--- عند كايل و إيما ..
شعر كايل بأنه سينام فعلا هو الاخر .. رفع رأسه و نظر نحو إيما ..بقي مدة طويلة وهو يحدق بها..
قرب وجهه منها ببطء ثم قليلا بعد و قبلها على شفتيها ... تحركت إيما قليلا و تقلبت حتى أصبحت مقابلا تماما له حتى أن ركبتها لامست ساقه..
..شعر كايل بحراره تشتعل بداخله..
ماذا لو رآهما أحد معا ..نائمان بجانب بعضهما على رمال الشاطئ... لكنه موقف ساحر..
ابتسم مع نفسه ( و قد قبلتها قبل قليل وهي نائمة.. لن يعرف أحد بهذا..)..تحركت عينا إيما فصعق كايل و أغمض عينيه متظاهرا بالنوم أيضا ..
فتحت عينيها .. قالت بنعاس : أين أنا..؟! رأت وجه كايل أمامها تماما و هي تقريبا بين احضانه !!!
اتسعت عيناها و صدمت لوضعها .. لكنها لم تتحرك.. هدأت وهي تنظر الى وجه كايل ...مدت يدها و مسحت على خده..
نهضت بهدوء و أمسكت بمعطفه ثم غطته به .. لفت من خلفه و جلست عند رأسه ..
همست بخفوت ( و كايل يسمعها ! ) : علي الذهاب الآن ..
شعرت إيما أن هناك شيئا ناقصا.. ابتسمت ثم اكملت : شكرا لك مجددا .. انحنت و قبلته على وجنته..
ثم سارت مبتعده و حذائها بيدها...
بعد أن ذهبت نهض كايل وهو يلمس خده مكان قبلة إيما قال بسعادة : لن استطيع النوم بعد الان ابدا..سأوقظ روي..
------
قال كايل لروي و كانا في غرفة فاخرة للغاية في منزل روي : أنها إيما من أنقذ حياة والدتي قبل سنتين تقريبا..
كانت والدتي منومة في المشفى و قد انقطع عنها الأكسجين من الأنبوبة و الممرض لم يكن موجودا.. بالمصادفة كانت إيما بالمشفى تزور أمها المتعبة في ذلك الوقت..
..مرت من غرفة والدتي في جناحها و سمعت صوت صفير الجهاز فاسرعت نحوها و استدعت الطبيب..
أنا رأيت إيما شخصيا بعدما اثنى عليها الطبيب و قال بأنها أنقذت حياة أمي .. شكرتها بدوري و كانت لطيفة للغاية ذلك الوقت.. أتعلم ما قالت لي.. لقد قالت : بأن الأم كماء الحياة.. لن نستطيع العيش بدونها..
كان روي نعس لكنه يتحمل لأجل صديقه و قريبه.. قال بهدوء: ..و احببتها منذ ذلك اليوم..
رد كايل : نعم كثيرا .. لكني صدمت عندما رأيتها بالمدرسة و قررت معرفة مايحدث لها.. ثم أردت أن تعود لما عليه, اكتشفت أنني أحبها كثيرا..
قال روي بهدوء و اتزان : أجلس كايل.. أتعلم شيئا ؟ .. إيما تغيرت بسبب حادث حصل قبل سنة و نصف..
قال كايل بتفاجئ : ماذا ؟؟!! من الذي أخبرك ؟!
قال روي بهدوء : لارا .. أجلس حتى أقول لك.. _ جلس كايل مقابله و روي يكمل _ لقد رأت إيما حادثا فضيعا أمام عينيها جعلها تكره الشبان لفترة.. كانت فتاة ما و صديقها الذي انفصل عنها في منتصف الطريق بالشارع و هو يحدثها بكلمات قاسية أنه لم يعد يحبها انهارت الفتاة و حاولت اللحاق به لكن أتت شاحنة و اصطدمت بها سقطت الفتاة جثة هامدة و إيما كانت موجودة حاولت أنقاذ الفتاة و صرخت على الشاب كي يطلب النجدة لكنه ذهب ولم يبالي ..بشخص مات بسببه.. و حقدت عليه إيما ..لم تحب الحب ..!
صدم كايل و قال : يالا هذا الـ.. الفتاة المسكينة .. و إيما رأت كل هذا أمام عينيها..
قال روي : عادت إيما لمنزل لارا لأنه أقرب وملابسها مليئه بدماء الفتاة..
شعر كايل بالاحباط و الحزن... قال روي سريعا : انا لم أقل هذا حتى تحبط !! ..عليك مراعاة شعور إيما أيضا.. أنا متأكدة بأنك الشخص الوحيد الذي سيعيد إيما و ستثق بك قريبا جدا..و تحبك..
===========
=====( الجزء الخاص )=====
يوم الحفل بالمدرسة .. كانت المدرسة تبدو كأنه قاعة احتفال ضخمة ملئية بالزينة و الورود و قد وضع بدل المسرح المدرسي مسرح للرقص و فرقة موسيقية
و هناك الكثير من الحلوى و البالونات و العصير يملء الطاولات.. الجميع يرتدي ما يشاء من ملابس و لا وجود للقوانين..
_ لا أريد الذهاب للحفل لارا .. أنني نعسه جدا.!
قالت لارا لإيما وهي تحدثها بالهاتف : أرجوووك إيما.. تعالي و امرحي.. ألست سعيدة لأنك الأولى على الصف..
قالت إيما ببرود : بل سعيدة لأنني سأبقى بالفراش..
صمتت قليلا ثم سألت : هل .. كايل موجود..؟!
اجابت لارا : لم أره .. لكن براد و جاك هنا و يقولان بأن كايل قد يأتي.. و روي سيتأخر قليلا و أنا أشعر بالوحدة..
قالت إيما : حسنا سآتي..
ارتدت إيما بنطلا أسود و قميصا جميلا وردي بخرز لامع..
أتت للحفل و جلست هي و لارا تتحدثان بسعادة .. قالت إيما : كيف روي معك ؟!
خجلت لارا و قالت : أنه ملآك..
تبسمت إيما ..قالت لارا : إيما .. ماذا عن كايل..؟!
قالت إيما وهي تتظاهر بالامبالاة : أنه بخير..حتما..
_ اتصلي به ..!
_ لا .. ربما هو مشغول .. سيتصل لاحقا بي..
أتى روي فجاءه وهو يضع يده على كتف لارا قال بابتسامه ساحره : كيف حالك أختي العزيزة إيما..
ردت ايما بمرح : رووي .. بخير جدا..
انحنى روي وهمس بأذن لارا : هل تأتين معي قليلا.. ؟؟ أريد أعطاءك شيئا..
ضحكت إيما من ملامح لارا و كيف اشتعل وجهها محمرا بشدة..
أكمل روي : من بعد أذنك عزيزتي إيما.. ردت إيما سريعا : اوه روي .. ستقتلنا بتهذيبك.. أرجوك أن تأخذ راحتك..
ابتسم روي لها و قال : كايل يريد أن يراك بمكتبه.. لقد وصل للتو .. يريد أخبارك بشيء ما..
شعرت إيما بانقباض صغير بقلبها ..نهضت و قالت : حقا ! سأذهب الآن ..
فتحت الباب دون طرقه كعادتها و رأت كايل يقف قرب النافذة .. تقدمت نحوه وهي تقول : لا أريد خبرا سيئا..
التفت نحوها كايل و ضمها مباشرة .. تفاجئت إيما أنها حتى لم ترى وجهه !! قالت : هل أنت بخير ؟!
قال كايل سريعا : إيما تعالي معي !! سافري معي للخارج !!
قالت إيما بصدمة : ماذا ؟! أنا لم أفهم عليك !! كايل...
تركته و أمسكت وجهه بين يديها .. قالت وهي تحدق بعينيه : كايل هل ستدرس بالخارج ؟!
أومأ كايل برأسه.. أكملت إيما : كم ...كم سنة ؟!
قال باحباط : ثلاث سنوات و ربما أكثر بحسب طلب والدي حتى أساعده بالشركة..
قالت إيما : اوه .. _لم تعرف إيما كيف تقول ... لكنها لا تريد الابتعاد عنه..
اخفضت بصرها .. أمسك كايل بيديها و أجلسها بجانبه على الأريكة .. قال : هل تأتين معي ؟! و تنهين الصف الاخير هناك.. مارأيك..؟!
قالت إيما ببرود : هل أنت أبلة ؟! ... لا يمكنني ترك عائلتي ..
_ إيماا ستكونين معي .. سأتحدث الى أهلك و...
قاطعته إيما : لا أريد مغادرة هذه المدرسة قبل أن أنتهي من جميع صفوفي كايل..ستنهي دراستك ثم ستعود صحيح ؟!
تنهد كايل و وضع يده على وجهه بيأس.. طرفت إيما بعينيها .. ثم أمسكت بيده و ابعدتها عن وجهه.. ( أنهما حتى لم يريا بعضهما كثيرا !! )
قالت : هي ثلاث سنوات ..لكنك ستأتي بالإجازات و كلما سنحت لك الفرصة و سوف أراك كثيرا حتى أشعر بالنعاس..
قال كايل بتساؤل : لماذا تشعرين بالنعاس معي !!
ردت إيما ببرود : لأنك ممل .. استمع إلي _ غيرت نبرتها حتى تريحه_ اهتم بمستقبلك أولا .. أنا سأنتظرك..
ابتسم كايل وضع يده على وجنة إيما و اقترب منها .. ادركت إيما مالذي يحدث فابعدت يده و قالت وهي تضع يده على صدره
_ متى ستغادر...؟!
شعر كايل بالاحباط مما فعلته .. قال وهو يعتدل : اليوم في الطائرة .. مم .. بعد نصف ساعة..!!
اتسعت عينا إيما : الااااان !!!
نهض كايل و قال : نعم وجئت فقط كي أراك.. ثم أمسك بحقيبته و اتجه الى الباب..
لحقت به إيما و ما أن فتح الباب وجد .. روي و جاك و براد و معهم لارا..
قال جاك : تريد الهروب ..و دون أن تخبر أحدا .. يالك من سافل !!
نظر نحوه براد بغباء ..لكزه جاك و همس : حان وقت جملتك !!!
قال براد : آه نعم ...و.. و دون أن تخبر أصدقاءك ... يالك من.. من .. شخص لا يخبر أصدقاءه !!!
نظر الجميع الى براد .. وضع جاك يده على وجهه من الخجل و همس مع نفسي : يستحيل أن أجعل براد شخصا شريرا مثلي!!
ضحك كايل و قال : الحقوا بي الى المطار هيا...