عرض مشاركة واحدة
  #88  
قديم 05-07-2007, 12:00 AM
 
رد: نماذج طيبة للمرأة الصالحة ....وأرجو التثبيت لأهمية الموضوع وشكرا.


ماشطة ابنة فرعون

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر ليلة الإسراء أنه كما قال :

" فلما كانت الليلة التي أُسرِي بي أتت على رائحة طيبة ، فقلت :

ما هذا الرائحة الطيبة يا جبريل ؟

قال : هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها "

كانت تمشط بنت فرعون ، ذات يوم من الأيام ، وبينما هي تمشط بنت فرعون

وهو الذي يقول : أنا ربكم الأعلى

وإذا بالمشط يسقط من يديها، فقالت :

باسم الله وقد كانت تخفي إيمانها قبل ذلك فقالت بنت فرعون :

أبي ؟

قالت : باسم الله ربي ، ورب أبيك ، وربك رب العالمين جميعا

فقالت : إذا أخبره بذلك

قالت : افعلي

فذهبت وأخبرت أباها ، فجاء في تكبره وتجبره ، ووقف عندها ،

وقال : أو إن لك ربا غيري ؟

قالت : ربي وربك ورب الجميع رب العالمين سبحانه وبحمده

فاغتاظ وقال : أما أنت بمنتهية ؟

قالت : لا

فقال : إذا أعذبكِ أو أقتلكِ

قالت: ( اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا )

فانطلق يعذِّبها، أوتد يديها ورجليها، وصنف عليها أنواع العذاب ،

فكانت تمزج حلاوة إيمانها بمرارة العذاب ، فتطفو حلاوة الإيمان

على مرارة العذاب ، فتشتاق وتقول :

إنما هي ساعات ، وإلى جنات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

يرسل عليها العقارب لتلسعها عله أن يصل إلى قلبها ، ثم يقول :

أما أنت بمنتهية ؟

فتقول : ربي وربك الله رب العالمين

فيعود ليرسل عليها الحيات لتنهشها ، ثم يقول :

أما أنت بمنتهية ؟

فتقول : ربي وربك الله رب العالمين

ينوع عليها العذاب ، ويصنف عليها ذلك ، وهي راسخة بإيمانها وعقيدتها ،

قد علمت إنما هي سويعات ، ثم تعود إلى الله عز وجل فماذا حصل؟

قال : إذا أقتلك وأحرقك بالنار، قالت :


قالت: ( اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا )

فأمر ببقرة من نحاس ، قيل أنه قدر على صورة بقرة ، وقيل :

إنها بقرة أُذِيبت ، ثم جيء بها وبأولادها ليقفوا على طرف هذه النار ،

يقف على طرف هذه النار ، ثم يأخذ واحدا من أولادها ، وقبل أن يأخذه

قالت : لي إليك حاجة

قال : وما هي ؟

قالت : أن تجمع عظامي مع عظام أولادي ، ثم تدفننا في ثوب واحد

قال : ذلك لك علينا من الحق

ثم رمى الولد الأول فوقفت ، فوقف أخوه الثاني وقال :

اصبري يا أماه ، فإن لك عند الله كذا وكذا إن صبرت

ثم رمى بالثاني ، فقال الثالث :

اصبري يا أماه ، فإن لك عند الله كذا وكذا إن صبرت.

ويرمي بهم واحدا بعد الآخر ، وهي تقول :

ربي وربك الله رب العالمين.

لم يبقَ سوى طفل رضيع لم ينطق بعد في شهوره الأولى ، فما كان منها

إلا أن ترددت أن تلقي بنفسها مع أولادها من أجل هذا الرضيع ، ويشاء الله ،

و ينطقه الله الذي تعبده ربها ورب كل شيء ، فيقول :

يا أماه اقتحمي ، لعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، فتقتحم مع طفلها

لتلقى الله عز وجل ، راسخة ثابتة بإيمانها فعليها رحمة الله ورضوانه.

---------

نقلا عن فضيلة الشيخ / علي عبد الخالق القرني
__________________