الصديقة بنت الصديق أحب خلق الله هي وأبيها الى رسول الله
الحمد لله الذي جعل فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر
الطعام ، وأعلى أعلام فتواها بين الأعلام ، وألبسها حلة الشرف وأعلن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلها حتى قال :
( خذوا شطر دينكم عن الحميراء )
تعرف على أم المؤمنين
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق ، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر
الكنانية تكني بأم عبد الله ، كناها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
بابن أختها عبدالله بن الزبير ، فقد أخرج أبو داود بسنده عن عائشة رضي
الله عنها أنها قالت :
يا رسول الله كل صواحبي لهن كنى .
قال : ( فاكتنى بابنك عبدالله )
خصائصها
1- أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها ، وهذا باتفاق أهل
النقل.زاد المعاد .
2- أنها خيرت واختارت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على الفور ، وكذا
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن تبعا لها في ذلك ، والدليل ما رواه
البخاري في صحيحه بسنده :
أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :
( لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال :
" إني ذاكر لك أمرا ، فلا عليك أن تعجلي حتى تستأمري أبويك "
.
قالت : وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه ، قالت :
ثم قال : " إن الله جل ثناؤه قال :
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا )
إلى ( أَجْراً عَظِيماً ) قالت :
فقلت : ففي أي هذا استأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة
قالت : ثم فعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت )
3- نزول آية التيمم بسبب عقدها حين حبس رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ،
وقال أسيد بن حضير : ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر .
والقصة أخرجها البخاري في صحيحة .
4- نزول براءتها من السماء بما نسبه إليها أهل الإفك في ست عشرة آية متوالية ،
وشهد الله لها بأنها من الطيبات ، ووعدها بالمغفرة والرزق الكريم ، وانظر تواضعها
وقولها :
( ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بوحي يتلى ).
5- نزل قرآن فيها يتلى إلى يوم القيامة، وهي الآيات من سورة النور ( 11 إلى 26 ) ،
وهذا باتفاق المسلمين.
6- شرع جلد القاذف وصار باب القذف وحده باباً عظيماً من أبواب الشريعة وكان
سببه قصتها رضى الله عنها ، وهو قول سعيد بن الجبير رحمه الله .
7- لم ينزل بها أمر إلا جعل الله لها منه مخرجا وللمسلمين بركة ، كآية التيمم
وحد القذف ، ولذلك يقول أسيد بن حضير رضي الله عنه :
جزآك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا ، وجعل
للمسلمين فيه بركة .
8- أن جبريل أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في سرقة
( أي قطعة ) من حرير فقال :
هذه امرأتك ، فكشفت عن وجهك الثوب فإذا هي أنت ، فقلت :
إن يك هذا من عند الله يمضه ) . أخرجه البخاري .
9- أنها كانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه :
قال له عمرو بن العاص رضي الله عنه :
يا رسول الله أي الناس أحب أليك ؟
قال : عائشة ، فقلت من الرجال ؟
قال أبوها ،
قلت ثم من ؟
قال عمر بن الخطاب ، فعد رجالا ) .
10 - لما جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال
لها : ألست تحبين ما أحب ؟
قالت : بلى
قال فأحبي هذه
يعني عائشة ، وهذا الأمر ظاهر الوجوب ، ولعل من جملة أسباب المحبة كثرة
ما بلغته عن النبي صلى الله عليه وسلم دون غيرها من النساء الصحابيات .
11- أن من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها ، وقد أجمع
العلماء على تكفير من قذفها بعد براءتها.
واختلفوا في بقية أمهات المؤمنين، هل يكفر من قذفهن أم لا ؟
على قولين: أصحهما أنه يكفر واختاره شيخ الإسلام في الصارم المسلول ،
وابن كثير كما في البداية والنهاية .
12- من أنكر كون أبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه صحابيا كان كافرا ،
نص عليه الشافعي فإن الله تعالى يقول :
" إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا "
ومنكر صحبة غير الصديق يكفر لتكذيبه التواتر.
13- أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه
وسلم فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه ، يبتغون بذلك مرضاة
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
14- أن أم مؤمنين سودة رضي الله عنها وهبت يوما لها بخصوصها .
15- اختياره صلى الله عليه وسلم أن يمرض في بيتها.
قال أبو ألوفا بن عقيل رحمه الله :
أنظر كيف اختار لمرضه بين البنت واختار لموضعه من الصلاة الأب ، فما هذه
الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة ، عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد
تخفي عن البهيم فضلا عن الناطق .
16- وفاته صلى الله عليه وسلم بين سحرها ونحرها.
17- وفاته صلى الله عليه وسلم في يومها .
18- دفنه صلى الله عليه وسلم في بيتها .
19- اجتماع ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وريقها في آخر أنفاسه ،
وذلك حين طيبت له سواكه .
20- كانت أكثرهن علما ، قال الزهري :
لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
21- إن الأكابر من الصحابة كان إذا شكل عليهم الأمر في الدين استفتوها فيجدون
عندها ، قال أبو بردة ابن أبي موسى عن أبيه :
ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة
إلا وجدنا عندها منه علما .
22- لم ينكح النبي صلى الله عليه وسلم امرأة أبواها مهاجران بلا خلاف سواها.
23- أنا أباها وجدها وأخاها صحابة رضي الله عنهم أجمعين.
24- كان أبوها أحب الرجال إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعزهم عليه.
25- أنا أباها أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا باتفاق
أهل السنة والجماعة .
26- كان لها يومان وليلتان في القسم دونهن لما وهبتها أم المؤمنين سودة يومها
وليلتها .
27- أنها كانت تغضب فيترضاها عليه الصلاة والسلام ولم يثبت ذلك لغيرها .
28- لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم امرأة أكثر منها.
29- أن عمر فضلها في العطاء عليهن ، كما أخرجه الحاكم في مستدركه من جهة
مصعب بن سعد قال :
فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف وزاد عائشة ألين ، وقال :
إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
30- تسابق النبي صلى الله عليه وسلم معها .
31- أنها من أكثر الصحابة فتوى، قال ابن حجر رحمه الله في الإصابة
أكثر الصحابة فتوى مطلقا سبعة :
عمر وعلي وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وزيد بن ثابت وعائشة رضوان الله
تعالى عليهم.