تطبيقات إسلامية ولابد للإشارة هنا إلى أن التاريخ الإسلامي تطبيقا لما أشرنا إليه من نصوص عقائدية وردت في القران الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم حفل بمثل تلك المفاهيم، فالأنصار والمهاجرون أعظم تطبيقات التكافل الاجتماعي القائم على العمل التطوعي والخيري، وحتى كتاب الوحي الذي كانوا يمارسون دورهم في توثيق آيات القران الكريم الذي يمثل أهم ركن في عقيدة المسلمين فهو منهاج حياتهم ودستور دولتهم . وكذلك كان بناء المسجد النبوي الشريف وحفر الخندق وغيرها من الأعمال التطوعية التي كان يتسابق لها المسلمون فالتعليم وكفالة اليتيم ورعاية الأرملة والعجوز ورعاية طالب العلم وسقيا الماء وما كان ينتدب إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من أعمال خيرية نذكر منها دعوته صلى الله علي وسلم لشراء بئر ماء احتاج المسلمون إليه منعه عنهم صاحبه، وغيرها الكثير ومما كان يبتدر به أيضا أصحاب الخير رغبة في الأجر . النتائج المتوقعة من مساهمة العمل الخيري
في تنمية المجتمع
ومما سبق فان المجالات والأنشطة التي يمكن للعمل الخيري أن يسهم من خلالها في تنمية المجتمع وخاصة تلك القائمة على إسهامات ومشاركات الأفراد كثيرة ومتعددة، ويمكن لتكل المشاركات والمساهمات من تحقيق مجموعة من الأهداف التي نوجز بعضها فيما يلي : تحديد أولويات التنمية تعمل الجمعيات والهيئات والمؤسسات الخيرية بالتعاون والتفاعل مع المؤسسات الحكومية لكي تؤدي دورا هاما وأساسيا في تحديد الأولويات والتحديات في المشاريع التنموية لما تتمتع به هذه المؤسسات من خصوصية تتمثل في علاقتها بالفئات المستهدفة وقربها بل واندماجها في بعض الأحيان مع تلك الفئات وتتيح تلك العلاقة بين المؤسسات الخيرية ومختلف فئات المجتمع رؤية أوضح وأعمق لاحتياجيه الملحة وللمشاكل والمعوقات التي يمكن أن تصادف المشاريع التنموية ويمكنها نقل صورة اكثر وضوحا ومصداقية إلى الجهات المعنية بصنع القرار. تخفيض كلفة الإنتاج وتخفيض النفقات الحكومية كما يسهم العمل الخيري من جهة أخرى في الاقتصاد والناتج القومي للدولة حيث تعمل المؤسسات الخيرية من خلال برامجها وأنشطتها في مجالات خدمة المجتمع على المساهمة في تخفيض تكاليف إنتاج السلع والخدمات فإذا ما تم الاعتماد في تنفيذ عدد من البرامج وخاصة الخدمية منها في بعض القضايا كالتنظيم أو الإدارة أو القوى العاملة أو حتى رأس المال على العمل الخيري فان ذلك بلا شك سيؤدي إلى خفض التكاليف ويحقق فوائد لأفراد المجتمع بتحقيق انخفاض في الأسعار، يحقق ذلك تقليصا للإنفاق الحكومي مما سيساعد الحكومات على توسيع الخدمات التي تقدمها لأفراد المجتمع خاصة في ظل اتجاهات الدول إلى خصخصة الخدمات . المساهمة في زيادة الناتج القومي من خلال إسهامات المؤسسات الخيرية في تأهيل الأسر والأفراد ونقلهم إلى دائرة الإنتاج والمقدرة على العطاء، تعمل على إتاحة الفرصة لهم بالدخول إلى دورة الاقتصاد القومي لتتمكن من المساهمة في اقتصاد الدولة والمجتمع بشراء وبيع واستخدام السلع والخدمات مما يساهم في تنشيط الاقتصاد الوطني . أما فيما يتعلق بمجالات العمل الخيري فهي متعددة وواسعة، تشكل مجالا خصبا لتفاعل المؤسسات الخيرية والمتطوعين في شتى ميادين العلم الخيري العمل والإسهام في خدمة المجتمع ومنها : 1- المستشفيات والمراكز الطبية. 2- المدارس على اختلاف مراحل التعليم وبرامج محو الأمية 3- المساجد والهيئات الخيرية. 4- السجون والإصلاح الاجتماعي . 5- الإرشاد والنصح الاجتماعي لحل المشكلات الاجتماعي مثل الطلاق والجرائم وغيرها. 6- إلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات لترسيخ القيم والمفاهيم الاجتماعية . 7- قسم الإطفاء والدفاع المدني والإنقاذ المختلفة. 8- المحافظة على البيئة وحملات النظافة العامة . 9- الحدائق والمنتجعات العامة. 10- المكتبات العامة. 11- تقديم الاستشارات القانونية والطبية وغيرها.