عرض مشاركة واحدة
  #188  
قديم 01-30-2012, 01:28 AM
 
1.
فتح الباب ثم دخل و وقف أمام ذلك السرير الأصفر كما هو لون الغرفة و نظر إلى ذلك الأبله الذي كان ينام عليه بهدوء و كأن ليس لديه عمل مهم اليوم , رفع حاجبه باحباط و انزعاج بنفس الوقت ثم وضع يده على كتفه و حركه بخفه:هيا كوسانو استيقظ لقد تأخر الوقت و سيبدأ الحفل بعد ساعات.
تحرك كوسانو و هو نائم ليلتفت للجهة الأخرى :تبا لك , ما هذا الإزعاج؟!! دعني أنام لا أريد الذهاب أيها الجاهل , أتركني و شأني و إلا أوسعتك ضربا.
فتح عينيه بدهشة و صرخ:ماذا أيها الوقح؟؟!!
و من شدة ثوران غضبه أمسكه من ملابسه و شد على قبضته ليرفعه و يجعله يستيقظ:أعد ماذا قلت , سهرت ليلا كاملا تتفرج على الأفلام و الآن أصبحت نائما لا تريد الذهاب للحفل؟!!
عندها وعى كوسانو لما يحدث حوله فقد كان شبه نائم , نظر إليه بخوف و قال:ريودا؟!! لما أنت هنا؟!! و لما أنت غاضب و تمسكني هكذا؟!!
أرخى ريودا قبضته و دفع بكوسانو على السرير و قال بغضب:أخرق.....هيا حضر نفسك سريعا فسيأتي يوتو قريبا ليصطحبنا إلى موقع الحفل.
نظر كل من أشتاكا و هيروتو اللذان كانا يختفيان خلف الباب إلى بعضهما بخوف
أشتاكا:إن ريودا حقا مرعب.
هيروتو:أظنك الآن فقط إكتشفت شخصيته الحقيقية , أنه لطيف و طيب القلب لكن عندما يغضب يصبح شخصا آخر.
نظرا إلى ريودا مجددا فوجداه على و شك الخروج من الغرفة و هالة سوداء تحيط به تدل على أنه يشتعل غضبا فركضا هاربين قبل أن يراهما.

أخفضت رأسها و هي تجلس على الكرسي ثم وضعت كلتا يديها على وجهها:لم يعد قلبي يحتمل الألم أكثر , لقد تعذبت كثيرا بسببها , تحولت إلى فتاة باردة عاشت بدون أسرة لا تعرف بجانبها سوى شقيقها الأكبر الوحيد الذي بذل جهده ليعوضها كل شيء.
نظر إليها بحزن و قال بصوت أشبه للهمس:سايا.
رفعت رأسها و نظرت إليه و هي تمسح دموعها بكمي معطفها و تحاول جاهدة أن تبتسم:أنا آسفة أياتو ...لقد أدخلتك في دوامة حياتي البائسة , أزعجتك فقط لاتهتم لي فأنا أقول كلاما فارغا , أظنني متعبة قليلا.
بقي ينظر إليها مدة ثم بحركة خاطفة و ضع يده على ظهرها و الأخرى خلف رأسها و سحبها بسرعة ليحتضنها بقوة:لا تقولي هذا الكلام , كيف لي أن أترك الفتاة التي أحبها تعاني , سوف أقف إلى جانبك دوما يا حبيبتي و لن أدع شيئا يجرح قلبك و مشاعرك أبدا.
فتحت عينيها بدهشة و قالت بارتباك:أ..يـا..تـو.
ضمها إليه أكثر و قال:أحبك سايا.
أغلقت عينيها ببطء و هدوء ثم رفعت ذراعيها لتحوطهما بخصره و تسند ذقنها على كتفه
بعد عناق طويل أبعدها عنه قليلا و نظر في عينيها مباشرة ثم رفع يده و خلل أصابعه بين خصلات شعرها :سايا , أرجوك لا تكوني حزينة فسأكون بجانبك دوما لحمايتك.
رسمت ابتسامة على شفتيها و هزت رأسها بتفهم.
بادلها الابتسامة ثم نظر إلى ساعته و فتح عينيه بدهشة:يا الهي لقد تأخرت.
و قف من مكانه ثم وقفت هي , حول نظره إليها ثم اقترب منها أكثر و أبعد خصلات شعرها عن جبهتها و قبلها , ثم ابتعد عنها قليلا و نظر إليها بابتسامة:علي أن أذهب حبيبتي , إهتمي بنفسك.
قطبت حاجبيها بانزعاج طفيف و قد احمرت وجنتاها من الخجل:آياتو توقف عن قول هذه الكلمة.
أخفضت رأسها و كادت تنفجر خجلا ثم أكملت بصوت هادئ:هذا محرج.
نظر إليها بتمعن ثم انفجر ضحكا , وضع يده فوق رأسها و بعثر شعرها و قال محاولا إحراجها أكثر:إذا أراك لاحقا حبيبتي.
ثم استدار و ركض بسرعة فركضت هي خلفه بضعة خطوات ثم توقفت وصرخت عليه بغضب:آياتووووووو
بقيت تراقبه و هو يختفي بين أنظارها و ابتسمت بخجل:آه كم أحب أن يناديني حبيبتي , هذا شعور راااااائع.
ثم استدارت لتغادر لكنها لمحت يوريكو قادمة باتجاهها تركض , و عندما وصلت إليها انحنت قليلا لتضع يديها على ركبتيها و تتنفس بصعوبة و هي تقول:أين.....ذهبت؟...لقد....بحثنا عنك....في كل مكان؟
وضعت سايا يدها خلف رأسها:آسفة , أظن أنني جعلتكم تقلقون.
اعتدلت في وقفتها بعد أن أبعدت يديها عن ركبتيها و نظرت إلى وجه سايا معاتبة:أنت متهورة.
أخرجت الهاتف من جيبها لتتصل بكنشي:أجل لقد وجدتها , لا تقلق إنها معي.
ثم أغلقت الخط و أعادت هاتفها إلى جيبها و أخرجت هاتفا آخر و وضعته في يد سايا:خذي هاتفك نسيته بالمنزل عندما خرجت.
نظرت إليه ثم رفعت رأسها مبتسمة:شكرا.
بادلتها الإبتسامة ثم استدارت و مشت:هيا بنا فلنذهب.
ركضت سايا خلفها لتلحق بها ثم توقفت عندما وصلت إليها و مشت معها بنفس الإيقاع:إلى أين سنذهب يوريكو؟!!
إستدارت إليها و أظهرت بيديها تذكرتين لدخول حفل موسيقي:سنذهب لحضور عرض فرقة "
j.k.b".
سايا:و من أين لك بهذه التذاكر؟!!
يوريكو:إنها من مدير أعمال فرقتهم يوتو , صديق أخي ميراي , أردنا أن نحضر العرض لكن أخي مشغول , لديه تمثيل في دراما * .............*
سايا:آه سمعت أنه سيكون بطل القصة.
أخفضت يوريكو رأسها بحزن:آجل , ولكن ستكون آخر دراما يمثل فيها لأنه سيعتزل.
فقالت سايا محاولة تغيير الموضوع:هيا دعينا نذهب و إلا سنتأخر
رفعت يوريكو رأسها سريعا بعدما تذكرت شيئا و نظرت إلى سايا بمكر:هل تعرفين.......لدي شيء لنتسلى قليلا.
سايا باستغراب:و ماهو؟؟!!

الساعة الحادية عشر و النصف ليلا في لندن لكن ذلك الفتى بقي جالسا على أحد الكراسي في الحديقة لمدة طويلة و هو ينظر إلى الأرض بحزن و قلب محطم ثم نظر بجانبه إلى الكرسي و وضع يده عليه و قال بنبرة حزينة:لن أنسى ذلك اليوم مطلقا....أول مرة احتضنتها بحب لأخفف عنها و لو القليل من حزنها.
سوجيرو
"
عندما خرجت من المتجر بعدما اشتريت بعض الحاجيات مررت بالصدفة من الحديقة لأسمع صوت بكاء فأردت أن أذهب للإستطلاع و ما إن وصلت لمصدر الصوت حتى وقفت مدهوشا و قلت:يوريكو!!!!
رفعت رأسها لتنظر إلي و قد فاضت عيناها الجميلتان بالدموع ثم قالت بحزن:سو...جيـ....رو...
حدقت بها في ذهول و استغراب حتى ركضت بتجاهي و رمت بنفسها في حضني , حوطت ذراعيها بخصري و اخفت رأسها في صدري و أجهشت في البكاء بقوة , اندهشت فعلا و شعرت بالخجل قليلا لأنها كانت.....تحتضنني...آجل تحتضنني ,ثم شعرت بالسعادة العظمى فقمت بضمها إلي أكثر و لأول مرة أفعل شيئا كهذا , لم أتمكن طيلة المدة التي كنت فيها معها من لمسها و لا حتى الإمساك بيدها .... أنا سعيد الآن لأنني أحتضنها , أشعر أنني أصبحت أقرب إليها أكثر من ذي قبل ...وحبي لها يزداد بين ليلة و ضحاها
مسحت على رأسها ببطء فقالت و هي لا تكاد تكتم شهقاتها و دموعها:سوجيرو....أبي و أمي ذهبا و تركاني .....لقد رحلا عني و للأبد.
ثم صرخت:لماذا؟
أغمي عليها بين ذراعي , نظرت إليها بخوف و قلق عندما لم أشعر بحركتها و بكاءها فوجدتها فاقدة للوعي حركتها ثم صرخت:يوريكو.....يوريكو...أجبيني
لكن لا جواب , فأسندت رأسها لصدري و رفعتها بين ذراعي و أخذتها مسرعا باتجاه منزلي , عندما وصلت قرعت الجرس ففتحت لي أمي الباب و عندما شاهدت يوريكو و أنا أحملها شهقت بخوف:يوريكو...
ثم رفعت رأسها سريعا و قالت بقلق:ما الذي حصل لها؟
أجبتها بعجل:أرجوك أمي ليس وقتا , دعيني آخذها لغرفتي أولا ثم سأخبرك بكل شيء.
فما كان عليها سوى أن تفسح لي الطريق حتى أدخل أنا و أصعد الدرج باتجاه غرفتي و أدخل إليها , وضعتها على سريري ذا اللون الأزرق البحري و دخلت أمي خلفي و عندما استدرت لها وجدتها تنظر إلي بنظرات تعني أنها تريد تفسيرا لما يحدث و فهمتها مباشرة , أخفضت رأسي بحزن و أطلقت تنهيدة قصيرة :لا أعرف كيف أقولها أمي و لكن......خالتي كاسيدي و زوجها كايد هانازاوا فارقا الحياة.
شهقت بقوة عند سماعها لكلماتي الأخيرة و وضعت يدها على فمها و التمعت عيناها بالدموع ثم قالت بنبرة باكية:كاسيدي......لا أصدق.
للعلم كاسيدي هي والدة يوريكو و صديقة طفولة أمي المقربة
دنت من يوريكو و مسحت على رأسها و هي تذرف الدموع بشدة:صغيرتي يوريكو.
ثم ما لبثت إلى أن وقفت و ركضت خارجة الغرفة تبكي أما أنا فبقيت أنظر لها بتحسر حتى خرجت ثم حولت نظري إلى يوريكو و هي ترقد بهدوء فاقتربت منها و جلست بجوارها على حافة السرير ثم رفعت يدها و أمسكتها و أنا أنظر إليها بحزن , قربت وجهي من وجهها و طبعت قبلة على وجنتها الدافئة بحب ثم قلت :لا تتصورين كم أعشقك و أتمنى أن تكوني دائما بجانبي يا حبيبتي
"
قطع تفكيره صوت شخص جلس بجانبه و قال:سوجيرو....أأنت على ما يرام؟!!
رفع سوجيرو رأسه إليه ثم ابتسم رغما عنه:هذا أنت إيفان.
إيفان:أراك سارحا يا صديقي , أخبرني أين وصلت؟
تنهد سوجيرو و نظر أمامه و قد بان الحزن واضحا على ملامحه:صورتها تظهر أمامي أينما ذهبت , صوتها يرن في أذني كل وقت , ابتسامتها تفطر قلبي في كل حين....أشعر بالذنب يقتلني و يعذبني.
وضع إيفان يده على كتفه و ابتسم بهدوء محاولا التخفيف عنه:إهدئ أرجوك و كف عن تأنيب نفسك , ألا تظن أنك تبالغ قليلا؟
سوجيرو:كيف لا أفعل ذلك و قد جرحت مشاعرها و أسأت فهمها و تجاهلتها فوق كل هذا.
إيفان:أرجوك سوجيرو أن تنسى ما حدث في ذلك اليوم , أنا متأكد أنها سامحتك من كل قلبها.
إلتفت إليه و قال بحزن:هل تظن ذلك حقا؟!!
أومأ له بابتسامة و قال:آجل , فيوريكو فتاة نقية و صافية القلب لا تحقد على أي كان.
بادلها سوجيرو الإبتسامة و قد شعر باطمئنان و سعادة:شكرا لك إيفان , أنت صديقي المفضل.

عندما خرج ريودا من المنزل اقترب كوسانو من هيروتو و قال بصوت أشبه للهمس: أرجوك اخبرني ....ما الذي قلته لريودا و أنا نائم حتى أصبح غاضبا بهذا الشكل؟
أوشح هيروتو برأسه بلا مبالاة وقال:و لما لا تسأله بنفسك.
كوسانو:هاااااااا....هل تريده أن يقتلني؟ بالتأكيد سوف يثور أكثر و يمزقني ثم يرميني للكلاب المتشردة.
جلس كازويا على الأريكة مقابل التلفاز و أظهر شبح ابتسامة على وجهه على كلام كوسانو المضحك , أما أشتاكا فأغلق باب الثلاجة بعدما وضع علبة العصير فيها ثم نظر إلى كوسانو و قال و هو يقلد صوته:تبا لك ما هذا الازعاج؟ دعني أنام لا أريد أن أذهب أيها التافه أتركني و شأني و إلا أوسعتك ضربا.
فتح عينيه بدهشة ثم شهق باستنكار:أيها الكاذب , ما الذي يجعلك تلفق و تكذب علي......أنت شرير أشتاكا.
وقف شخص خلفه و قد غطت خصلات شعره عينيه و ظهرت هالة سوداء حول رأسه و قال بهدوء:أقسم أنني لو لم أقدر أنك كنت حينها غير واع لقتلتك من دون تردد.
تلعثم و انعقد لسان كوسانو من الفزع و الرعب ثم استدار ببطء ليقابل ذلك الوجه الوسيم الغاضب فقال بارتباك:ر....ر...ريـ.....ريو....ريودا؟؟!!!!
نظر إليه ريودا بشر ثم رفع يديه و شبكهما ليبدأ باطلاق صوت فرقعات أصابعه:لكنك ستأخذ جزاءك الآن.
فتح كوسانو عينيه بدهشة و هو ينظر إلى يدي ريودا: أرجوك لا.....سوف تشوه وجهي الجميل و ستكرهني الفتيات و المعجبات ....
اقترب منه ريودا و قد رسم على شفتيه ابتسامة ماكرة فصرخ كوسانو بقوة:لاااااااااااااااااااااا

عندما وصلتا إلى موقع الحفل رأت سايا و رقة كبيرة معلقة على الحائط في المدخل فوقفت أمامها و بدأت تقرؤها : منافسة غنائية للفتيات.
رفعت يديها و شبكت أصابعها بحلم:ترى ما هي الجائزة؟
إبتسمت يوريكو و هي تنظر إليها ثم تقدمت نحوها و وضعت يدها على كتفها:هذا ما أردتك أن تريه .....هل تريدين أن نجرب , سيكون مسليا