::_Part two_::
في صباح اليوم التالي ,, نزل سيث عن الدرج بتثاقل حاملاً حقيبته المدرسية على احدى كتفيه
مر أخوه جايدن بجانبه وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة مشرقة جعلت سيث يحتار كثيراً ...
نزل جايدن بسرعة وقال في طريقه بنبرة سعادة : صباح الخير
وتابع طريقه نحو المطبخ ,, توقف سيث عند نهاية الدرج وأخذ يحدق بحقد الى جايدن
ثم تبعه الى المطبخ لتناول الفطور
جلس الجميع حول طاولة الطعام المستديرة ،، عدا جو .
كان والده يشرب القهوة ويقرأ الجريدة الصباحية ووالدته مازالت واقفة تعد الطعام ...
استدارت عند وصول جاي لترتسم ابتسامة عريضة على وجهها وترحب به وكأنها لم تره منذ أعوام
خيم الصمت ولم يسمع سوى أصوات طرق الشوك والملاعق بالصحون حتى كسر
جايدن هذا الصمت قائلاً بمرح
" متى ستبدأ التدرب على المسرحية؟"
رفع سيث رأسه ونظر باتجاه جايدن ببرود تام
قال بجفاء :
" لا أعرف "
ثم أنزل راسه مرة أخرى واكمل فطوره بكل هدوء بينما رمقه جايدن بنظرات غاضبة
فلطالما نفد صبره سريعاً ، كما أنه لم ير سبباً مقنعا لغضب سيث عليه
أمّا سيث فقد كان يشتاظ غضباً من تصرفات جايدن ,, فكر في نفسه :
" ذلك الأحمق الغبي !! أولا يجبرني على منافسته والمشاركة في تلك المسرحية الغبية ،
ثم يتصرف وكأنه لم يفعل شيئاً !!"
حسنا ... ان جايدن لم يجبره على المشاركة في المسرحية حرفيّاً
لكن سؤاله أجبره على ذلك حتى لا يحرج نفسه أمام الجميع ... أو ...
هذا هو منطق سيث على الأقل ،،
سار الأخوان معاً حتى وصلا المدرسة ,, لكنهما وعلى غير عادة تكلما كثيراً خلال الطريق ::
~ في طريقهما للمدرسة ~
توقف سيث وأخرج كتابا أزرق من حقيبته ، رماه باتجاه جايدن ثم قال له :
" هيا اسألني سؤالاً ,, لنر ان كنت أحتاج ماثيو "
" حسنا "
فتح جايدن الكتاب وأخذ يقلب صفحاته وينظر اليه بتمعن , ابتسم بخبث
" اآها ... اين توجد شلالات فيكتوريا؟!"
" سهلة ! في زممم....بيـــ........زم؟!"
" ماذا؟ أتمزح معي؟ ألا تعرف حقا؟
لقد رددت هذا السطر لأكثر من ساعة , كيف لك أن تنساه؟!"
حدق به لوهلة ، قال في نفسه : " كيــــف عرف؟!أنا لم أرفع صوتي أبدا عندما كنت أدرس !!=.="
سحب الكتاب من بين يديه وقال بانزعاج :
" اخرس "
مشى أمامه ولحق جاي به ،،
" كيف سأنجح اليوم؟! تباًًآ "
" ماذا عن مات ( ماثيو ) ؟"
سيث بغضب :" هلا أقفلت فمك؟ كنت أحدث نفسي!! "
جاي بانزعاج : " حسنا , حسنا "
لوح سيث بيده لمجموعة فتيان وفتيات كانوا في طريقهم أيضا للمدرسة , ارتسمت ابتسامة على وجهه ، رمى الكتاب بين يدي جايدن ثم
قال وهو ينظر في الاتجاه الآخر :
" انتظرني هنا "
راقبه جايدن بينما ذهب سيث وحيا كل واحد من بينهم ، قال احد الفتيان شيئا جعلهم يضحكون جميعاً
شعر بغيرة ممزوجة بالحزن لرؤية أخيه يضحك معهم ، ان سيث يعرف كل من في المدرسة تقريبا
وجميعهم أصدقاؤه ,, أما هو فلا يملك سوى بعض الأصدقاء ولو انه ينال على اعجاب الكثير من الفتيات...
لوح سيث للجميع بـ"وداعاً"
ثم عاد ليكمل طريقه مع جاي الذي ابتسم ابتسامة باهتة أخفى ورائها الكثير ...
بدا لجايدن وكأن سيث نسي همومه تماما ، فمزاجه تحسن بعد ملاقاة بعض أصدقائه
سيث بمرح : " اذا ما أخبار الفتيات؟ " وغمز له باحدى عينيه
ابتسم جايدن بفخر : " لقد التقيت بفتاة جميلة جداً ، وحصلت على رقمها "
سيث بنبرة تأنيب: " اآهــــــــاآ ، وماذا أخبرتها عن نفسك؟عن عائلتك ؟"
ازداد صوته جديّة وتأنيباً : " عن اخوتك؟"
ابتسم جايدن بارتباك : " هه ،ل...لا شيء! اممم هل أخبرتك أننا نتواعد؟! "
سيث بملل : " لا ، لم تفعل "
" حسنا ، بصراآحة ... أنا أتسلى معها لا أكثر ، لكنها لطيفة "
توقف سيث عن المشي ونظر الى جايدن باستغراب
" أخي أنا يتلاعب بفتاة؟ أخي المثاليّ؟ هههههه لا بد ان النهاية اقتربت "
أراد جايدن الكلام لكنهما كانا قد وصلا للمدرسة ، واندفع سيث نحو الباب وأخذ يحيي كل من تراه عيناه
لذا التزم الصمت ، فهو وكما يرى ،، ليس مجبراً على توضيح الأمور لأحد
حتى أنه شعر بتأنيب الضمير لانه اخبر سيث بذلك الموضوع ، فليس من عادته ان يبدو سيئا أمام أحدهم ...
>*-*-*-*-*-*-*<
استيقظت تلك الفتاة ذات الشعر البني القصير من نومها بكسل ، أخذت تتقلب في فراشها الورديّ لدقائق
، فتحت احدى عينيها وفركت الاخرى بينما كانت تنظر الى المنبه بين يديها ,, قالت بعدم ادراك :
" آاه ... انها الثامنة "
وضعت المنبه على الطاولة الخشبية الصغيرة بجانب سريرها ، مددت أطرافها بكسل ثم فتحت كلتا عينيها فجاة وصرخت:
" انها الثامنة!! "
قفزت من سريرها تاركة قطتها الكسولة نائمة ودخلت الحمام بخطوات سريعة ، بعد دقائق معدودة ...
خرجت من الحمام وارتدت ملابسها على عجل بينما كانت تردد بصوت خافت :
" تبا! تبا !تباآا!! "
سرحت شعرها سريعاً ثم نظرت نظرة اخيرة الى نفسها بالمرآة ... عدلت من شكل ملابسها
كانت ترتدي قميصاً أبيض وجاكيتا قصيراً باللون البني ،، بنطال جينز قصير باللون الأزرق الغامق
و حذاء رياضيّاً بنفس لون الجاكيت
أمسكت بحقيبتها الشبه فارغة وبلوح تزلج اسود،،وحين امسكت بمقبض الباب رن هاتفها
فتحت الباب بعد ما أخرجت الهاتف ووضعته على أذنها ، عزمت على الرد لكن المتصل سبقها بذلك قائلاً:
" جو ؟ أين أنتي؟! أنا اتصل بك منذ ساعة!"
وضعت يدها على فمها وأصدرت صوت تثائب طفوليّ
" راآي! صباح الخير ^^ "
تابعت بجدية أكثر :
" آسفة جدا ، سأخبرك بالقصة عندما أصل ،، حسنا؟!
الى اللقاء الآن ^^ "
" ولكن ... "
أغلقت الهاتف ووضعته في جيبها ثم خرجت من المنزل نحو المدرسة على لوح التزلج الخاص بها ...
أخرجت قطعة حلوى باللون الأحمر ، مستديرة الشكل،، من جيبها ووضعتها في فمها ، قالت بمرح :
" لذيذة هيهي ^^ "
.
.
.
>*-*-*-*-*-*-*<
قفز ذلك الفتى ذو الشعر الأحمر القصير على ظهر احدى الفتيان , قال بمرح :
" صباح الخير يا مغفل "
التفت الفتى مبتسما ، ضحك بخفة وقال بمرح :
"أهللاآ سيث ! أين كنت يا رجل؟!"
سيث بتهكم : " كنت في فرنسا وعدت قبل قليل من اجل امتحان الجغرافيا "
ضرب الاثنان كفيهما ببعض و ضحكا معاً
سيث بقليل من الجدية : " أحتاج مساعدتك اليوم "
" هههههـ يا لك من مازح يا سيث! كلانا يحتاج المساعدة "
"زاآك!! أناآ لا أمزحح !... "
" هيا يا رجل ! ماثيو سيعطينا الإجابات ، لم القلق؟! "
تغيرت ملامح سيث للغضب والانزعاج ، قال بضيق :
" ماثيو لن يساعدني اليوم "
رفع زاك كلا حاجبيه ، قال بعتاب :
" لا تقل لي -_- تشاجرتما مجددا ، صحيح؟
لماذا؟! "
أخذ سيث يجول بنظره في الساحة بحثاً عن جايدن ، قال بانشغال :
" لقد رفض ان يجعلني الساحر ،، الآن ابحث لي عن مصدر " ابتسم بخبث وغمز لزاك
بادله زاكري الابتسامة : " السآحر؟هههه ،، لم أفهم ولكنـ حسنا ، حسنا "
ربّت على كتفه : " حسنا ، اعتمد عليك يا رجل ,, لا تخذلني "
اتجه بعيداً نحو جايدن ,, زاك : " الى اين ؟! "
رد عليه باستعجال : " الى القمر " أعطاه ظهره واختفى بين حشود الطلاب
ضحك زاك بخفة : " هاهاها ،، أحمــق !"
استوقف أحد الفتيان وقال بغضب مصطنع : " هل رأيت ماثيو؟! "
ارتعش الفتى خوفاً , وقال بارتباك : " ن...نعم ، نعم .. انه هناك ! "
وأشار على فتى بشعر بني قصير وعينين بنيتين يجلس مع مجموعة من الطلاب على المدرج
تركه زاك وقال بمرح : " شكرا ! "
بلع الفتى ريقه بصعوبة وركض مبتعداً عن المكان
>*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*<
BrB ،،