عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 05-05-2007, 11:36 PM
 
رد: نماذج طيبة للمرأة الصالحة ....وأرجو التثبيت لأهمية الموضوع وشكرا.

( سيدة نساء العالمين )


إذا افتخرت بنت بأبيها ، فيكفي سيدة نساء العالمين أنها بنت إمام المتقين

صلى الله عليه وسلم .

وإذا افتخر مُفتخر بنسبه ، فإن سيدة نساء العالمين تفوق بذلك من افتخر .

وإذا تعاظم شخص في نفسه ، فحسب سيدة نساء العالمين هذا اللقب :

( سيدة نساء العالمين ) .

هي :

فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال الإمام الذهبي :

سيدة نساء العالمين في زمانها البضعة النبوية والجهة المصطفوية .

أم أبيها ، بنت سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي القاسم محمد

بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية ،

وأم الحسنين .

كانت فاطمة أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم وأحبهن إليه .

مولدها

قبل المبعث بقليل .

من فضائلها

روت عن أبيها .

وروى عنها ابنها الحسين وعائشة وأم سلمة وأنس بن مالك وغيرهم ، وروايتها

في الكتب الستة .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحبها ويكرمها ويُسر إليها .

ومناقبها غزيرة ، وكانت صابرة دينة خيرة صينة قانعة شاكرة لله .

وقد غضب لها النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أبا الحسن هم بما رآه

سائغا من خطبة بنت أبي جهل فقال :

والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله ، وإنما فاطمة بضعة مني يريبني ما

رابها ، ويؤذيني ما آذاها .

فترك علي الخطبة رعاية لها ، فما تزوج عليها ولا تسرى ، فلما توفيت تزوج

وتسرى رضي الله عنهما ، ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم حزنت عليه

وبكته وقالت :

يا أبتاه إلى جبريل ننعاه . يا أبتاه أجاب ربا دعاه . يا أبتاه جنة الفردوس مأواه .

وقالت بعد دفنه :

يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

وقد قال لها في مرضه :

إني مقبوض في مرضي هذا . فبكت وأخبرها أنها أول أهله لحوقا به ،

وأنها سيدة نساء هذه الأمة ، فضحكت ، وكتمت ذلك فلما توفي صلى الله

عليه وسلم سألتها عائشة فحدثتها بما أسر إليها .

وقالت عائشة رضي الله عنها :

اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يُغادر منهن امرأة ، فجاءت فاطمة

تمشي كان مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :

مرحبا بابنتي .

فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم أنه أسر إليها حديثا ، فبكت فاطمة ،

ثم إنه سارها ، فضحكت أيضا .

فقلت لها : ما يبكيك ؟

فقالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن .

فقلت لها حين بكت : أخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم

تبكين ، وسألتها عما قال ، فقالت :

ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قبض سألتها ،

فقالت : إنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة ، وأنه

عارضه به في العام مرتين ، ولا أراني إلا قد حضر أجلي ، وإنك أول أهلي

لحوقا بي ، ونعم السلف أنا لك ، فبكيت لذلك ، ثم إنه سارني ، فقال :

ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ، أو سيدة نساء هذه الأمة ،

فضحكت لذلك .

وكان عليه الصلاة والسلام يقوم لها وتقوم له ، ويُقبلها وتُقبله رضي الله عنها .

زواجها

تزوجها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ذي القعدة أو قبيله من

سنة اثنتين بعد وقعة بدر .

وقال ابن عبد البر :

دخل بها بعد وقعة أُحد ، فولدت له الحسن والحسين ومحسنا وأم كلثوم وزينب .

صداقها

أصدق علي رضي الله عنه فاطمة درعه الحُطمية .

فأي خير بعد ذلك في التفاخر بكثرة الصداق ؟

وأي خير في غلاء المهور ؟

وهل نساء الدنيا أجمع خير أم فاطمة ؟

خدمتها في بيت زوجها

كانت فاطمة رضي الله عنها تعمل في بيت زوجها ، حتى أصابها من ذلك مشقة .

قال علي رضي الله عنه :

شكت فاطمة رضي الله عنها ما تلقى من أثر الرحى ، فأتى النبي صلى الله عليه

وسلم سبي ، فانطلقت فلم تجده ، فوجدت عائشة فأخبرتها ، فلما جاء النبي صلى

الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم

إلينا وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبت لأقوم ، فقال :

على مكانكما ، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري ، وقال :

ألا أدلكما على خير مما سألتماني ؟

إذا أخذتما مضاجعكما تكبران أربعا وثلاثين ، وتسبحان ثلاثا وثلاثين ،

وتحمدان ثلاثا وثلاثين ، فهو خير لكما من خادم .

فإذا كان هذا هو حال سيدة نساء العالمين ، فما في حياة الترف خير .

حياؤها رضي الله عنها

قالت فاطمة رضي الله عنها لأسماء بنت عميس رضي الله عنها :

إني أستقبح ما يصنع بالنساء ، يُطرح على المرأة الثوب فيصفها.

قالت : يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ؟

فدعت بجرائد رطبة ، فحنتها ، ثم طرحت عليها ثوبا .

فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ، إذا مت فغسليني أنت وعلي ، ولا يدخلن

أحد علي .

قال ابن عبد البر : هي أول من غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة .

أولادها رضي الله عنها

الحسن والحسين وكان لها من البنات :

أم كلثوم زوجة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وزينب زوجة عبد الله بن جعفر

بن أبي طالب رضي الله عنهما .

فيكيف يجتمع حب آل البيت وبغض أصهارهم ؟

فعمر رضي الله عنه زوج أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه وعنها .

وإذا ضاقت عليهم المذاهب أنكروا زواج عمر رضي الله عنه من أم كلثوم .

وفاتها

توفيت رضي الله عنها بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر أو نحوها ،

وعاشت أربعا أو خمسا وعشرين سنة وأكثر ما قيل إنها عاشت تسعا وعشرين سنة .

فرضي الله عن فاطمة البتول وأرضاها .

وصلى الله وسلم على من رباها .


~~~~~~~~~~~

كتبه الشيخ : عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
__________________