عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-02-2007, 07:49 AM
 
...أَنتَ ما فيه معلوم..أنتَ سعودي...(مقال)

أَنتَ ما فيه معلوم!!!أنتَ سَعودي!!

بهذه العبارةِ الرعديةِ بدأتُ صباحي....
نظرتُ في عيونهم والبؤس يكسو وجهَ الماضي الرابض على كاهلهم...
مطالبُ حاضرٍ بدأت في النيل من أحلامهم..
سألني أحدهم ..هل تعلم ماذا حدث لنا!!!
نظرتُ إليهِ وكأني لا أريدُ أن أسمعَ عويلَ الصخور الباكيه..لها صوتٌ حزين!!!!!!!
قال لي.."إش كلام هادا نفر تاني كفيل؟..
قلتُ له..: ليش وش صار ..
تأفف!!!
قلق!!
إقامه حق أنا لازم سوي إكسبير...وكفيل إبغى من أنا 6000ر.س. وراتب أنا أصلا 1000 ر.س...يعني واهد سنه كله ساوي 20000 ر.س. كمان تيكت روح بنقلادش ممكن 2500ر.س. كمان سويه ملابُس ممكن 500ريال مع أغراض خلي كله مع إقامه 10000..ولازم أنا أرسل شهر وشهر لا حق بابا وماما ..يعني ...انا موت أهسن!!!!!
اااااااااه منك أيها الرايض على صدور المعوزين...
يَنظر إليَ الأن وهو لا يعلم أني أكتبُ نفسهُ على ورقاتٍ بيضاء كثلجٍ رابضٍ على قِمم الحبال....وويبتسم...رغم الألم الذي به يبتسم...إلاهي كيف له أن ...ااااااااه لا أدري!!
يَنظرُ إلي وهو يَكنسُ تعبَ سنينهِ المُعَتَقةِ على رصيفِ ذكرياته..
عيناهُ تُخاطبُ المجهول..ترى يا حظيَ العاثر..ماذا بعد؟
نظراتُ حُنقٍ على مائِدةِ الضياع..
وبدأتُ أفترش فراشي أنا..ذكرياتي أنا ..يا الله ماذا سأعمل إذا كنتُ محل هذا البنقالي المسكين المعدم حتى من التفكير..ليريح حالَ باله..
كيف سيجمَع تعبَ أيامِ غربته هنا بين برد الرواتب المتأخره وحر التفكير في الأتِ..
عَلِمتُ في ما بعد أن (شوهاق) وهذا إسم أحد عمال النظافه قد طلبَ منه كفيله مبلغ 7000 ر.س.ليُجدد له الإقامه وأهله يسألونهُ العون هناك في بلدهم لما بهم من عوز والله المستعان..
وستار حاله كحال عبد الملك..ونور النبي ليس أوفر حظٍ منهم..
يالله ..ألهذا الحد وصل بالناس الظلم والجور لينهبوا حصيلةَ زرعهم الذي نثرو بذوره هنا منذ قرابةَ العامين ..
كيف لهم أن يهنئوا بهذه اللقمةِ المغتصبةِ من أفواهِ الضائعين..
ألم يعلم الذين يفعلون ذلك بأن هناك رب لهم ينصُرَهم ..رب يُعيدُحقوقهم وإنسانيتهم المستباحه على حدود الإقامة المختنقةِ بزحمةِ السيرِ على مكاتب النائمين..ّ!!
تذكرتُ هنا نفسي يوم بعثها كيف سأطلبُ الحسنات من المعدمين؟
إذا كانت الأمالُ محفوفةً بأرصفةِ الواقع المرير..كيف ستعود للأوراق نظارتها..
عبثا نحاولُ أن نكور الماضي كورقةٍ أو قُصاصة ثم نرميها في صندوق المهملات..نعم ..لن نستطيعَ أن نهرب من أنفسنا حتى في لحظاتِ عوزنا ترانا أشبهَ الناسِ بأنفسنا...
كيف لنا رسم شيفراتٍ على أرضٍ خصبةٍ في الذاكرة..لكي نعودَ لها بعد حين دون أن تطالها يدُ العابثين..عبثا نحاول لملمةَ السنين..كيف لنا قهر الطموح بريالاتٍ مسروقةٍ من شفه البنقلادشيين..
تعود بي الذكرياتُ لرجلٍ طاعنٍ في السن..هندي ألجنسيه ..يدعى مهدي..
رجلُ أثقلت دقائقُ سنينه المجحفة كاهله ..ولكني أراه كل يومٍ بوجهٍ مشرق يعتليه الأمل في كسب الريالات المعدودة من غسيل السيارات.. هل تعلمون كم مضى عليه هنا في السعودية...30سنه وهو يزرع الحصى لقلبه ويرسل القمح والدقيق لأهله...
لا أقول إلا الحمدُ لله على ما نحن فيه من نعمه..ويا اصحاب الفيز والتأشيرات والكفالات ..لا ترحمو بل أعطوهم حقوقهم فهم لم يسألوننا الرحمة بل طلبو حقاً من حقوقهم حينما.. سالوني لماذا يحدث هذا عندكم في السعوديه....نظرتُ إليه ....ولم أنبُس بشِفة..

سبحان الله..والحمد لله.. والله اكبر..

الختام..
بقلم..: صدى المشاعر...

__________________
:rose: