النخلة الباسقة .. للكاتبة : ابتسام بن عتش بسم الله الرحمن الرحيم كان أحمد فلاحا مجتهدا لديه حقل كبير يزرع فيه ألذ الثمار وأطيبه منذ ان بدأ الفلاح أحمد مهنته عندما كان في عمر الزهور بنى نخلة كبيرة ورائعة ثنبت ألذ الثمار الطازجة تلك النخلة هي التي أعمرت حقله فقد كان الفلاح أحمد يرعاها أفضل رعاية ومرت الشهور والسنين وكبر الفلاح أحمد ونخلته أيضاً إلا أنها ما زالت نشيطة تنبث الثمار الطازجة أما الفلاح أحمد فقد هرم وأصبح ضعيفاً ولا يقوى على العمل ويوماً استيقظ الفلاح باكرا يجر أقدامه المتثاقلة وقد أنهكته السنون فوقف في حقله أمام نخلته ينظر إليها بعمق وهو يدمع يتذكر فيها كيف بنى هذه النخلة منذ أن كان صغيراً وإلا الآن هي باقية ونشيطة فأخذ يحاورها بكلمات كان يود أن يقولها منذ أن بناها فقال الفلاح أحمد لنخلته الباسقة : سامحيني يا نخلتي صديقة العمر لم أعد ذلك الرجل الشاب القوي والنشيط أصبحت هرماً وغير قادراً على الإعتناء بك . فجأة ردت النخلة بصوت جاد وقوي قائلةً: سامحتك يا أحمد ولن أنسى فضلك علي فولا الله ثم أنت ما كنت أنا عامرة هنا فأنت الذي اعتنيت بي جعلتني كإبنتك الوحيدة. قال الفلاح بصوت حزين : لكنني كبرت وضعفت لا أستطيع الإعتناء بك الآن. ردت النخلة الوفية : لا تحزن أتعلم لماذا أنا نشيطة وقوية مع أنني عامرة هذا لأنك معي وبقربي كلما أنظر إليك أشعر بالنشاط والقوة وإنت أيضاً استرد مني القوة أنظر إلي وأشعر بالقوة وخذ مني العبرة أنظر كيف انا عامرة ومسنة إلى أنني أثمر ألذ الثمار فما زلت قوية ونشيطة مع أنني أتحمل أشعة الشمس والجو القاس وكذلك فضائلك علي عديدة وأنت تعلمها جيداً لن أنسى فضلك أبداً بل سأضل بقوتي المعتادة لأرد لك جميلك وشقائك ولإسعادك. قال الفلاح فرحاً : لا غرابة في وفائك لي مهما كبرنا واعتمرنا سنضل بقوتنا ونشاطنا ما دمنا معاً . ها إشرايكم بالقصة تراها من تأليفي وياريت ما أنحرم من ردودكم المبشرة .. كتبتها وأنا عمري 12 |