* حُلمٌ مَبتُورْ .. أنَا مَن أقَامَت فِي كَفَيهَا صَلاةُ فَقدٍ , خَاشِعَةً بـ جَوارِحٍ سَكَنَت بِها الآهُ و الحَسرَةْ .. تَستَوطِنُنِي مِياهُ البَراكِينِ , بِـ جَوفِي جَمرَةُ مُشْتَعِلةٌ فَتِيلُها رَمادُ نَبضِيْ ! قَاطِنَةُ فِي الغُربَةِ و تَائِهةْ ’, عَائِدةُ مِن شَجِ السَماءِ بَعدَ أنْ خُلِدَتْ الأوجَاعُ بهَامةِ الغَيمِ أنَا مَن نَامَ اللَيلُ بِعينَيها ., تارِكًا إيايَ فِي جُمودِ الصَخرِ ! شَيئًا يَعبَثُ بِودجِ الصَبرِ و شَيئًا يُمزِقُ مُحيايَ ’ أنا مَن لَا يَسَعُها صَوتُ المَقابِرِ لَيلًا و لا أضْرِحَةُ الأوهَامِ و الأحلَامِ البَاطِلة ! أنا كَاتِبةُ للهِجرةِ و الحُبْ , يَكتُبني القَلم و أكتُبُهْ ,. أنا سِينُ , رَائِعةُ من رَوائِع الأبجَدِيةْ ! - أولُ قبرٍ حفرتُهْ دَفنتُ فِيهِ عيدَ مَولدِيْ , حيثُ كَسِرتُ النَبضَ ودَرجتُ تَارِيخَ مَيلادِي ضِمنَ قَائِمةِ الاغتِيالَاتِ .. ازْدادَ مَرَضِي لَيلَتها و ازدَادَ ضَعفِيْ , حَتى بَدأتُ أخشَى أنْ ألعَنَ المَرَضَ فَأطرُدُهُ مِن رَحمةِ اللهِ و يَفتِكُ بِيْ ’, يزِيدُنِي آهًا و حَسرةْ و وَجَعًا مُبَاغِتًا لِكُلِ أعضَائيْ .. كنتُ ضَعِيفَةً كَغُصنِ شَجَرةِ الكَرَزِ , مُمَزَقةُ جُذُورِي .. وَنفسِي فِي إضْطِرابٍ ! أوَلُ قَبرٍ حَفَرهُ لِي القَدَرْ سَلَبَ مِنِي آخَرُ قَطرةٍ من عرقِي البَاقِي لتصدِيرِ بَقائِي لِجَسدِيْ ’ زَادَنِي تَشَتُتًا .. زَادَنِي وهَنًا و إنبَثَقَ الحُزنُ مِن سَماءٍ مُختلفَةٍ عَن قلبِي و عَلى غِرارِ الأيَامِ البَاقِية ’ ذَبلت زُهورِي كُلها حَتى إنتَشلت المَاء الَموبوءُ مِن صَدرِيْ ! ولَم أٌفطَم مِن آلآمي إلى حِينِ إمتدت أصَابعِي لِنهايةِ مُثخَنَة بالأزماتِ , للحظاتٍ حَمقاءٍ كِدتُ فِيها أن أصلُبَ ذَاتِي الحَزِينة بِذاتِي .. أنا مُنحَدرة مِن سُلالَاتِ الخَساراتِ العَظِيمة , الخَساراتِ التِي تُسقِطُنِي مِن الهاوِية و أقِفُ بِلا كَسرٍ ! و مأوىً جَدِيدْ , يَضُمُ أشلائِيْ .. سَماءٌ ماطِرة نَالت مِن البَردِ ما تَشتَهِيهْ , غيمٌ و صَواعِقْ ! جَاءَ كُلُ شَيءٍ / البُشرى و الشَفتينِ الزَهريتينِ , - كَيفَ هُو الوقتُ دُونِيْ ؟ - لا أعِيشُ يا حَبِيبتِيْ , لا أعِيشْ ! - بلْ سَاكِنٌ فِي أسطُرِ دَفاتِي المُغربّة بعدْك .. - خَلدّيني ! - دَثّرني بِضلعِكَ الأعوَجْ , - سامِرِيهِ , أحِبيهِ كَما يُحِبُكِ صَاحِبهُ ! - دَعنِي أُقبلهُ إذًا , . سَكنتَ أنتَ بِصَدرِي رَبِيعًا مُزهرًا , إلتمسْتَ إضْطِرابَ الحَنِينِ و هدأتَ مِن رَوعِه .. ثَرثَرةٌ بارِدة , و كأسٌ يَسكُبْ الهُدوءَ و المُوسِيقَى التُركِيّة لِحُنجُرتِيْ ! غّنِي يَا كَلِماتِيْ , غنِي مَاءًا فاتِرًا يَدفءْ لَدَيهِ المُجمدَتَينِ ,. نَثرتَ تِيهَ الأُمنياتِ صَوبَ الإطمئنانِ , هُناكَ فِي ضَجِيجِ الغُرباءِ يا سُكونِي مُولعةٌ أنَا بِالإنفرادِ .. و إنهارَت أحلَامِيْ , تهَدّمت مِن الشَرقِ للغربِ بَقى النَهارُ طَوِيلا , مَاكِثًا فِي سَرِيرِيْ مَانِعًا إيَايْ مِن بَثِ الدَمعِ عَلى شَراشِفِ وِسادَتِيْ ضَاعَت أُمنِية الأمسِ يا إنسدَادَ الغَدِ و عُدتُ طِفلةً تُجهِشُ بِالبُكاءِ ثَاقِبةً عَينَ اللَيلِ إشْتاطَ رذَاذُ الحَنِينِ بِالوِقارِ هذَا المَساءِ , يَقتَلِعُ الثَباتَ و همِسُ بأنَ صَبرِي ضَعيفُ وحانَ وَقتُ الرّحِيلُ ! حَتى أنّ طِيبَ مَذاقَ حُضُورِكْ , دَاهَمَهُ عَلقَمُ الألمِ الذِي زَرعتَهُ بِيْ ! سَرى بِي الحُزنُ , حزنُ السَماءِ و الأسْرَىْ , و أودَاجِي لا تَبُح بِسِرِ الوَهنِ فكِدتُ أغرَقُ فِي فناجِينِ الكُتمانِ , و أغرَقْ .. أغرقْ ! كَم مِن قَدَم حَنِينٍ جَابتْ طُرقاتَ الإنتِظارِ لَيلًا و نَهارًا طولًا بِعرضٍ و مَا وَرثتنا إلا لَكمةً تُكابِدُها صُراخُ إمرأةٍ كَهلة : إستَفِيقِي يَا ذاتَ الحُلمِ المَبتُورِ ! خُذلانٌ ما أسفَرتْ عَن سِجِلاتِ النُكرانِ , وَكم من الهَزائِم التِي طَرحتنَا أرضًا ! كُل النِهاياتِ و إن ترَدَدَ بُزُوغها , حَتمًا ستَطِيبُ بِنفحَةٍ من الإنكِسارِ ’ أيُ ذَنبٍ إرتَكَبَتُه فَأجلَدُ بِسوطِ الغِيابْ , أيُ ذنبٍ ؟ و غَادَرنِي بِأخَرِ سِيجارَةٍ لِي تُطّيبُ جُروحِيْ , حَيثُ يتمَلَكُنِي الألَم و يَقتِلُني شَيئًا فَشيئًا و يَنتَهِي صَبرِيْ , أُصَافِحُ المَاضِيْ , كَم وددتُ أن يسرِي الليلُ فِي صَدرِكَ و يختبِئَ البَردُ بَينَ أضْلاعِكَ و تِلكَ الرَعشاتِ بَينَكَ تَستَكِينْ ! كَيفَ شَرّدتَنِي مِن صَدرِكْ ؟ كَيفَ جَعَلتَنِي أبْتَعِدُ عَن مَسْكَنِيْ ؟ كَيفَ هَجَرتَنِيْ و بَعَثتَنِي لأرْوآحِ الشَيَاطِينِ حَتى أرْبَكتَ سَكِينَتَها وَ غدَوتَ أنتَ , كَما أنتَ .. الجَلادُ و السَجانْ ! جَعلتَنِي مَشْهَدًا , يَكتَنِزُ الإبتِهآلاتَ المَوجوعَة في يَنبُوعِ ذِكرياتِنا حَتى نَثَرْتَ الكُحلَ الأسوَدَ بِحدقَةِ عينيْ اليُسْرَى ,. العَينُ التِيْ لَم تبتَغِيها كَرشوَةٍ لِتقطُنَ فِيّ لأرَاكَ فِي كُلِ الوجُوهِ – ولَا أخشَى شَيئًا عَدا أن أُنادِيْ الجَمِيعَ بإسمك , الأسمُ الذِيْ يَبُثُ الأنَسَ لِكُلِ الأنسِ إلا أنا ! غدَوتُ يَائِسةً مِن كُلِ شيءٍ , مِن كُل خُطوةٍ أخطُوها غَيرَ مُدرِكةٍ لِنِهايةِ مَسارِيْ هَذهِ أنا / أتَرَبَصُ بِالمارِقِينْ .. أبتَكِرُ فِي خُطُواتِهِم سِينارْيو لأُسعِدَ نَفسِيْ بـ الآشيءِ أحبَبتُكَ دَاءً أصَابَ أطْرافِيْ , مَلأ أحدَاقِي بِنظراتِ المُشَكِكِينَ ,.أقصِدُ الشَامِتينَ و نَشرَت علَى حِبالِي خُبثَكَ , فأصَابت بَياضَ قلبِي الذِي أحبَكَ بِلا مُقابِل عَدا ضَرِيبةِ الخِيانة ! أرَأيتَ كَم يَبكِي الحَنينُ علَى مَشارِفْ إنتِظارِكْ , كَيفَ كادَ يقتلهُ دِفءُ إحساسِهِ , كَيفَ تَوعَكَ الصَبرِ بِـ الآ صَبرِ و إختَنَقَ مُتأثِرًا بِماهِيتَكَ المُلفَقّة ؟ لا شَيءَ حَاليًا يَشغل غُورَ خَندَقِ أُمنِياتِي , سَرقتها مِنِي أجمَعْ لتُنازِعَ خُيوطَ الشَمسِ .. لعلّ الغَدَ أفضَل ’ أفضَلٌ ! أشْتاقُكَ أنَا , و أعرِفُ أنَ رغبَةً جامِحة فِي الوَصِلِ تَنتَابُكْ .. و لإنقِشاعِ غَيمِ حُضُورِي , أنتَ تَعصِف ْ فأحذَرَ طَقسِيْ , و الجَوُ المُتقلِبْ علّها تُمطِرْ ! وَ تَسأَلُنِي بَعدَ شِفائِيْ كَيفَ أًصْبَحتُ امْرأةً حَاقِدةْ ؟ تَسَللتْ السَكِينة بِقلبِها و لَم يَعد اسمُكَ يُؤرقُنِي ويُؤذِي سَمعِيْ ؟ مدجَجَةُ بِالصُراخِ , لتُثبِتَ لَكَ أنَها مَا عَادت تَشكُوا مِن الغَصّة التِي زَرعتها بِحَلقِها قَبلَ رَحِيلكَ بِخيانَةْ عَادت مُنتَشِلةً لِكُلِ أوهامِها و أوجَاعِها حَتى أحلَامِها المُدبلَجة على لُغةٍ ( لَن تَتَحققْ مَا دَامَ هُوَ مَن يَتَمَلَكُها ) أتَدرِي أنِي مَا عُدت أملِكُ وَقتًا لِمُحاسَبَتِك علَى خُذلانِي وَلا عَلى الوَقتِ الذِي مَضِيتهُ بِلا السِينِ الـ إدَعَيتَ أنَكّ مُلكُها مَا حَيّت ؟ وُهناكَ مَن تَتَمَلَكُكَ ! هَل أخبَرتُكَ سَابِقًا أنِي لَكَ وَطنْ ؟ مَهما طَالَ الزّمانُ و إبتَعدتَ .. هَجرتَنِي وَ حَرِقتَ طَرفًا مِنِيْ , سَتَعودُ لأرضِيْ طَالبًا إحتِوائِيْ و لِأُرِيكَ كَمْ مِنَ الحَضَارَةِ تَحتَوِينيْ , سأُعطِيكَ ذِكرى تدفئ بِها نَفسَكْ , لَيسَت لِيْ .. لَستَ بِها ! لكنَها دَافِئةُ لا تَتَخَلَلُها خِيانة , أصْبَحتَ أنتَ كَسِيجارةْ , أشْهَقُها حَتى يتأجَجُ صَدرِي بِكَ ثُمَ أنثُرْ أشْلاءك ! بأمرٍ مُحتَمٍ مِن الإخْتِناقٍ , فأُراقِبُكَ تَتَطايَرْ أمَامِيْ أخبِرنِي عَن الذِي يَقطُنُ فِيهِ الوَجَعْ , عَداكْ .. زَمانِ الأولِ تحولْ =) |