خليل مطران
أَرَى مِثْلَ سُهْدِى فى الكَوَكبِ
أَحَلَّ بِهِ مِثْلُ مَا حَلَّ بِى؟
يَهِمُ هُيَامِىَ مِنْ وَجْدِهِ
وَيَهْرُبُ مِنْ مَهْدِهِ مَهْرَبِى
وَنَجْتَازُ هَذَا الفَضَاءَ رَحِيبًا
فَأَمَّا بِنَا فَهْوَ لَمْ يَرْحُبِ
إِذَا سِرْتُ بَحْرًا أَرَاهُ بِهِ
أَنِيسِىَ عَنْ جَانِبِ المَرْكَبِ
وَإنْ سِرْتُ بَرًّا يُجَارِى خُطَاىَ
فَفِى الشَّرْقِ آنًا وَفِى المَغْربِ
رَفِيقَ السُّرَى فِيكَ جَمْرٌ يُذِيبُ
وَإِنْ سَالَ كَالمَدْمَعِ الصَّيِّبِ
أَسِرَّ هَوَاكَ إِلَى صَاحِبٍ
يُؤَاخِيكَ فِى هَمِّكَ المُنْصِبِ
أَمَا كُلُّ ذِى كَلَفٍ مُتْعِبٌ
شَرِيكٌ لِذِى الكَلَفِ المُتْعِبِ؟
*
فَيَا لَكَ مِنْ صَامِتٍ نَاطِقٍ
وَيَا لَكَ مِنْ مُعْجِمٍ مُعْرِبِ
أَنِيسٍ عَلَى مَا بِهِ مِنْ أَسىً
شَجِىِّ التَّبَسُّمِ مَسْتَعْذَبِ
مَشُوقٍ إِلَى الشَّمْسِ طَلاَّبُهَا
مُجِدٍّ عَلَى شِقَّةِ المَطْلَبِ
إِذَا كَلَّ جَهْدًا فَأَغْضَى بَدَت
وَإنْ هَبَّ يَرْقَبُهَا تَخْتَبِى
عَذِيرُكَ مَنْ أَنْتَ مِرْآتُهُ
بِحُبِّكَ والأَمَلِ الأخْيَبِ
*
وَبِى مِثْلُ مَا بِكَ مِنْ شَاغِلٍ
وَلِى مِثْلُ مَا لَكَ مِنْ مَأْرَبِ
فَتَــاةٌ كَصَـوْغِ الضِّيَاءِ
إِلَيْهَا تَنَاهَتْ مُنَى قَلْبِىَ المُوصَبِ
مِنَ الحُورِ دَانَ فُؤادِى بِهَا
وَوَحَّدَهَا الحُبُّ فِى مَذْهَبِى
فَإِنْ كُنْتَ يَا نَجْمُ طَالَعْتَهَا
وَقَدْ سَفَرَتْ لَكَ فِى مَرْقَبِ
فأَنْتَ إِذَنْ فِى الهَوَى عَاذِرِى
وَلسْتَ لِسُهْدِى بِمُسْتَغْرِبِ
***