عرض مشاركة واحدة
  #167  
قديم 01-15-2012, 11:07 AM
 
الـشـتــاء لـلأرواح ربــيــع ..

كم هي رائعة نظرة العابدين المتفائلين في الحياة .. رغم القسوة والنكد والكبد !تذوقوا من عذب الكَلِم مارقّ منه

( مايصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي في صدري ! أينما رحت لاتفارقني ؛
...
أنا حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة ) !

....................°● جَدَبٌ يَحتَضِنُ غَيْثْ ●°

قال الإمام ـ مالك بن دينار رحمه الله ـ وهو الذي تاب من آية :
( مازرع الله في قلوبكم يا أهل القرآن ؟!
إنّ القرآن ربيع المؤمن ، كما أن الغيث ربيع الأرض )

....................°● غُروبٌ يَتبَعُهُ شُرُوقْ ●°

قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ :
( مرحبًا بالشتاء ، تنزل فيه البركة ، ويطول فيه الليل للقيام ، ويقصر فيه النهار للصيام )

( إنّما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنّه يرتع في بساتين الطاعات
ويسرح في ميادين العبادات وينزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه )

ما أجملها من بساتين نظِرة ، وجنان وآرفة ، وقلوب بروعة الإيمان عامرة ؛
هي‘ دعوة لنتفيأ ظلال الأنس في رحاب أقوالهم والسير على خطاهم مهتدين بهداهم ،
لنكن حسنة في صحائف حسناتهم ، ونعمل بها مرة حتى " نكون " من أهلها " كل مرة " !

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«اشتكت النار إلى ربها فقالت :
يارب أكل بعضي بعضًا فأذنْ لي بنفسين ، نفس في الشتاء ونفس في الصيف،

' فإنّ شدة برد الدنيا يذكر بزمهرير جهنم'.وهذا ما يوجب الخوف والاستعاذة منها، فأهل الإيمان كل ما هنا من نعيم وجحيم
يذكرهم بما هناك من النعيم و الجحيم ...

حتى وإن شعر القوم بالبرد القارس فيدفعهم هذا إلى تذكر زمهرير جهنم،
ويوجب لهم الاستعاذة منها، ويذكرهم بالجنة التي يصف الله عزوجل أهلها فيقول عزوجل:
' مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيرًا ' الإنسان 13
قال ابن رَجب :
' فنفى عنهم شدة الحر والبرد '.
قال قتَادة :
' علم الله أنّ شدة الحر تؤذي وشدة البرد تؤذي فوقاهم أذاهما جميعًا '.
" نسأل الكريم من فضله "

ملاحظة:

حتماً إذا أستشعرنا دفء الطاعة ، وأنس العبادة ستتلاشى قسوة الحياة والآم الأيام ...
هي جنة في الصدور ليوم الملتقى في جنة الخلود تقر بها أعين المشتاقين ...
’’ يآ أنيس المستوحشين سبحانك ،،
[ ما أضيق العيش على من لم تكن دليله ،
وما أوحش البلاد على من لم تكن أنيسه ] !
.. ربِّ نسألك إخلاصاً وقبولاً و أنساً بك وحدك ..
و شتآءاً يكون ربيعٌ وَ ذكرى ...


مما أعجبني...
__________________
رد مع اقتباس