موسوعة قصص قصيرة لا يفوتكم السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم,كيف حالكم؟واحوالكم؟
اليوم اردت ان اقدم لكم بعضامن قصص جميلة و ذات عبة و موعضة كلها على لسان فتاة قرأت معظم القصص في مجلة على الحاسوب فاعجبتني وسوف انزل لكم في موسوعتي الصغير كلما استطعت قصة من القصص.
والقصة الاولى بعنوان بيت المشاكل
- عنيييييييييّد.. الحقي..
- خير؟ بسم الله.. ماذا هناك؟
- جدتي سوف تأتي غداً..
- ماذا؟ كاذبة!
- والله العظيم لقد سمعت أبي يقول ذلك وهو يكلم عمي على الهاتف.. والله العظيم!
سقط الكتاب الذي كنت أدرس فيه من يدي لا إرادياً.. ووقفت مصدومة لا أعرف ماذا أقول..
- لا يمكن.. إنها لم تمض هناك سوى شهراً واحداً فقط.. لماذا تعود بسرعة.. يا ربي!
أخرجت أريج كيساً من الشيبس من دولابها وبدأت تقرض فيه كالفأرة بصوت مقرمش مزعج وهي تبحث بين ملابسها عن شيء ما بلا مبالاة بينما كنت غارقة في دوامة من التفكير.. كان الحزن يتوشحني لدرجة أني لم أستطع حتى أن أتكلم.. فأنا أعرف جيداً ماذا يعني قدوم جدتي إلينا..
في المرة الماضية حدثت مشكلة كبيرة بين أبي وأمي بمباركتها.. وكادت أمي أن تطلق بسببها.. وعادت جدتي لمنزل عمي في جدة وقد حلفت ألا تدخل بيتنا مرة أخرى... فكيف الآن تعود.. يا الله..!
إن الاختبارات على الأبواب.. فما بالها تأتي الآن لتسحب معها المشاكل..
- عنود!! هل أخذت علبة عصيري؟
- اغربي عن وجهي.. هل هذا وقته..
- أقول هل أخذت عصيري؟
شعرت برغبة في أن أضرب أريج لكني تمالكت نفسي فلست في حاجة لمزيد من المشاكل في هذه الفترة..
تعوذت بالله من الشيطان الرجيم.. ثم قلت وأنا أضغط على أسناني..
- أريج!.. لم أر علبة عصيرك.. أحلف لك!.. أرجوك اتركيني لوحدي واخرجي من الغرفة فرائحة البطاطس بالكاتشب هذه تشعرني بالقرف..!
مدت أريج لسانها المليء ببقايا الشيبس عليّ وخرجت أخيراً.. فأغلقت الباب خلفها..
يا ربي.. والله.. لقد تعبت.. لا أحد يشعر بي ولا بألمي..
الجميع يعيش على أعصابه في هذا البيت المليء بالمشاكل..
أمي والخادمة.. مشاكل وصراخ..
أبي وأمي.. مشاكل وصراخ..
أمي وجدتي.. أبي وأخي.. أنا وأختي.. كلنا.. تسود علاقتنا المشاكل والصراخ..
لقد تعبت.. دائماً نعيش في خوف وقلق.. دائماً نترقب وقت دخول أبي بمنتهى الخوف والتوجس حتى لا تثار أية مشكلة من قبل أي طرف معه..
نموت خوفاً حين يبدو الغضب على أبي..
ونموت خوفاً حين تبدو الدموع في عيني أمي..
ونموت خوفاً حين نسمع جدتي وهي تصرخ على أبي..
يا الله.. متى.. متى أتزوج وأترك هذا البيت الكئيب وأرتاح.. لقد سئمت وتعبت.. أخذت أبكي بحرقة.. وفجأة سمعت الباب يطرق.. جففت دموعي وعدلت من هيئتي وأسرعت أفتح الباب.. كان أبي.. قال لي بلهجة صارمة..
- ماذا تفعلين؟
- لا شيء.. أدرس..
- اتركي دراستك الآن.. واذهبي لتجهزي غرفة جدتك.. نظفيها جيداً.. وأحضري منقلة جدتك من المخزن.. وجهزي لها الأغطية الصوفية.. هيا بسرعة.. فأمك مزاجها معكر اليوم..
ابتلعت ريقي بصعوبة.. كان غاضباً جداً.. وبدا أنه قد بدأت مشكلة بينهما قبل قليل.. لابد أن أمي تبكي الآن.. يا الله..!
نزلت بسرعة وأنا أشعر أني أحمل الدنيا على رأسي..
وأثناء تجهيزي للغرفة.. كنت أفكر.. يا ترى.. من هو السبب؟.. من سبب المشاكل التي نعيشها.. أهي أمي العنيدة الهادئة.. أم أبي العصبي الغضوب.. أم جدتي اللحوحة الكثيرة التذمر والشكوى.. أم.. من؟
لماذا لا نكون مثل الآخرين.. مثل بعض الأسر التي تعيش في سعادة وهناء وراحة.. تحيا في تناسق وانسجام ومحبة..؟
واستغفرت الله في سري.. فما كان لي أن أعترض على قضائه وقدره.. الحمد لله على كل حال..
× × ×
وفي المدرسة.. كان شبح المشاكل الرهيب يدور حولي طوال اليوم..
كنت أفكر في الفيض القادم من المشاكل والذي سيهطل كالعادة مع قدوم جدتي.. ولم أستطع أن أركز في أية كلمة قالتها أية معلمة..
- العنود.. يا دبة.. ألن تنزلي للفسحة معنا؟
- كلا شكراً.. أشعر أني متعبة.. سأجلس اليوم في الفصل..
- بلا سخافة!.. (تتدلعين) علينا؟!
كنت فعلاً متعبة نفسياً وأنا أفكر في تلك المشاكل الرهيبة القادمة.. فلم أرد على تهاني.. كنت أعلم أنها فتاة مزوح لا يمكن لأحد أن يجالسها ويتوقف عن الضحك.. وأنا لم أكن مستعدة لها اليوم..
توقعت أن تخرج بسرعة.. لكنها اقتربت مني.. ونظرت إلي بهدوء.. ثم جلست قربي..
- العنود.. ما بك؟ لست طبيعية اليوم..
- لا شيء.. متعبة قليلاً..
- كلا!.. عيناك تقولان أن هناك شيئاً في البيت..
- كيف عرفت؟
- أشعر أني أعرف هذا الشعور..
- أنت؟
- نعم أعرفه جيداً..
كانت تهاني تتكلم بهدوء لم أعهده منها من قبل.. لم أتوقع ذلك.. تهاني تعاني مثلي من مشاكل؟!
سكتت قليلاً.. ثم قالت بلهجة ساخرة..
- يوووووه.. بيتنا مليااااان مشاكل.. نفكر نبيع منها..
- تهاني.. أنت لا تعرفين.. أبي وأمي بينهما دائماً مشاكل وشجار.. أبي دائماً يثير الخوف والقلق فينا.. وجدتي.. لا تعرفين مشاكلها وجو القلق والحزن الذي تجعله يسود البيت بسبب كلامها هداها الله..
نظرت إلي طويلاً وكأنها تفكر فيما إذا كانت ستقول ما تقوله أم لا..
- طيب.. ما رأيك؟.. أنا أبي.. يضرب أمي.. هل يضرب أبوك أمك؟ .. أبي يضربني حتى الآن.. هل يضربك أبوك؟.. وخذي هذه.. أبي طرد أخي من البيت منذ شهرين ونحن لا نعرف عنه شيئاً حتى الآن.. ما رأيك؟ هل لديك مثل هذه المشاكل؟ لدي الكثير غيرها إن أردت..
صمت وأنا منذهلة تماماً مما قالته.. هل يعقل.. لا أصدق.. تهاني.. تعاني من هذه المشاكل.. ما أعرفه أن أمها هي وكيلة مدرسة.. وهي فتاة مرحة بشوشة.. لم أتصور أنها تعاني من كل هذا الحزن.. يا حبيبتي يا تهاني.. نظرت إليها بعطف وأنا غير مستوعبة لما قالته..
وحين شعرت أن الموضوع قد يأخذ طابع الحزن قالت فجأة بنبرة أعلى وهي تبتسم وتضرب على كتفي واقفة..
- لا يضيق صدرك..
عااااااااادي.. كل بيت فيه مشاكل من نوع مختلف.. احمدي ربك أنت أحسن من غيرك..
- الحمد لله..
- بعدين كل مشكلة فيها فائدة.. يعني شوفيني.. لو ما كان عندي مشاكل.. ما كان صار دمي خفيف عشان أضيع السالفة!!
- يا سلام؟!..
رن الجرس معلناً انتهاء الفسحة.. فابتسمت لها وأنا أحمل لها حباً كبيراً..
وأثناء الحصة كنت أفكر.. فعلاً.. صدقت تهاني.. أنا أحسن من غيري.. فوالدي رغم كل شيء لا يضربنا.. ولم يضرب أمي يوماً.. وهو لا يحرمنا مما يستطيع توفيره لنا.. الحمد لله.. حتى مشاكل جدتي تهون عند مشاكل غيرنا..
× × ×
حين عدت إلى البيت.. كانت أمي قد وضعت الغداء للتو وقد حضرت جدتي.. سلمت عليها وجلست آكل بينما بدأت جدتي لمزاتها..
- الأكل مالح.. ما تدرين أنه فيني ضغط..
فردت أمي..
- والله يا خالة ما حطيت ملح إلا شوي..
- يعني أنا كذابة؟.. أقول مالح.. ما ينوكل!
أكملت طعامي وقمت لغرفتي وأنا أردد.. الحمد لله.. مهما تكن من مشاكل.. فهي أهون من مشاكل غيري..!
القصة القادمة بعد الردود
|