رد: أنهار ظمئاناً فأين الساقي؟؟
جميلٌ أن يُسرّ الانسان إلى مَن هو فوقه رتبة فكيف إذا كان الانسان يناجي ربه ويُسرُّ له متيقناً بأنه القادر على كل شيء وهذا الحلاج يناجي ربه فيقول:
1 لبيك لبيك يا سرِّي ونجوائي
لبيك لبيك يا قصدي ومعنائي
2 أدعوك بل أنت تدعوني إليك فهل
ناديت إياك أم ناجيت إيائي
3 يا عين عين وجودي يا مدى هممي
يا منطقي وعباراتي وإعيائي
4 يا كل كلي ويا سمعي ويا بصري
يا جملتي وتباعيضي وأجزائي
5 يا كل كلي وكل ملتبس
وكل كلك ملبوس بمعنائي
6 يا مَن به علقت روحي فقد تلفت
وجداً فصرت رهيناً تحت أهوائي
7 أبكي على شجني من فرقتي وطني
طوعاً، ويسعدني بالنوح أعدائي
8 أدنو فيبعدني خوفي فيقلقني
شوق تمكن في مكنون أحشائي
9 فكيف أصنع في حب كلفت به
مولاي قد ملّ من سقمي أطبائي
10 قالوا تداوَ به منه فقلت لهم
يا قوم هل يتداوى الداء بالدائي
11 حبي لمولاي أضناني وأسقمني
فكيف أشكو إلى مولاي مولائي
12 إني لأرمقه والقلب يعرفه
فما يترجم عنه غير إيمائي
13 يا ويح روحي من روحي فوا أسفي
عليّ مني فإني أصل بلوائي
14 كأنني غرق تبدو أنامله
تغوثاً وهو في بحر من الماء
15 وليس يعلم ما لاقيت من أحد
إلا الذي حل مني في سويدائي
16 ذاك العليم بما لاقيت من دنف
وفي مشيئته موتي وإحيائي
17 يا غاية السؤال والمأمول يا سكني
يا عيش روحي يا ديني ودنيائي
18 قل لي فديتك يا سمعي ويا بصري
لم ذا اللجاجة في بعدي وإقصائي
19 إن كنت بالغيب عن عيني محتجباً
فالقلب يرعاك في الإبعاد والنائي
|