عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-06-2007, 08:59 PM
 
قبل العمل والتطوع إقرأ هذا !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد .
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائل : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى) أما بعد : أيها الأحبة
حديثي في هذه الكلمة إن شاء الله تعالى عن الأساس الأعظم في الدين ، عن ركن العمل وصلاحه في الدين ، مسك القلوب وماء الحياة ، حديثي عن السر الذي بين العبد وربه .
ألا وهو الإخلاص .. نعم الإخلاص .. هذا الموضوع الجليل الذي يستحق الاهتمام والتذكير وكم نفتقر إلى التذكير به وتعليمه !
نحتاج إلى الحديث عن الإخلاص لأننا ولله المشتكى قد أصابتنا جراحات الذنوب فمنا أسير ومنا كسير ومنا مقطوع ومنا مسحور ومنا مسموم .
كلٌ لحق به ما لحقه من آثار الذنوب والمعاصي والآفات لهذا نجد أن السلف أنفع منا كلاماً قيل لحمدون بن أحمد (ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا ؟ قال لأنهم تكلموا لعز الإسلام ونجاة النفوس ورضى الرحمن ونحن نتكلم لعز النفوس وطرب الدنيا ورضى الخلق )
فيا إخوان نحتاج إلى أن نراجع نياتنا فنصلح ما مزقته يد الغفلة والشهوة ونعمر منها ما خربته يد البطالة ، ونوقد فيها ما أطفأته أهوية النفوس ونلملم منها ما شعثته يد التفريط والإضاعة ونسترد من نوايانا ما نهبته أكف اللصوص والسراق.
الإخلاص أيها الأحبة يحتاج إلى مجاهدة قبل العمل وأثناء العمل وبعد العمل .
قبل العمل : بأن يقصد بعمله وجه الله عز وجل ويصفيه عن ملاحظة المخلوقين.
وأثناء العمل : تكون المجاهدة في الحفاظ على هذه النية الصادقة فإن الإنسان قد يكون مخلصاً في ابتداء العمل، فإذا دخل في العمل واستقر فيه ذلك جاءه الشيطان فوسوس له، وزين له إطلاع الخلق على عمله ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وبعد العمل : تكون المجاهدة برؤية التقصير في العمل وعدم استحسانه والعجب به واستحقاقه الثواب عليه .
قال الفضيل بن عياض رحمه الله : (ترك العمل لأجل الناس رياء ، والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما ) فمن أراد الخلاص فعليه بالإخلاص .
ولتعلم أخي الكريم أهمية الإخلاص وأنه شرط رئيسي في قبول الأعمال عند الله سبحانه وتعالى اقرأ رعاك الله هذا الحديث النبوي الشريف حيث قال المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه : ( إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً ويبتغى به وجهه ) رواه النسائي

هذه كلمات مختصرة في عُجالة أحببتُ أن أذكر بها نفسي وإياكم إخواني ، علها تكون لنا حافزًا في ما أخذنا العهد عليه من مساعدة عباد الله ، وحتى لاتضيع أعمالنا وتكون هباءً منثورًا يوم يكون فيه الإنسان في أشد مايكون لحسنة واحدة
والله نسأل أن يجعلنا من عباده المخلِصين ، المخلَصين ، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ، ويوفقنا لطاعته والمزيد ..
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
__________________