رد: نماذج طيبة للمرأة الصالحة ....وأرجو التثبيت لأهمية الموضوع وشكرا. ماشطة ابنة فرعون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر ليلة الإسراء أنه كما قال :
" فلما كانت الليلة التي أُسرِي بي أتت على رائحة طيبة ، فقلت :
ما هذا الرائحة الطيبة يا جبريل ؟
قال : هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها "
كانت تمشط بنت فرعون ، ذات يوم من الأيام ، وبينما هي تمشط بنت فرعون
وهو الذي يقول : أنا ربكم الأعلى
وإذا بالمشط يسقط من يديها، فقالت :
باسم الله وقد كانت تخفي إيمانها قبل ذلك فقالت بنت فرعون :
أبي ؟
قالت : باسم الله ربي ، ورب أبيك ، وربك رب العالمين جميعا
فقالت : إذا أخبره بذلك
قالت : افعلي
فذهبت وأخبرت أباها ، فجاء في تكبره وتجبره ، ووقف عندها ،
وقال : أو إن لك ربا غيري ؟
قالت : ربي وربك ورب الجميع رب العالمين سبحانه وبحمده
فاغتاظ وقال : أما أنت بمنتهية ؟
قالت : لا
فقال : إذا أعذبكِ أو أقتلكِ
قالت: ( اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا )
فانطلق يعذِّبها، أوتد يديها ورجليها، وصنف عليها أنواع العذاب ،
فكانت تمزج حلاوة إيمانها بمرارة العذاب ، فتطفو حلاوة الإيمان
على مرارة العذاب ، فتشتاق وتقول :
إنما هي ساعات ، وإلى جنات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
يرسل عليها العقارب لتلسعها عله أن يصل إلى قلبها ، ثم يقول :
أما أنت بمنتهية ؟
فتقول : ربي وربك الله رب العالمين
فيعود ليرسل عليها الحيات لتنهشها ، ثم يقول :
أما أنت بمنتهية ؟
فتقول : ربي وربك الله رب العالمين
ينوع عليها العذاب ، ويصنف عليها ذلك ، وهي راسخة بإيمانها وعقيدتها ،
قد علمت إنما هي سويعات ، ثم تعود إلى الله عز وجل فماذا حصل؟
قال : إذا أقتلك وأحرقك بالنار، قالت :
قالت: ( اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا )
فأمر ببقرة من نحاس ، قيل أنه قدر على صورة بقرة ، وقيل :
إنها بقرة أُذِيبت ، ثم جيء بها وبأولادها ليقفوا على طرف هذه النار ،
يقف على طرف هذه النار ، ثم يأخذ واحدا من أولادها ، وقبل أن يأخذه
قالت : لي إليك حاجة
قال : وما هي ؟
قالت : أن تجمع عظامي مع عظام أولادي ، ثم تدفننا في ثوب واحد
قال : ذلك لك علينا من الحق
ثم رمى الولد الأول فوقفت ، فوقف أخوه الثاني وقال :
اصبري يا أماه ، فإن لك عند الله كذا وكذا إن صبرت
ثم رمى بالثاني ، فقال الثالث :
اصبري يا أماه ، فإن لك عند الله كذا وكذا إن صبرت.
ويرمي بهم واحدا بعد الآخر ، وهي تقول :
ربي وربك الله رب العالمين.
لم يبقَ سوى طفل رضيع لم ينطق بعد في شهوره الأولى ، فما كان منها
إلا أن ترددت أن تلقي بنفسها مع أولادها من أجل هذا الرضيع ، ويشاء الله ،
و ينطقه الله الذي تعبده ربها ورب كل شيء ، فيقول :
يا أماه اقتحمي ، لعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، فتقتحم مع طفلها
لتلقى الله عز وجل ، راسخة ثابتة بإيمانها فعليها رحمة الله ورضوانه.
---------
نقلا عن فضيلة الشيخ / علي عبد الخالق القرني |