ففي خلق الله تعالى لإبليس من الحكم والمصالح ما لايعلمه إلا الله تعالى ،
وكذلك الأمر في خلق الكفار والعصاة وأنواع الشرور
. وقد أجاد الإمام ابن القيم رحمه الله
في بيان ذلك،
فقال في كتابه:
شفاء العليل:
(قولهم أي حكمة في خلق إبليس وجنوده؟ ففي ذلك من الحكم مالا يحيط بتفصيله إلا الله ،
فمنها: أن يكمل لأنبيائه وأوليائه مراتب العبودية بمجاهدة عدو الله وحزبه ومخالفته ومراغمته في الله وإغاظته وإغاظة أوليائه والاستعاذة به منه والإلجاء إليه أن
يعيذهم من شره وكيده فيترتب لهم على ذلك من المصالح الدنيوية والأخروية ما لم يحصل بدونه، وقدمنا أن الموقوف على الشيء لا يحصل بدونه.
ومنها: خوف الملائكة والمؤمنين من ذنبهم بعد ما شاهدوا من حال إبليس ما شاهدوه وسقوطه من المرتبة الملكية إلى المنزلة الإبليسية يكون أقوى، وأتم ولا
ريب أن الملائكة لما شاهدوا ذلك حصلت لهم عبودية أخرى للرب تعالى وخضوع آخر
وخوف آخر كما هو المشاهد من حال عبيد الملك
إذا رأوه قد أهان أحدهم الإهانة التي بلغت منه كل مبلغ وهم يشاهدونه فلا ريب أن خوفهم وحذرهم يكون أشد.
ومنها: أنه سبحانه جعله عبرة لمن خالف أمره وتكبر عن طاعته
وأصر على معصيته كما جعل ذنب أبي البشر عبرة لمن ارتكب نهيه
أو عصى أمره ثم تاب وندم ورجع إلى ربه
فابتلى أبوي الجن والإنس بالذنب
وجعل هذا الأب عبرة لمن أصر وأقام على ذنبه
وهذا الأب عبرة لمن تاب ورجع إلى ربه فلله كم
في ضمن ذلك من الحكم الباهرة والآيات الظاهرة .
موضوع قيم
شكرا لكاتبه الموضوع
دمتِ طيبه
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |