[QUOTE=سفير الأمل;4038239]
ــــــــــــــ
خرج من بيته فى تمام الساعة الثامنة وخمس دقائق صباحاً ذاهباً إلى عمله .. بينما كان يجلس بواب العمارة ينظر إليه فى استغراب ودهشة قائلاً فى نفسه هذه أول مرة يتأخر فيها الباشمهندس عن موعده خمس دقائق كاملة .. فعلى مدار عشرين عاماً لم يتأخر دقيقة واحدة ..وقتها شعر البواب بأن الأمور ليست على ما يُرام ..
( صباح الخير ياعم خميس ) .. انتزعته هذه العبارة من تأملاته ..ورد فى تلعثم صباح النور ياباشمهندس .. ابتسم له الباشمهندس ابتسامة باهتة خالية من اى معنى ..مما زاد من قلق عم خميس ..
تركه فى حيرته واستقل سيارته متوجهاً إلى عمله .. قائلاً فى نفسه نعم ياعم خميس اليوم يوماً غيرعادياً فى حياتى .. وصل إلى مكتبه ..لم يسلم على أحد ولم يبتسم فى وجه أحد ..
مضت عليه ساعة من الزمن وكانها سنوات عديدة ..رن جرس الموبايل ..نظر إليه فى خوف وقلق ..تردد كثيراً ..قبل أن يُجيب على الهاتف .. ..جاءه صوت من بعيد .. صباح الخير ياباشمهندس ..أيه الأخبار ..كل شيئ تمام سوف نأتى إليك خلال نصف ساعة ..
اغلق الهاتف .. شعر وقتها بالأختناق .. وأن الأرض تدور به ..وكاد ان يسقط ..نعم أنه يشعر الآن أنه على حافة الهاوية وانه على وشك أن يسقط فى بئرِ سحيقه ..
فكل تاريخه الحافل بالإنجازات والذى كان مثالاً يُحتذى به فى الشرف والأمانة على المحك الآن .. بتوقيع بسيط من قلمه ..سوف يمنح رجل الأعمال الشهير الترخيص الذى يكفل له الحق فى امتلاك قطعة أرض مملوكة للدولة بثمن بخس ..بينما يحصل هو على عشرة ملايين من الجنيهات ..يستطيع من خلالها أن يؤمن مستقبله بعد أن يبلغ سن المعاش وأن يؤمن مستقبل أولاده ..
( ما بك الان متردد ) هتف فى نفسه ..وكأنه يعاتب نفسه على تخاذله وضعفه ..أشاح بوجه بعيداً ..لكن هذا الصوت لم يرحمه وظل يتواصل بنبرة أعلى ( لم يبق سوى دقائق قليله وتتحول إلى طبقة الأثرياء ..لما التردد الآن .. فقط مجرد توقيع بسيط ..لن يكلفك شيئاً ) ..نعم مجرد توقيع لن يكلفنى شيئاً ..بدا وكأنه حسم أمره أخيراً ..وقضى على كل مقاومة بداخله ..تحسس قلمه فى صمت ..
أخرج القلم من جيبه ..وأحضر ورقة بيضاء ..وأخذ يكتب ..ثم وقع عليها ..
ووضعها على مكتبه .. وانصرف فى هدوء
بعد نصف ساعة حضر رجل الأعمال الشهير ..وسأل عن الباشمهندس ..أخبروه أنه غادر مكتبه منذ قليل ..
وأنه لن يعود مرة أخرى ..
فقد قدم استقالته اليوم
كانت تلك الصورة التى خطها قلمى ..تعبيراً عن لحظة من لحظات الضعف الانسانى ..
فكم هى كثيرة لحظات الضعف فى حياتنا ..فقط مجرد قرار بسيط ..يحمل بين ثناياه أما الاستسلام لهذه اللحظة والتخلى عن المبادئ والقيم ..واما التمسك بتلك المبادئ والقيم وان كلف الأنسان ذلك منصبه أو نفوذه ..
أيهما يفضل الانسان أن يخسر نفسه ويربح العالم ؟؟
ام يربح نفسه حتى لو خسر العالم بأسره ؟؟
فى انتظار أرائكم القيمة [/QUOTE
سفير الأمل
وكأن الامل حي في هذه السطور رغم وجعة النص
إذا لنتأمل (لحظة الضعف )وننظر إليها بعين العقل..كيف عسانا نجدها..
مؤكد سنجدها تقتل وتحي ...
وعلى الإنسان الأختيار ...نعم أختيار صعب على ضعاف النفس
وسهل على النفس المؤمنه التى تأبي الا رضا الله وراحتها
عندما توقفنا اللحظة في اختيار بين الحق والباطل انها لحظة ميلاد الحق وانبلاج النور من رحم الظلام
انها لحظة انتصار للبشمهندس لأن الله معه ولن يبالي ان خذله الاخرون
خالص الشكر والتقدير لنقاء روحك وطرحك الراقي
دمت قويا بعيدا عن لحظات الضعف كانت لحظتك هذه صوره من صور كثيره للحظات الضعف التي تعصف بنا لحظات نرسم بعض ملامحها ونجهل ملامح بعضها الآخر