دخلت ببطء و رعب في غرفة الجلوس الكبيرة بينما يدخل الخادم حقيبتها..
قالت بابتسامه مرتجفة : صباح الخير جدتي.. كيف حالك..!
أنزلت السيدة الكتاب من أمام وجهها ذا الملامح الحادة و هي تنظر الى إيما قالت ببرود : صباح الخير إيما..
نهضت و اتجهت إليها بينما قلب إيما يتقافز من شدة الخوف وهي جامدة لا تقدر على الحركة..!!
قالت جدتها فجاءه : ماهذه الملابس التي ترتدينها !! ( إيما بنفسها : لقد بدأ العذاب ).. ضيقة جدا .. وهذا البنطال قصير و غير ملائم.. ثم ..آه ..
صرخت جدتها وهي تقول : شعرررك .....!!!! مالذي فعلته بشعرك ياا فتاة !!!
أخذت تتفحص شعر إيما الذي يبدو كالصوف !! بالرغم من أنها اخفته تحت القبعة لكن من ينجو من نظرات الجدة !!!
هزأتها جدتها بشدة و لم تصدق بالطبع أن ملاكها الصغير جون قد يفعل شيئا كهذا !!
و طوال اليوم و الجدة تنتقد على كل شيء
_ لا تنظري بهذه الطريقة و كأن لا حد بمقامك !!
_ لا تأكلي باستعجال فالدروس لن تطير !!
_ ألم أقل لا ترتدي الضيق !! هيا بدلي ملابسك !!
_ اربطي شعرك هذا لا تفتحي كله !!!
_ لا تتحدثي كثيرا على الهاتف ..لديك واجبات يجب أن تقومي بها..
_ أنتِ تسيرين باستقامة أكثر من المعتاد.. لا ترتدي الكعب العالي.. بدليه حالا ..!
_ ألم أقل أربطي شعرك أيتها الفتاة العنيدة !!!
كانت إيما تشعر بالدوار و الصداع و الآلآم و العذاب في كل أنحاء جسدها و عقلها..!! لكن مالذي يجب فعله !!
في تلك الساعة كانت إيما تجلس و تذاكر في غرفة خاصة ... أتت الخادمة و هي تقول : آنسة إيما , السيدة تريدك في الردهة ..
نهضت إيما بثقل وهي تنظر الى ملابسها و شكلها قبل الذهاب لجدتها ..
قالت جدتها بصوت هادئ : تعالي أجلسي على هذه الوسادة أمامي إيما..
نظرت إيما ~~"...( ماذا ؟!!! )
جدتها تجلسي على كرسي فخم و عند قدميها منضدة صغيرة و بين يدي جدتها وعاء كالصحن به ...سائل ما !!!
قالت إيما برعب : ما هذا !!!!
ردت الجدة بصرامة : لا ترفعي صوتك يا فتاة .. نفذي ما أقول حتى يعود شعرك طبيعيا كما كان...
تقدمت إيما ببطء و قلق ..جلست أمام جدتها و سلمت نفسها لاناملها ..!
وضعت الجدة منديل حول كتفي إيما ثم بللت أطراف أصابعها الطويلة بالسائل وهي تقول بصوتها الهادئ مجددا
_ هذا خليط زيوت نباتات الجبال طلبته خصيصا من أيرلندا لأجلك..يساعد على عودة الشعر سريعا طبيعيا و أكثر جمالا من قبل..
شعرت إيما بالراحة و السعادة فقالت : اوووه حقا !!! من أجلي .. شكرا جدتي..
قالت الجدة ببرود وهي تمسح على شعر إيما المنفوش الزيت : من الجيد سماع كلمة طيبة تخرج من فمك الكبير هذا..
قالت إيما في نفسها ( لم تكمل سعادتي حتى تحرجني بكلماتها ... لكنها تهتم لي كثير..)..
فابتسمت إيما مع نفسها.... ثم : آه رقبتي !!!
قالت الجدة بحنان مفاجئ : عليك أن تسترخي و تدعي هذا الشعر لي... ضعي رأسك هنا ..
ابتسمت إيما بمرح و ارخت رأسها على حجر جدتها ..
أخذت جدة إيما تتحدث بكل هدوء و صوت دافئ لها عن نفسها و كيف كانت عنيدة مثل إيما و كيف كانت تدرك أخطاء تسرعها و حكمها على الناس
ثم كبرت و أصبحت فتاة راقية جميلة و ذكية للغاية حتى كونت هي بنفسها ثروتها , لأن والدا جدتها توفيا وهي بسن صغير .. و كانت جدتها لا تثق بالكثيرين
حتى تعرفت الى جدها و كان هو شابا في العشرين و جدتها في نفس عمر إيما 16 سنة ثم تزوجته و انجبت ابنها ( والد إيما ) ..
جلست إيما بغرفتها الواسعة وحدها بعدما تناولت العشاء وهي على وشك النوم..
فكرت ... ( غريب أن تحسب الناس شيئا .. و يظهر لك شيئا آخر .. تحتاج الى الصبر فقط و الثقة ...) ثم تذكرت سول
شعرت إيما بالحنين ... فقد مرت ثلاث أيام و هو لم يتصل..
تقلبت إيما على فراشها وهي تفكر بهويته .. قالت بنفسها ( هو يظنني فتاة بلهاء لن تعرفه .. لكنني استنتج كثيرا ... اولا : هو شخص قابلته مؤكد ..و ليس فقط رآني و احبني هكذا..
ثانية :يستحيل أن يكون روي , براد , جاك , ماكس.. لانه صديق لهم .. ثالثا يجب علي أن اعصر عقلي لاتذكر رؤيته معهم...امممم
ابتسمت ثم قالت : كلا .. سول يعلم باني فتاة ذكية لذا هو لم يرني وجهه لانني اتذكر الوجوة جيدا لكني لا احفظ الاسماء!! ~~"
المهم .. انا متأكدة بأنني رأيتهم معهم فيما مضى ...لكن أين ...!! أين ؟! ..)
نامت إيما وهي تفكر به..
صباح اليوم التالي ...( لم تبق على الاختبارات سوى يومان !!! )
استيقظت إيما باكرا و ارتدت ملابسها رأت علبة الحمراء المخملية في قاع حقيبتها .. فتحتها إلا بـ
عقد الالماس الصغير !!!
ارتدته إيما وهي تبتسم.. هدية سول .. ثم ارتدت سوار الفضة الرائع .. هدية جدتها.. و خرجت لتناول الافطار...
رمقتها جدتها على الافطار و قالت : من أين هذا العقد ؟!
تجمدت إيما ...هي لم تخبر أحدا من عائلتها بأمر الهديا ...
قالت بتلعثم : أ..أ..أنها..
قاطعتها الجدة بهدوء: سنذهب معا للتمشية قرب الشاطئ بعد الأفطار ...ثم نعود لأجل أن تذاكري بروح عالية..
قالت إيما بخفوت : أجل ..بالتأكيد.. ( أنني أحتاج فعلا للهواء النقي..).
كان منزل جدتها الكبير أمام الشاطئ مباشرة و هو موقع مذهل..!
أتى أول يوم للامتحانات .. والجميع في توتر شديد..
في مبنى طلاب السنة الاخيرة..
قال براد : أنا لست متوترا.. أعني من يتوتر في مثل هذا الجو ..أنا غير متوتر أبدا.. لا وجود للتوتر خاصة أذا كمنت بأخر صف و آخر الامتحانات ..لا توتر أطلاقا..ممم ..ماذا عنك جاك..!!
كان جاك يقرأ ورقة ما ثم رماها قال : أنا لست متوترا.. على عكسك ..!!
الجميع في المكتبة .. تقدم روي وهي يلقي التحية بابتسامة مشرقة..
قال : أين كايل..؟!
رد جاك : مسافر .سيعود بعد عشرة دقائق..!
تعجب براد : مسافر...!!
_ لأجل والدته أنها تجري عملية في الخارج..
فجاءة يدخل "كايل" و يبدو عليه التعب و الضنى من جراء السفر و عدم النوم و قلقة على امه ..خاصة في فترة الاختبارات الاخيرة!!
_ اهلا كاي.. هل أنت بخير ؟!
رد كايل بتعب وهو يجلس بجانب براد : أنني بخير.. _ ثم تثائب و أخذ يحك عينيه..
قال جاك بتعاطف : تحمل قليلا و سينتهي سريعا كل شيء..
نهض كايل وهو يتجة الى النافذة كي ينظر خارجا الى الساحة : أنا..
تجمد فجاءه وهو يرى إيما واقفة تتحدث مع لارا قرب المدخل وهي ترتدي عقده ..!!!
بقي كايل متجمدا و هو لا يكاد يصدق.. هذه علامة على أن إيما بدأت تتقبل مشاعره .. لكن.. هل ستبادله نفسها ؟!
اتى من جانبه جاك و براد و هما يقولان : كاي .. هيه كايل..?!!
بقي كايل ينظر الى إيما و كأنه غرق ي عالم آخر ..
_ آه أخيرا .. فعلت شيئا ما لأجلي !!
تبسم روي من مكانه وهو يرتب الكتب ... بينما هز جاك رأسه و ضحك براد..