05-08-2007, 01:30 AM
|
|
اللغو.... البعد عن اللغو من اسباب الفلاح..
منقول
--------------------------------------------------------------------------------
إن لله نعماً عظيمة على خلقه لا تُعد ولا تُحصى ، ومن أجل النعم التي أسبغها الله على عباده نعمة الكلام فقد كرمه الله بها على سائر خلقه ، وتلك نعمة تستوجب الشكر كباقي النعم ن وشكر الله على هذه النعمة تكون باستخدام اللسان في كل خير منشود ، وكفه عن كل شر وسوء ، وقد وصف الله سبحانه عباد المؤمنين بقوله
:
( قد أفلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون . والذين هم عن اللغو معرضون )
فالبعد عن اللغو من أركان الفلاح ودلائل الكمال .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ) .
والإيمان قوة عاصمة عن الدنايا ، ودافعة إلى المكرمات ، فعلى المؤمن أن يعود لسانه على الجميل من القول ، وليعلم أن الفاظة محسوبة عليه ، وأنه محاسب عليها ، لقوله تعالى :
( ما يلفظ من قول إلى لديه رقيب عتيد )
وما نراه في هذه الأيام ونسمعه من عدد كبير من الناس عامة ، ومن المسلمين خاصة هو الهدر في الحديث دون وعي يقظ ، ولا فكر عميق ، فهم يلقون بالكلمات المسترسلة دون تبصر ، وبهذا تقودهم ألسنتهم إلى مصارعهم ن ونضرب أمثلة على بعض الكلمات والجمل التي تصدر من بعض أفراد المجتمع والتي يتفشى ضررها وتنتقل من جيل إلى جيل وكأنه تراث لا يفنى ، فمثلاً :
( الله يجعلني آخذ ضيمك ) ( الله يطعني عنك ) (الله يقبرني عنك ) ( لقطوني قدامك ) (ياليت اللي فيك فيني)( أخذوك )
فدعيني أختي المسلمة أطرح عليك سؤالاً :
لو أصيبت إحدى قريباتك أو صديقاتك بمرض خطير ، هل تتمنين أن ينتقل هذا المرض إليك ؟
لا والله ! ليس منا من يتمنى المرض ، والأمر الآخر ، نحن نعلم أن الإبتلاء من أقدار الله على عباده ،ليس من حقنا التصرف فيه ، فالخالق هو المتصرف ، يبتلي من يشاء ، ويدفعه عمن يشاء ، ثم الدعاء على النفس ، وهذه من المنهيات التي حذرنا منها الحبيب المصطفى ، فقد نهى عن الدعاء بالموت أو تمنيه ، ثم الدعاء بقولك الله يطعن عنك ) أفلا تخشين أن تكون أبواب السماء مفتوحة فتستجاب دعوتك ، ويا ترى ! ما الأسباب التي تدعوك لقول هذه الكلمات ؟ أكل هذه محبة في تلك المرأة أو تلك الصديقة ؟ أم أنها عادة توارثتيها عن الآباء والأجداد ؟ فلو أنك انتقيت طيب الكلام وقلت لها :
(
عافاك الله ) ( نور الله قلبك ) ( أسعدك الله )
أما كان ذلك خير لك ولها .
وليكن لك في رسول الله أسوة حسنة ، فالأدب النبوي يعلمنا أن لا نتكلم إلا حقاً وصدقاً . وبذلك نسلم من كثرة السيئات ، ويسلم المجتمع من الفتن . ونعلم أن حياتنا ليست سدى ، وقد أرشدنا المصطفى إلى ما فيه صلاح ديننا ودنيانا ، وأن لا يستهين المسلم بهذه الدعوات والتي منها اللعن والعياذ بالله الذي بات سهلاً على كثيراً من الألسنة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء ، فتغلق أبواب السماء دونها ، ثم تهبط الأرض فتغلق أبوابها ، ثم تأخذ يميناً وشمالاً . فإن لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن ، فإن كان أهلاً ، وإلا رجعت إلى قائلها ) رواه أبو داود.
وورد أن رسول الله دخل على إمرأة مريضة فوجدها تلعن الداء وتسب الحمى ، فكره منها هذا المسلك وقال لها مواسياً : ( إنها أي الحمى تُذهب خطايا ابن آدم كما يُذهب الكير خيث الحديد ) .
وقد قال الفضيل بن عياض : أشد الورع في اللسان .
فاتقي الله يا أختي المسلمة وراقبيه في كل صغيرة وكبيرة ، واستغفري الله ، فإذا انزلق المسلم إلى ذنب وشعر أنه باعد بينه وبين ربه فليلحقه بالإستغفار[/SIZE] |