عرض مشاركة واحدة
  #1847  
قديم 12-22-2011, 12:03 PM
 
سالت تلك القطرات الحمراء من يمين جبينه بسبب تلك الرصاصة التي مرت بالقرب منه .. من حسن حظه أنه كان بعيداً عنها سنتيمتراً واحداً و إلا لكانت في رأسه و كانت تلك نهايته ..!
أما هي فقد سقطت على الأرض بعد أن دفعها كي لا تصاب بأذى تلك الرصاصه ..!
لقد أنقذها ليوناردو في آخر لحظه ..!
جثى رين على ركبتيه بتعب و قد إستعاد انفاسه التي ظن أنها إنقطعت بعد أن تم إطلاق النار على شقيقته ..!
بالنسبة للاري فقد إبتسم : تظن أن الأمر إنتهى ؟!..
صوب ناحيتها و أطلق النار مجدداً لكن هذه المره كان شقيقها هو من دافع عنها لتصيبه الرصاصة في كتفه .. لكن بما أنه يرتدي واقياً ضد الرصاص فهذا يعني أنه لم يصب بأذى ..!
بالنسبة لراي فقد كانت لا تزال مرعوبة و نبضات قلبها كطبول في مستعمرة هنديه ..!
كان رأس شقيقها على كتفها بعد أن قفز أمامها ليجعل جسده درعاً لها .. رفع رأسه حينها : راي .. انتي بخير ؟!..
أومأت إيجاباً وهي تحاول ضبط أنفاسها ..!
إبتعد رين عنها و ساعدها ليوناردو على الوقوف : ليو رأسك ينزف !!..
أخرجت فوراً من تحت سترتها علبة صغيره .. فتحتها و أخرجت لاصق جروح مربع الشكل .. وقفت على أطراف اصابعها كي تتأكد من تثبيته جيداً لليو الذي يفوقها في الطول ..!
كان لاري يراقبها بإمعان .. لقد بدت كسيليسيا في تلك اللحظة خاصةً مع شعرها الاشقر ذاك و عينيها الزرقاوتين .. بينما شعر أنه في مكان ليوناردو حين يعود من شجار فتضمد له سيلي جروحه ..!
لكن في تلك اللحظه أيقضه من شروده رين الذي ينظر له بإستياء و قد وقف أمام ليو و راي فارداً ذراعيه جاعلاً جسده درعاً لهما : لاري .. توقف عن هذا الجنون .. مالذي جرى معك ؟!..
لم يجب لاري بل أخفض سلاحه و في عينيه نظرة هادئه ..!
علم رين بأن صاحبه لن يتحدث الآن : ليوناردو .. خذ راي و أبتعدا من هنا ..!
بهدوء تمتم ليو : حاضر ..!
بينما هتفت راي : لكن يا أخي أنـ ...!
قاطعها بجد دون أن يلتفت نحوهما : إطمئني .. لاري لن يؤذيني .. أخرجي الآن .. أنا سأكون بخير ..!
لم تكن تستطيع الإعتراض لذا أمسك ليو بيدها وهو يقول : هيا بنا راي .. لنبتعد من هنا حالاً ..!
فعلاً خرج الإثنان بعد ان أغلقا الباب بعدهما ..!
و بعد لحظات صمت : لما أنت واثق بأني لن أؤذيك ؟!.. لقد كنت اصوب سلاحي ناحيتك قبل لحظات ..!
وقف رين بإستقامة وهو يقول بنبرة عميقة : خمس سنوات .. هي من أخبرتني بأنك لن تمسني بسوء ..!
كانت تلك العبارة ذات تأثير على ذي الشعر الرمادي و بقيت تتردد كثيراً في ذهنه : لما كل هذا لاري .. مالذي حدث ؟!..
تنهد حينها .. لا يمكنه مقاومة كتمان شعوره هذا : لقد .. تعبت ..!
بدا الإستغراب على وجه رين و قد تقدم ناحية لاري أكثر : من مذا تعبت بالضبط ؟!!..
تنهد لاري و جثى على قدميه في لحظة ضعف : لم أفعل شيئاً جيداً في حياتي !!.. منذ طفولتي لم اكن جيداً في شيء ..! لم أستطع إعانة أمي بعد وفاة أبي .. لم أستطيع توفير المال الكافي من أجل صحة كريس .. لم أستطع حماية سيلسيا .. لم أستطع إكمال دراستي في الأكادمية و تسببت في طردي مبكراً .. لم أستطع أن أجد عملاً أصرف به على نفسي سوى عالم الجريمه .. لم أستطع الدوس على مشاعري و تركك تذهب لأسرتك لأنني كنت أنانياً و قد كنت أقول لنفسي بأنك ستعوضني عن كريس .. لم أستطع منع وليم من إتخاذك كحقل لتجارب علمائه .. لم أستطع فعل شيء من هذا !!..
أخذ ينظر إلى الأرض حينها بيأس تام : لن أحقق شيئاً جيداً في حياتي .. كل ما أستطعت فعله هو تفريغ غضبي في أناس لا ذنب لهم !!.. مورا حاولة قتله مره .. لم يؤذني لكني كنت أغار منه بشكل لا يصدق .. لقد كان يمتلك كل شيء لا أمتلكه أنا !!!.. الأسره .. الأصدقاء .. الثروه .. المنصب .. الحياة الرائعه .. رغم ذلك كان يبتسم دائماً في وجهي مما جعلني أعتقد بأنه يهزء بي ..! فأنا كنت مجرد متشرد يعمل في غسل الاطباق و ينام في الشارع .. بينما كان هو مدير شركة عالميه .. رغم أننا كنا في السن ذاتها !!!..
لم يقل رين شيئاً .. بل جثى أمام لاري و ربت على كتفه طالباً منه إكمال جلسة الإعتراف هذه : عندما حاولت قتل مورا .. تم طردي من الاكادمية و بالتأكيد إقتادوني إلى السجن .. لكن مورا أخرجني حين تنازل عن القضيه .. و حين رأيته في ذلك اليوم صرخت به و انا أقول بأنني لست بحاجة إلى الشفقه .. أتعلم مذا قال لي يا رين ؟!!..
بهدوء تمتم رين : مذا قال ؟!..
إبتسم لاري حينها إبتسامة صغييره : لقد قال يومها " أنا لا أشفق عليك .. أنا أحترمك .. أعلم أنك كنت تعمل بجد من أجل نفقة علاج أخيك الأصغر .. لقد كان كريس صديقاً لأياكو .. لما لا نكون نحن صديقين أيضاً ؟!.. "
صمت للحظة ثم تابع : كنت مدهوشاً منه حقاً .. لكنني إلتمست الصدق في كلامه .. لقد كان يريد بحق أن نكون صديقين لكنني لم أتخيل أن نكون كذلك .. نحن مختلفان من كل النواحي .. لقد كان شخصاً مثالياً ونقي القلب إلى أبعد حد .. لقد أجاد والده تربيته حقاً .. أما أنا فلم اكون سوى كتلة دمار تسير على الأرض .. خشيت حينها أن أفسده يوماً فأنا لم أستبعد شيئاً على نفسي المجنونه .. لذا رفضت صداقته ..!
تمتم بعدها مردفاً : ليتني لم أرفضها .. ربما كان سيصلحني على الأقل .. آسف مورا .. لكني أيضاً تمنيت أن نكون صديقين ..!
ختم كلامه بتلك الجملة ليحين دور رين في الكلام وقد ربت على كلا كتفي صاحبه اليائس : لم يفت الأوان بعد .. لا يزال أمامك المستقبل لاري ..!
إبتسم بسخرية لحظتها : أي مسقبل رين ؟!.. انا مجرم محكوم عليه بالأعدام ..! لقد حكم علي بالأعدام في اليوم الذي و لدت فيه ..!
كان كلامه يعبر عن مدى يأسه تماماً .. إحتار ذلك الأشقر في الكلمات التي عليه قولها : رين .. أقتلني من فضلك ستكون هذه أفضل خدمة قدمتها لي !!..
بلا شعور صفعه رين عندها !!!..
إلتف وجهه بسرعة وهو غير مستوعب .. عاد بأنظاره إلى ذلك الأشقر ليرى أن التوترقد أصابه : آسف .. لقد فعلتها بدون قصد ..!
إبتسم لاري بهدوء .. للمرة الثانية يتلقى صفعة في حياته فالأولى كانت من الفرد زوج والدة سيلسيا عندما كان لاري في التاسعه .. وهاهي الثانية تأتيه بعد عشرين سنه وهو في التاسعة و العشرين .. و كلاهما .. بلا قصد !!..
هه ... ياللمهزله : لا بأس رين .. سأعتبرها هدية منك في آخر يوم لي .. هيّا الآن .. إنه أخر أمر أمرك به .. أقتلني !!..
صرخ حينها معترضاً : يستحيل !!.. أنا لن أعض اليد التي أطعمتني يوماً ..! لاري عد إلى صوابك ..! أنت لست بهذا السوء الذي تعتقده ..! لقد أنقذت سيلسيا من التشرد بعد موت ابيها و تخلي أمها عنها .. ثم أنقذتني من لهيب النيران .. و كذلك .. جولي .. أنت الوحيد الذي حمل جثتها و قرر دفنها .. و مذا أيضاً .. آه ...!
أخذ يتذكر فيما إبتسم لاري إبتسامته تلك : لكني أيضاً قتلت ماثيو .. و ريو .. و عمتك و زوجها .. و أناس كثر يصعب علي عدهم ..!
وقف رين حينها وقد نفذ صبره و أخذ يصرخ : يا ألهي .. كيف أجعلك تفهم أني يستحيل أن أتركك تموت هنا ؟!!..
ضحك حينها ذلك الذئب الوديع بخفه : رين أنت حقاً .. تبدو مثل كريس عندما تتوتر !!..
قبل أن يقول رين شيئاً .. إنفجرت قنبلة بالقرب منهما !!!..
....................................................................................
توقفوا في منتصف ذلك الممر .. هم المجموعة الوحيدة التي لم تلتقي بأحد بعد و هذا ما أثار خوفهم ..!
جيمس .. أكيرا .. هيرو و أياكو .. ليون الذي كان معهم إنفصل عنهم لتنفيذ المهمة التي أوكلت إليه من قبل يوكو ..!
نظر جيمس إلى تلك الفتاة و صديقها : كما إتفقنا .. سنتقدم أنا و أكيرا الآن .. أنتبهى جيداً و لا تسمحا لأحد بالإقتراب ..!
أومأ الإثنان موافقين : علم ..!
تقدم أكيرا ناحية شقيقته الصغرى بهدوء .. ربت على كتفيها وهو يقول : كوني حذره .. عدونا لا يمزح ..!
إبتسمت حينها بثقه : و العميلة ناناكو إشيزو لا تمزخ أيضاً يا أخي ..!
بالدلها الإبتسامة ثم سار خلف جيمس بعيداً عنهم ..!
...............................................................................................
كان يسير بهدوء في ذلك الممر وهو يحاول تذكر طريق الخروج .. كان يشم رائعة حريق ما لا كنه لم يصادف نيراناً و لا دخاناً بعد ..!
فكر في أن هذا الحريق قد يكون في دور آخر و تمنى في سره أن يكون فريقه بخير ..!
لم يكن وحده بل كان يحمل بين يديه تلك الفتاة التي إنسدل شعرها الأحمر و تناثر حول جسدها و قد إلتصقت بعض الخصل بوجهها بسبب الدماء .. ليست دماءها بالطبع ..!
بعد لحظات .. شعر بها وقد بدأت تفيق .. و لم تمر لحظات حتى فتحت عينيها : يو .. ري ..!
جثى على الأرض و أسندها إلى الجدار : ليليان .. هل تسمعينني ؟!!..
أخذت لحظات حتى تتذكر ما حل بالضبط : يوري .. اين يوري ؟!..
هكذا هتفت بخوف فأسرع كايد لتهدأتها و ربت على كتفيها : إطمأني .. لقد نزف بعض الدماء فقط لذا فقد الوعي .. لقد إستعاد و عيه و ترك المكان ..!
أومأت سلباً : لا .. لا .. يوري إنتحر .. لا تكذب علي كايد .. يوري عاقب نفسه ..! أين أخي ؟!!..
صرخت في النهاية و بدأت تبكي مجدداً : ليلي أسمعيني .. يوري لم يمت .. لقد حمته السترة الواقية ضد الرصاص .. تلك السكين لم تخترق قلبه .. إطمنئيني ..!
توقفت عن البكاء حينها : مذا ؟!.. أتقول الصدق ؟!.. يوري حي ؟!..
أومأ موافقاً .. و قد إبتسم ليطمإنها ..!
زفرت هي براحة : رائع .. هو لم يمت ..!
بدا على كايد الحزن وهو يقول لنفسه : ( أسف ليليان ..علي إخفاء الحقيقة عنك لبعض الوقت )!!..
لكنه حاول عدم إظهار ذلك : هيا ليلي .. لنغادر المكان ..!
.........................................................................................
وصلت اخيراً إلى ذلك المكان الذي تركت شريكها فيه وهي تحمل التحفة الزجاجية التي ملأتها بالماء ..!
حين وصلت إلى المكان هتفت : ليون .. رائع ..!
بدت الراحة عليهاو أسرعت ناحيتهما و هي تحاول أن لا تسكب شيئاً من الماء الذي معها ..!
إلتفت إليها حينها و قد كان جاثياً على الأرض : سايا .. أنت بخير ..!
أومأت إيجاباً فتنهد هو براحه : رائع .. حين رأيت جين بتلك الحالة و رأيت خصلات شعرك البني هنا و هناك و عليها بعض الدماء .. بدأت أسوء الإحتمالات تدخل إلى رأسي ..!
وضعت يدها على رقبتها المليئة بالجروح السطحيه : لا تقلق .. تلك الدماء بسبب هذه الجروح .. لا شيء سيء أصابني ..!
دقق النظر ناحيتها : يا إلهي .. أنتي تبدين مختلفةً تماماً بشعر قصير .. لما فعلت هذا بنفسك ؟!..
بدا الحزن في عينيها : قصة طويلةٌ ليون .. المهم الآن هو أن نساعد جين ..!
أومأ إيجاباً .. بهدوء أسند جين على ذراعه و بدأ يسقيه من ذلك الماء الذي مع سايا حتى إرتوى .. لكن لم يكن قادراً على فتح عينيه ..!
بعدها .. أخرج ليون إنبوبةً بحجم كف اليد و بدأ برش ذلك الرذاذ على جسد جين محاولاً التكثيف على المناطق التي تورمت و التي قد تكون أماكن كسور في الجسد : مالذي تفعله ؟!..
هذا ما سألته سايا بإستغراب ليجيبها : إنه مخدر للجسد .. كي لا يشعر بالالم حين أحرك جسده .. سوف ينام أيضاً بإستخدامه ..! و الآن لنسرع بالخروج فجسد هذا الفتى لن يحتمل البقاء بلا عناية صحية طويلاً ..!
.........................................................................................
لقد دخل إلى المبنى منذ نصف ساعه .. وهو لا يزال يحاول تتبع الإشاره ..!
و في النهايه .. تمكن من الإقتراب منها .. لقد إعترضت طريقه عدة ممرات مسدودةً بسبب الركام الذي سد الطرق ..!
إمتلأت بدلته الرسمية بالغبار و حصل على عدة ثقوب في سترته .. لذا خلعها و رما بها و أتبعها بربطة عنقه ..!
هكذا سيستطيع أن يسير بسهوله ..!
أسرع ناحية المكان المتوقع حسب الإشاره .. و بعد منعطفين وصل إلى باب كبير مغلق وهو يتمتم لنفسه : مايكل .. كن مستعداً .. تيما قد تكون خلف هذا الباب ..!
................................................................................................
كانا يسيران في محاولة للإبتعاد ..!
تجمعة الدموع في عينيها إثر الألم الذي تشعر به ..!
فقبل قليل إنفجرت قنبلة صغيرة بالقرب منهما .. لم يتأذيا كثيراً فكل ما حدث أن صخرة كانت جزءاً من الجدار الذي إنفجر قد إسطدمت بذراعها بعنف !!..
و بما أنها الآن قد صارت زرقاء في منتصفها و هي لا تستطيع تحريكها و الالم يقتلها .. فالأحتمال الأكبر أن هناك كسراً في ذراعها ..!
كان ينظر ناحيتها بقلق : راي .. ايمكنك إحتمال الآلم .. سنجد المخرج قريباً ..!
أومأت إيجاباً : نعم .. إنه مجرد .. كسر .. لا شيء خطير .. فيه ..!
كانت متعبةً حقاً فألم ذراعها يقتلها غير تفكيرها بمصير شقيقها الآن .. بينما كان ليوناردو يساعدها على السير ..!
في تلك اللحظة .. ظهر مجموعة من الرجال أمامهم مما جعل ليو يشهر سلاحه على الفور : أنتما .. أأنتما بخير ؟!..
قاله ذلك الرجل الذي ركض نحوهما و خلفه مجموعةُ من الرجال يرتدون زي شرطة طوكيو ..!
إبتسم ليو حالاً وألتفت لراي وقد وجدها تبتسم أيضاً : رائع لقد وصلت الإمدادات ..!
أومأت إيجاباً .. على الآقل .. هناك فرصة أكبر لإنقاذ الجميع ..!
.................................................................................................... ...