عرض مشاركة واحدة
  #183  
قديم 01-30-2012, 01:18 AM
 
1. توجهه للأفق و تنظر إليه بنظرات هادئة
ضحكت بخفة و أخفضت رأسها:لا يوجد اليوم غروب فالسماء ملبدة بسحب الشتاء , إنه فصل قاسي لكن عندما تتساقط كريستالات الثلج تشعرني بالدفئ لأنني أحس بموسيقى هادئة تنبعث منها تجعل شيئا في داخلي يتفجر , لكنني أشعر بالحزن لأنني لم أعد أسمع تلك الموسيقى , لا أعرف لما أصبحت لا أستطيع سماعها.....حتى لم أعرف معناها.
ساد الصمت بينهما لفترة ثم أحست بشيء دافئ يوضع على أكتافها فالتفتت لتجده قد نزع معطفه و وضعه عليها , أظهر ابتسامة ساحرة جعلت وسامته تزداد بشكل خطير و قال:الجو بارد , سوف يدفئك هذا.
سرحت بالنظر إلى وجهه الذي سحرها و هو يبتسم ثم أخفضت رأسها بسرعة عندما انتبهت لنفسها و قد اشتعلت و جنتاها حمرة و أحست بهما تفوران حرارة , لكنه أدهشها أكثر عندما أمسك بيدها و نظر إليها:أعرف أنك تشعرين بالبرد فلون أظافرك قد ازرق.
احمرت و جنتاها أكثر و أكثر و كاد يغمى عليها من هذا الموقف فأخفضت رأسها و نظرت للأرض بخجل , أمسك بيدها الأخرى أيضا و أدخلهما في جيبي المعطف و هو ينظر إليها:هكذا لن تشعري بالبرد.
قالت بصوت هادئ و خجل من دون أن ترفع رأسها:شكرا لك.

ركن سيارته أمام الشركة ثم نزل و دخلها , جال بنظره في جميع الأماكن ثم صعد للطابق الأعلى و دخل للمسرح رقم ثمانية ليجد هناك كل هيروتو , أشتاكا , كوسانو و كازويا فقال باستغراب:أين يوري؟!!
التفتوا إليه ثم قال كازويا ببرود من دون أن يرف رأسه أو ينظر إليه:لا أعلم , خرجت قبل مدة و لم تعد إلى الآن.
رد عليه بغضب: و لما لم تذهب للبحث عنها , لابد أنها ضيعت طريقها فهي لا تعرف المكان.
و في الخارج ذهب ريودا لآلة المشروبات ثم عاد و معه قارورتين من العصير البارد فقدم إليها واحدة
ابتسمت له و قالت:شكرا.
ثم أكملا السير فقال : أخبريني صراحة , كم تقولين كلمة شكرا في اليوم؟!!
أخفضت رأسها و أطلقت ضحكة خافتة ثم رفعت رأسها و نظرت إليه بابتسامة:خمسين مرة أو أكثر لا غير.
فتح عينيه بدهشة و هو ينظر أمامه ثم إلتفت إليها و قد كان أطول منها بعشرة سنتيمات أو أكثر:وهل تظنين أن خمسين مرة ليست بالعدد الكبير.
ثم بدآ بالضحك معا , و بينما هما يمشيان و يستمتعان بالحديث إلتقيا في الطريق كازويا و ميراي , فتنهد ميراي عند رؤيتها: آه و أخيرا و جدناك , كنا نبحث عنك.
فأجابته و هي تنظر إليه باستغراب:لما؟!!هل حدث شيء؟!!
ميراي: علينا العودة إلى المنزل سريعا.
ثم تجاوزها و من خلفه كازويا , نظرت إليه و علامات الإستفهام تدور حول رأسها:{لما هو مستعجل هكذا؟!!}
ثم استدارت لريودا و ابتسمت له:إلى اللقاء إذن , و أشكرك مجددا.
ريودا:هااااااا.....ماذا؟!!ألازلت تكررينها لحد الآن؟!!أظن أنك تجاوزتي المئة مرة.
ضحكة بخفة و أكملت:آه , أصبحت لا أستطيع الإستغناء عن هذه الكلمة , أظن أنها تخرج تلقائيا من فمي من دون وعي.
ابتسم بلطف ليرد عليها قائلا:لطالما أحسست بذلك ....
بادلته الإبتسامة و انحنت له:أراك إذن لاحقا.
ثم إلتفتت و ركضت لتلحق بميراي و كازويا , و بقي هو يراقبها و هي تختفي بين أنظاره شيئا فشيئا فابتسم و استدار ليعود لفرقته
ركب ميراي في مقعد القيادة كازويا بجانبه أما يوريكو في الخلف
فقالت بتذمر و هي تتصرف بطفولية: و لكنني لم أذهب لزيارة جدي و جدتي.
ميراي:ستذهبين لاحقا , فلدي الآن لكما مفاجأة.
نظرا إليه باستغرابة و دهشا و قالا معا بصوت مرتفع:مفاجأة؟!!
هزر رأسه بالإيجاب و هو يبتسم:آجل.
كازويا: و ما هي؟!!
ميراي:اصبرا قليلا و ستريانها
و بعد لحظات توقف أمام ذلك القصر الأبيض الفاخر , فأطلت يوريكو من النافذة و قالت باستغراب:أخي , لما توقفت هنا؟!!
نزع المفتاح من السيارة و هو يقول:هيا انزلا الآن.
نزل جميعهم من سيارة ميراي , ثم وقف هو أمام الباب الخارجي الأسود الكبير و ضغط على بضعة أزرار ليفتح الباب تلقائيا , التفت كل من كازويا و يوريكو و نظرا إلى بعضيهما باستغراب ثم عاودا النظر للقصر ذاك.
ميراي : هيا اتبعاني.
مشى و هما خلفه إلى أن وصلوا إلى الباب الأبيض الجميل الذي فتحه كوياما الواقف هناك , فقابلهم جميع الخدم عند المدخل و قد انحنوا باحترام: أهلا بكم.
فتحت يوريكو فمها ببطء و اخذت تضرب كازويا بمرفقها من دون ان تحرك ساكنة: كازويا........هل لديك فكرة عما يحصل؟!!
كازويا بنفس و ضعيتها:أنا لا أستوعب حتى أين نحن.
استدار إليهما ميراي بابتسامة:أهلا بكما في منزلكما.
صمتا مدة و هما ينظران إليه بغباء ثم صرخا عندما استوعبا كلامه:مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــاذااااااااااااااااااااااااااااا؟؟؟!! !!
إلتفت هو لينظر للخادمات و يقول:يوريكو...من الآن فصاعدا ستكون آكي هي خادمتك و ستساعدك في كل شيء.
ثم نظر للخدم و أكمل:و هيرو سيكون حارس شخصي لك.........أما أنت كازويا لديك أسامي كخادمة و لكن مؤقتا لأنك ستعود لمنزل الفرقة.
يوريكو:و لكن أخي , أين سيلفيا؟؟!!
........:أنا هنا آنستي.
و قفت في مقدمة الخدم و انحنت , فقال ميراي:سيلفيا هي رئيسة الخدم.
اقترب فتا ذا بشرة بيضاء و شعر أصفر مع عينين بنيتان في قمة الوسامة و يبدو في العشرينات و انحنى ليوريكو:أنا هيرو آنستي , حارسك الشخصي.
ردت عليه بابتسامة:أهلا هيرو.
ثم تقدمت منها الخادمة ذات الشعر البنفسجي الذي يصل فوق رقبتها و العينان الذهبيتان:اسمي هو آكي.
يوريكو:سررت بمعرفتك.... أهلا
آكي:آنستي دعيني آخذ عنك حقيبتك.
نظرت إلى يدها التي تحمل بها المحفظة ثم مدت يدها لتقدمها لها , أمسك آكي بحقيبة يوريكو ثم قالت لها:اتبعيني آنستي من فضلك.
ثم استدارت و لحقت بها يوريكو , و بعد لحظات و جدت نفسها تقف أمام باب أبيض ناصع مرسوم عليه فراشة برتقاليه كبيرة كتب عليها بالأبيض"غرفة يوريكو" , وضعت يدها على المقبض و أدارته بهدوء لتفتح الباب فوجدت تلك الغرفة الواسعة ذات الجدران المطلية باللون البرتقالي , خزانة بيضاء كبيرة تحمل جميع أنواع الثياب الجميلة , طاولة زينة بيضاء بالأدراج و فوقها مساحيق تجميل و عطور من النوع الغالي الفاخر و مرآة مستديرة برتقالية الحافة بها أزهار و فراشات , سرير فاخر أبيض بغطاء و وسائد برتقالية عليها رسومات و أشكال بالأبيض , مفروشة صفراء عليها نجوم برتقالية صغيرة و تنتهي إلى باب زجاجي كبير عليه ستائر خوخية اللون يخرج إلى شرفة شاسعة جدا
اتجهت للباب و نظرت من خلاله لتفتح فمها باعجاب:واااااااااااااااه مذهل.
ثم استدارت للخلف لتجد جزءا آخر من الغرفة فدخلت إليه لتجد مكتبة بيضاء كبير مملوءة بأنواع كثيرة من الكتب و بجانبها مكتب أسود خشبي للدراسة , و حاسوب محمول برتقالي فاتح مرسوم عليه برتقالات موضوع على مائدة مستطيلة الشكل زجاجية عالية قليلا بغطاء أبيض مطرز بالبرتقالي و الأصفر في وسط الصالة و حولها وجدت أرائك سوداء من النوع الرفيع و المريح ذات مقعد و قعدين و أخرى ثلاث , التفتت للجهة الأخرى لتشاهد باباً فاستنتجت مباشرة أنه الحمام فابتسمت: لا بأس بأخذ حمام ساخن يبعد التعب.

كان يمشي في الطريق باحباط و قد أخفض رأسه:يا إلهي سنعود قريبا لمنزل الفرقة , كم هذا مزعج.
ثم رفع رأسه و هو يحاول الابتسام:لا بأس ريودا ابتهج , المهم أنني سأتخلص قليلا من ازعاج هيتومي , فلقد أصبحت لا أنام أبدا بسببها.
و فجأة أحس بشيء بارد يسقط عليه بهدوء , فرفع رأسه و نظر للسماء لتلامس وجهه كريستالات الثلج المتساقطة فمرت عليه صورة يوريكو و هي تقول * عندما تتساقط كريستالات الثلج تشعرني بالدفئ لأنني أحس موسيقى هادئة تنبعث منها تجعل شيئا في داخلي يتفجر*
أغمض عينيه بهدوء ليصدم بسماع موسيقى .....أجل موسيقى.....و لأول مرة يسمعها , لقد كانت يوريكو محقة في كلامها ......بدأت ضربات قلبه تتسارع و عادت تلك المشاعر لتراوده من جديد ......لقد تفجرت أكثر مع هذه الموسيقى.
فتح عينيه بسرعة و أنزل رأسه حيث أظهر تعابير الإستغراب على وجهه:مستحيل أنا لا أتخيل.....أجل أنا أسمع موسيقى.....ولكن ما هذه المشاعر التي أصبحت تراودني في الآونة الأخيرة؟!!....و لما زاد تأثيرها مع هذه الموسيقى؟!!.....ماذا تعني هذه الموسيقى؟!!....هل لها علاقة بهذه المشاعر؟!!
و ضع يده فوق رأسه و بعثر شعره بانزعاج وصرخ:آآآآآآآآآآه رأسي يكاد يتوقف , أصبحت لا أفهم نفسي و لا أجد أي جواب للأسئلة الكثيرة التي تدور في رأسي...........تبا

بعدما خرجت من الحمام و هي تضع منشفة على رأسها فوجدت آكي بانتظارها و قد حظرت لها فستان بسيط أزرق سماوي يصل إلى الركبتين , اقتربت منها و قدمت لها الفستان:ارتدي هذا آنستي.
نظرت لها يوريكو بتضايق:اسمعيني آكي , من الآن فصاعد لن أسمح بمناداتي بآنستي , يمكنك قول يوريكو , هذا أفضل.
أخفضت رأسها:ولكنـ----
يوريكو:يمكنك مناداتي بيوريكو بما أننا وحدنا إن كنت تخشين أن تأنبك سيلفيا.
آكي:حسنا سأحاول فعل ذلك.
أخذت الثوب منها و ارتدته ثم جلست لتجفف لها آكي شعرها المبلل و بعد أن انتهت قامت من السريرو نظرت لها بابتسامة:شكرا لك.
آكي:هذا عملي فأنا خادمتك.
يوريكو:لكن بالنسبة لي أعتبرك كشقيقة كبيرة.
ابتسمت آكي بسعادة ثم قالت:العشاء جاهز , تفضلي بالنزول.