباب بهدوء و عاد إلى غرفة المعيشة.
كان جاكي يحدّث يوكي بارتياب: يوكي سان، ذلك الشخص الغريب يبدو و كأنه يعرف ني تشان منذ زمن.. أليس هذا مريبا؟!
أجابت يوكي بهمس: أجل، .. لكن لسبب ما أشعر أنني التقيته مسبقاً لكني لا أذكر أين و متى تماما!
أردف جاكي قائلاً: صحيح.. و أنا أيضاً أشعر أن وجهه مألوف لي..
فوجئ الاثنان بكوسكي خلفهما و تحدّث و على وجهه ابتسامة: هل يريد السيد الصغير و الآنسة اللطيفة كوباً من الشاي الساخن؟ << سيباستياان 3>
احمرّ وجه يوكي لتجيب بارتباك: .. أ.. أجل من فضلك .. .
أردف جاكي بحماس: أريد الحلوى مع الشاي رجاءً كوسكي سان!
التفت كوسكي و ابتسم ثم انحنى: حاضر..، أمهلاني دقائق فقط.. ^^
ابتعد بعدها عنهما، كانت يوكي تلاحقه بنظراتها و ابتسمت بخجل: إنه لطييييف .. @@.
تحدّث جاكي بانزعاج: يوكي سان ..، دعكِ منه و لنشاهد شيئا من الرسوم المتحركة معاً .
في مكان آخر...
أدار إينوي رأسه بلا مبالاة: لماذا تعتقد أنني سأقوم بفعل ذلك من أجلك؟
ابتسم يوسوي بثقة: لأنك أخي الأصغر..، يجب عليكَ أن تقوم بما نطلبه منك أنا و كوهاكو سان و جميع أفراد عصابة سوزوميباتشي.. أتفهم؟
أغمض إينوي عينيه و تحدّث بانفعال: كلّا، لن أقوم بشيء أحمق كهذا من أجل عصابة لا فائدة منها..، لقد أضعتُ وقتي معكم، ظننتك استدعيتني لأمر مهم، لا لأن تطلب مني أن أخترق النظام الأمني لمحلٍّ ما فقط لأنه لوالد شخصٍ من عصابة أخرى..، رجاءً لا تدخلني في متاهات غبية في حروب العصابات تلك.. =_=.
قطّب يوسوي حاجبيه و رفع قبضته مهدداً إينوي: ماذا قُلت؟! كيف تجرؤ على قول ذلك لي..!
لم يُعرْ إينوي اهتماما لذلك بل اكتفى بالتحديق بأخيه بغضب، ثم تفاجأ هو و أخوه بكوهاكو الذي أمسك بذراع يوسوي و أخفضها، التفت يوسوي و نظر إليه بتعجب بينما ابتسم كوهاكو بمكر: لا بأس يوسوي كن، سنحاوره بطريقة أخرى، فيما بعد.. يبدو أنه يحتاج للتفكير في الأمر أولا .
ظل يوسوي صامتا لوهلة يحاول استيعاب ما قاله زعيم العصابة، أخفض رأسه و شدّ على قبضته لكنه ابتسم بمكر: حسناً إذاً..، سأراك لاحقاً أخي.
خرج الاثنان بعدها من معمل إينوي ليبقى به وحيداً، قطّب حاجبيه و رصّ على أسنانه: خروجه بسهولة هكذا لا يطمئنني..