عرض مشاركة واحدة
  #69  
قديم 02-09-2012, 09:35 PM
 
----قرب مبنى المعامل خرجت إيما سريعا مع مجموعة من الطلاب و الدخان الكثيف قد ملاء المدرسة بأكملها..
أخرج الاساتذة التلاميذ من المدرسة و اتصلوا بالمطافئ...
قالت إيما بقلق بين الجموع : اوه أين لارا... ثم رأتها من بعيد عند روي.. شعرت بالاطمئنان و لوحت لها...
بادلتها لارا التلويح و قد رأها روي أيضا.. اخرج روي هاتفه و اتصل بكايل : مرحبا كاي .. أيما بخير لقد خرجت لا تقلق..اسمع يجب أن أغادر الان الى المكتبة كي اطمئن على الأمور هناك..
بقيت إيما بين الجموع ولم تقدر على الوصول الى لارا و روي.. فبقيت قليلا.. وضعت يدها على عنقها فاكتشفت شيئا مريعا !!!
_ أين عقد ســـــــول !!!!!!
--- _ هيييه أنت عودي الى هنا !!!
ركضت إيما بسرعة شديدة الى داخل المنبى المحترق مجددا... وهي تصرخ بداخلها : لقد اضعتها... لا يمكن .. لقد اضعتها...أنها من سول..!!! اي حماقة أملك..
نظر كايل مع النافذة في مبناه المقابل و لا يعرف كيف لكن (من بين الدخان المتصاعد رأى إيما !!!)
صرخ : يا إلهي.. إيمااا عووودي...الى أين تذهبين....؟!؟
دون تفكير قفز من نافذته بالدور الثاني فلا وقت للدرج و هو يتشبث بالاشجار ثم على الارض و ركض خلفها...
أخذت إيما تحبو على الارض و الدخان الاسود كيثف للغاية يحجب الرؤية .. أخذت تتحسس الارض..
( لقد صعدت للطابق الثالث و الحريق بالطابق الاول.. لقد نسيت القلادة هنا عندما وضعت حقيبتي بداية اليوم !! أنها هنا متأكدة..! )
أخذت تسعل بشدة و ثم رأتها بين الطاولات.. تلمع كأنها تناديها..
زحفت نحوها بسرعة و أمسكت بها... نهضت سريعا ( علي النزول الان..!! لكن...كيف ؟! آه السلالم الجانبية عند المخزن..!!) .
ركضت بسرعة الى السلالم في نهاية الممر بجانب المخزن.. لكنها زلقت بشيء ما و ...
_ آآه ... صرخت وهي تسقط من أعلى الدرج...!
أتى كايل سريعا و كان يصعد نفس السلم.. نادها : إيما .. أنا قادم..
قبل أن يصل بخطوات انفجرت اسطوانة غاز بقوة و سقط درج كبيرة مشتعل بينهما... صرخ : إيماااا افيقي...
فتحت إيما عينيها بصعوبة تحت الالم و لم ترى شيئا سوى الدخان و حريق شب هنا فجاءه..ثم اغمضت عينيها مجددا
أخذ كايل يسعل تراجع للخلف قليلا ثم ركض ليقفز من فوق النيران و ليرتطم ساقطا بجانب إيما..
أمسك بها وهو ينادي : إيما.. إيما.. أبقي معي سأخرجك..
قالت إيما بصوت خافت : كايل..! -- لكنه لم يسمعها ..!!
حملها كايل على ظهره وهو مرتبك بشدة .. سوف يموتون محترقين .. لقد سدت النار المخرج الوحيد...!!
فتحت إيما عينيها بصعوبة و رأت النافذة.. قالت بتعب : ك..كايل ..النافذة..
نظر كايل للنافذة خلفه و أسرع نحوها .. لكنهم بالطابق الثالث .. رأى حوض السباحة تحتهم مباشرة..
قال وهو يمسك بإيما جيدا : تمسكي إيما سنقفز...
قفز سريعا و اسطوانة غاز آخرى تنفجر خلفه.... سقطا معا في الماء بقوة...
غرقت إيما أكثر و أكثر... و كايل أخذ نفس ثم غطس سريعا خلفها و أمسكها من يدها ثم سحبها إليه و سبح للأعلى..
خرج خائر القوى و هو يرفع إيما من الماء بين ذراعية سقط على الارض و وضع إيما ممدة أمامه.. أخذ يحاول أن يفيقها..
_ إيما أرجوك... افتحي عينيك .. إيمااا..
نظر حوله بيأس ثم عاد ليضع رأسه على صدرها... قلبها ضعيف و لا يوجد صوت تنفس...
جمع قبضتيه و أخذ يضغط بهما على صدر إيما فوق قلبها تماما.. ثم مجددا و مجددا لينعش القلب..
وضع رأسه ليسمع صوت قلبها بعيدا جدا ضعيف... سوف تموت !!!
عدل وضع رأس إيما و بيأس أخذ كايل نفسا عميقا للغاية ثم بسرعة ينفخ في فمها... ثم مرة ثانية يحاول أنعاش تنفسها..
أتى يركض من الجانب البعيد للمبنى روي و جاك و لارا و براد ..
في المرة الثالثة دخل الهواء في رئتي إيما و دفع الماء خارجا من جسمها..
نهضت إيما تشهق وهي تتنفس ... بينما سقط كايل مرهق على الارض بجانبها وهو أيضا بحاجة للاكسجين..
لم تعي إيما ما حدث ..تجمع الناس بكثرة فجاءة حولها و حملوها على سرير لسيارة الاسعاف..
صرخت : كااايل.... لكن لم يسمعها أحد او يكترث...
قال المسعف : كان هناك شخصا آخر سقط... لكننا لم نره ...
بعد نصف ساعة مرت كالدهر
--- أطفئ الحريق و المدرسة خالية و ايما نقلت للمشفى...
كان يقف وحيدا واضعا يده على الجدار وهو ينظر الى غروب الشمس..
همس جاك لـ براد : هل نضربه و نأخذه للمشفى مغشيا عليه...
قال براد بارتجاف : بل هو من سيضربنا و سننوم بالمشفى الى الأبد.. لقد قال لا أريد.. لذا ..الامر يعود إليه..
قال جاك ببرود : ضربة واحدة على رأسه و لن يستطيع الحراك..يجب عليك أن تجرب..
أتى روي من خلفهما و هو يقول : سيارتكما تنتظركما منذ ساعة جاك و براد.. عليكما المغادرة كي تطمئنوا أههلكم..
قال جاك بخباثة : أوصلت حبيبتك و أتيت الان..
قال روي ببرود وهو ينظر إليه بطريقة مخيفة : قلت هيا اذهبا..
_ لنذهب أنه يملك نفس نظر كاي... (يقول براد بقلق..)
_ بالطبع أليسا قريبان ...! سوف نخرج من هنا قبل أن يجتمعا علينا .. (يقول جاك وهو يلقي بنظرة ساخرة على روي و يبتعد مع براد..)
... قال روي من خلف كايل الصامت : لم أنت محبط ؟!
تنهد كايل بيأس و جلس القرفصاء وهو معط ظهره لـ روي .. قال بخفوت : إيما .. تعرف أنني سول..
ابتسم روي باعجاب و قال : حسنا... أنها ذكية..
قال كايل بتعاسة و حزن : لكن.. عرفت أنني سول قبل أن أتأكد من مشاعرها.. ثم أشعر بالضيق كادت أن تموت بسببي..
قاطعه روي : مهلا لحظة .. من الذي يموت بسبب من ؟! هي عادت من أجلك و أنت لحقت بها .. كلاكما كدتما تتسببان بموت الاخر... احمقان.!!
مرت لحظة هدوء .. ثم قال كايل بخفوت : هل تعتقد بأن إيمـا ستحبني يوما ؟!
ابتسم روي و رد : هل تحتاج لأجابة بالفعل ؟! .. الدليل الاكبر هو ما حدث اليوم..
قال كايل بغباء : لم أفهم... ضحك روي و قال : فكر قليلا .. لم أنت مشوش...؟!
أخذ كايل يتمعن بمياة المسبح وهو غارق بالتفكير... لكن فجاءة رأى شيئا لامع في أعماق البركة..
فقز فجاءه في الماء.. اندهش روي فاسرع نحوه... ثوان و خرج كايل وهو يمسك بيده...
سوار فضي ...!!
قال بسرعة وهو يجلس على رصيف البركة : أنه لـ إيما .. لقد سقط بالماء..
قال روي بابتسمامه : اوه حقا !!.. أعده لها...



كانت إيما تجلس بغرفتها في منزل جدتها وحيدة بعد أن أتوا اهلها و خرجت من المشفى .. كانت تسترجع الاحداث..
تنهدت بعمق و قالت بنفسها : لقد انقذ حياتي ..ولم تكن المرة الأولى..
أمسكت بهاتفها ( انني قلقة عليه ) و اتصلت به..
سمعت صوته الدافئ يرد : اهلا إيما , كنت على وشك الاتصال بك الآن !. حقا لقد..
قاطعته إيما وصوتها مختنق قليلا : أعلم , ...كايل هل أنت بخير ؟!
صمت كايل قليلا وهو بستمتع بنطق ايما لاسمه .. قال بهدوء : أنا بخير طالما أنت كذلك..
سمعت إيما صوت البحر.. فقالت بخفوت : حسنا.. الى اللقاء..
و أغلقت الخط... مسحت وجهها و اغمضت عينيها (كنت ..أريد رؤيته جيدا.. أنا لم أره في الحريق أنما سمعت صوته.. سأذهب إليه أنه قريب من هنا..قلبي يخبرني...).
كان كايل بالفعل عند الشاطئ يقف وحده حافي القدمين على حافة الماء يراقب الأمواج التي ينعكس عليها ضوء القمر الفضي.. كان القمر بدرا ..
أتت إيما تمشي بهدوء و رأته من بعيد ..انحنت و خلعت نعليها ثم سارت بخفه حتى أصبحت خلفه..
قالت بصوت خافت حتى لا تفزعه : كايل..
لكن كايل بهدوء رد كأنه يتوقع قدومها : تحدثي إيما..
زمت إيما شفتيها و شعرت فجاءه بالغضب منه... قالت ببرود : التفت نحوي و أنا أكلمك !!
ارخى كايل كتفيه و التفت لينظر مباشرة إليها ( لوهلة شعرت إيما بأن قلبها أخذ يتقافز بقوة .. أنها وجه لوجه معه أخيرا...و هي تنظر في عينيه السماويتان ).
( وهي تحدق به أدركت كم هو متعب .. و خائر القوى ..يبدو عليه الأحباط الشديد حتى قبل أن تنطق إيما شيئا.. فكرت إيما في هذه الثوان السريعة بأنه هو كايل يتوقع أنها لن تحبه.. أبدا.. لذا تملكه الحزن , و أنها هي إيما لم و لن تفعل لأجله شيئا مميزا ..حتى بعد أنقاذه حياتها ربما يفكر بأنها ستشكرة و ترحل .. أو من نبرة صوتها قبل قليل ستوبخه لماذا خاطر بحياته لإجلها ولم يتركها تموت ..لأنها لم تدرك حتى الآن مقدار حبه لها..
فهمت إيما تماما ما يجول الآن .. لأنها فقط قابلت كايل مباشرة لو حصل هذا من قبل ربما لأحبته سريعا.. لكن كايل أراد أن يخوض بمسألة الأختبار السخيفة هذه و لم يعلم بأن القلب على صواب دائما.. فقط قابلته إيما و شعرت بمقدار حبه الشديد لها فورا.. ) ...
تحركت إيما نحوه بسرعة و ضمته وهي تعقد يديها خلف ظهره و تريح رأسها على كتفه..
اتسعت عينا كايل بقوة و لم يقدر على النطق... قالت إيما وهي تغمض عينيها و تستنشق عطر شعر كايل الأسود : أشكرك كايل.. أنا أشكرك لأنك وُجدت بحياتي..
رفع كايل يديه و ضمها هو الآخر ..قال بحزن : أنا ممتن لأنك أتيت الان.. أشعر بالوحدة..
ابتعدت عنه إيما و قالت وهي تتأمل البحر : كم هو جميل ..
لكن كايل كان ينظر نحوها قال : الجو بارد جدا و انت ترتدين هذا !!
نظرت إيما لنفسها كانت ترتدي بنطالا قصيرا لركبتها و قميصا بلا أكمام ..و شعرها الأشقر الطويل يداعبه الهواء..
ابتسمت إيما بوجهه وهي تقول : أنا لا اشعر بالبرد .. ربما بسببك..
شعر كايل بالسعادة ( إيما تقبلت مشاعره .. وهي تحاول أسعادة بالمقابل ..! )
قال وهو يخرج شيئا من معطفه : ربما تعرفي هذا السوار .. ألم تفتقديه ؟!
اتسعت عينا إيما و قالت بفرح : اووه سوار جدتي ..
حضنت كايل للمرة الثانية لكن سريعا و أخذت تتأمل السوار ثم وضعته بيدها..
فرش كايل معطفه على الأرض و قال لأيما : هل تجلسين معي قليلا..؟! ( كان يخشى أن ترفض , فلا أحد يتوقع ردات فعل إيما !! ) .
تبسمت إيما و قالت بحيره : أنا أشعر بالنعاس.. لكنني سأجلس معك قليلا..!
ارتاح كايل كثيرا و إيما تجلس بجانبه على معطفه .. لكنه كان يجلس على الرمال..
جلسا قليلا يراقبان البحر.. ثم لم يلبث كايل حتى سقط رأس إيما على كتفه !!
نظر نحوها باستغراب إلا بها نائمة.. ابتسم بحب شديد.. عدل وضعها على معطفه وغطاها بطرف منه ثم تمدد إلى جانبها وهو يتأملها
مد يده و أبعد شعرها عن وجهها البرئ النائم <<<( لكن بعد أن تستيقظ أغسل يدي عن البرائة !! )
ثم وضع رأسه بخفه على كتفها و أغمض عينيه للحظات جميلة..
_ هييييييي مالذي يفعله الآن .. أنه يحضنها وهي نائمة!!!
_ أعطني المنظار أنه دورييييي ..
خطف جاك المنظار من يد براد و أخذ يحدق .. قال روي ببرود : لم ايقظتموني و جلبتمون إلى هنا حتى ارى حماقتكم.. دعوا كايل و إيما وشأنهما..!
قالت لارا بمرح : هذه اللحظات لا تعوض .. أريد رؤية إيما و كايل معا.. أنه شيء شبة مستحيل تكراره..
قال روي بانزعاج وهو يلتفت على لارا بجانبه : و لارا هنا أيضا !! كان من المفترض أن تنامي لأن الغد الاحتفال الختامي للمدرسة!!
قالت لارا بترجي : أرجوك أريد البقاء..
( كان براد , جاك , روي و لارا يجلسوا في مكان مرتفع بين أشجار النخيل عند الشاطئ ..)
قال جاك وهو يحدق بالمنظار : أنهما يبدوان ظريفين هكذا .. لكن عندما يغضبان أهرب الى أبعد مايمكنك..!!!
أخذ روي المنظار منه و قال بغيض : براد جاك اذهبا للمنزل كي ترتاحا للغد..
قال براد باحتجاج : ماذا عن لارا.. ؟!
رد روي وهو ينظر نحوها و كانت بجانبه : سأؤصلها بنفسي..
قال جاك بخبث : أوصلني أيضا !! ---- قال براد ببرائة : و أنا أيضا ..لا أريد المشي للبيت في هذا الوقت المتأخر !
لكن نظرة روي كانت الأجابة.. قال جاك وهو ينهض : لقد كنت أشعر بالملل على أية حال... براد سأوصلك أنا.. تعال.
نظر روي نحو لارا قال وهو ينهض و يمسك بيدها : هيا لنذهب.. الوقت متأخر و أنت تشعرين بالنعاس..
قالت لارا بنعاس : أنا لا أشعر بالنعاس..~~"
رد روي وهو يحيطها بذارعه و يسيرا معا : بلى ..ستنامين الان..