(4)
نظرت له وأنا اشعر بالذعر.. هل يعرف ذلك الشاب عن تلك اللغة أيضاً؟ من هو هذا الشخص الغريب!!!
قلت وأنا أخرج تراخيص المركبة التي اخذتها من المسؤول عن الرحلة في إيموكيا :
- إنها هنا! .. وأيضاً هذه ..
أخرجت البطاقة الأخرى التي تحمل رمز هويتي، طبعت عليها صورتي وكتب اسمي، كان النقش الذي يحمل رمز إيموكيا مطبوعاً بلون رمادي على كل الأوراق.
نظرت إليهم وتساءلت :
- ولكن انتم، أليست لديكم تراخيص السفر؟
بدأ الثلاثة في إظهار بطاقاتهم، التي تحمل اختام بانشيبرا، استطعت معرفة اسمائهم .
الشاب كان يدعى "ميليوس" والرجل الكبير "كايلر" أما الفتاة فقد كان اسمها " رايلا"
نظرت نحو كاميو الذي وقف وأمسك بمكبر الصوت ثم بدأ بالحديث مع سكان بلامنيت بلغة غريبة أخرى.
هل هو كائن طبيعي؟ بأن يفهم لغة أشخاص لم يقابلهم من قبل، وكان يعتقد بأنهم خرافـة!
بعد أن تحدث إليهم، قال موجهاً كلامه إليّ:
- هيا، افتح البوابة الجانبية، سوف نخرج الآن، وتأكد بأنك لست مسلحاً وإلا سيقضى عليك.
أعتقد بأنه تكلم مع الثلاثة الآخرون عن الاسلحة وأنا أعطي أمراً بفتح البوابة فقد أخرج كل واحد منهم سلاحاً صغيراً ووضعه بحرص داخل الحقيبة.
" هل كانوا مسلحين طوال الوقت، .. لم أعرف أبداً .. فتلك الأسلحة غريبة ولم أشاهدها حتى في بانشيبرا"
وقف الجميع بانتظار أن أخرج أولاً ..
عندما خرجت كان هناك عدد من الرجال بانتظاري، يرتدون ازياء رسمية أنيقـة لم أرى مثلها قط. لقد كانت عيونهم واسعة بشكل ملحوظ .. شعرت بأنني أرى نسخاً كثيرة من رايو، بتلك القوة الجسدية والطول المبالغ.
أظهرت لهم تراخيص المركبة على الفور وبدأوا في توجيه الاسئلة إليّ .
نظرت خلفي أبحث عن ذاك الصعلوك، لقد خرج الثلاثة خلفي بينما كان يقف عند البوابة ويحدق إلى كل شيء ببطء.
هتفت وأنا أكاد انفجر:
- انت! كاميو! تعال إلى جانبي!
نظر إليّ لوهلة وكأنما لا يريد الحراك، ثم اقترب بخطواتٍ بطيئة وتبادل الحديث معهم .
لديه موهبة مهمّة. لكن هل يمكن أن تكون موهبة ..؟
أليس هذا شيء يتعلمه الشخص؟
كيف إذاً تعلم تلك اللغة على الرغم من أنه لم يزر هذا الكوكب من قبـل ..؟
عاد بنظره نحوي ثم تساءل:
- هل معـك نقودٌ كافية من أجل الوقود؟
أجبت على الفور :
- أظن ذلك، لكن .. تلك النقود من إيموكيا...
ابتسم كاميو ابتسامة غريبة ثم قال:
- يبدو أن نقود العالم لا تكفي لأن تحصل على الوقود، إنه شيء غالٍ جداً هنا!
تساءلت وأنا في حيرة:
- إذاً ما الذي سنفعله؟
- سننتظر حتى يغيروا مركبتك إلى نظام التشغيل بالطاقة.
- أي نوعٍ من الطاقة؟
- لا أعلم هذا ما أخبروني به.
هل علينا أن نبقى هنا لبعض الوقت؟
بعد الكثير من المداولات بين كاميو والمسؤولين عن المطـار، عاد إلينا وهو يقول باستخفاف:
- سيستغرق الأمر اسبوعاً على الأقل.
صرخت باندهاش:
- اسبوع!! كل هذه المدّة؟
ردد بعد ان تثاءب بملل:
- على الأقل ...
أصبت بالإحباط ولم استطع التزحزح من مكاني بينما شعرت بالسعادة على وجوه الثلاثة الآخرين وتساءلت الفتاة بلغة تيمالاسيا:
- لماذا انت مكتئب سيد جيرودا؟ هل كنت تريد الرحيل بهذه السرعة؟ ألا تريد أن تستكشف المكان؟
هل كان يبدو الاكتئاب واضحاً على وجهي إلى هذا الحد؟
حاولت التخفيف من الأمر بابتسامة مصطنعة وقلت:
- لا بأس.
بعد ذلك توجهنا نحن الخمسـة إلى داخل المدينـة في مركبة تابعة للمطـار، كانت الأضواء الملونة تملؤ جميع الأماكن .. معلقـة في مكـان!
الطرق واسعة ومرصـوفة والأرصفة تتحرك من تلقاء نفسهـا!! المباني مرتفعـة جداً حتى لا يكاد يـُرى نهايتها ..
يالها من مدينة عجيبـة، وعن الناس إنهم طوالِ القامة ولديهم عيونٌ واسعة بشكلٍ ملحوظ ...
الشوارع مكتظة بالمركبات، وهناك شوارع اخرى للمارة وهناك رفوف معلقـة تسير من تلقاء نفسها .. مغطاة بالزجاج ومحملـة بالحقائب والصناديق الورقية وغيرهـا التي تدور حول البيوت بشكلٍ غريب ...!
كان المنظر المدهش اشبه بمدينة مسحورة أو شيء من هذا القبيل .. كل شيء مضيء ويتحرك من تلقاء نفسـه، وهناك الجسور العالية التي تتحرك أيضاً بشكلٍ غريب!
لكن .
الجـو كان بارداً جداً، ولاحظت بأن رايلا ترتجف من البرد بينما حاول الرجال أن يتحلوا بالصبر .
وأخيراً وصلنا إلى ذاك المبنى الشاهق الارتفاع، كان عبارة عن قبـة ضخمـة مليئة بالنوافذ بعضها مضيء وبعضها مظلـم .
تكلم المسؤول الذي اقتادنا إلى هذا المكـان قائلاً شيئاً ما، وقام كاميو بالترجمـة :
- هذا هو الفندق، سنبقى فيه لمدّة اسبوع .
نظر نحوي نظرة خاصّة وقال :
- التكـاليف ستدفع هنا، وسيتم إصلاح مركبتك بثمن بسيط عوضاً عن مشكلة الوقود .
أجبت وانا أهز راسي بلامبالاة :
- حسناً أتمنى ان تكفي النقود التي بحوزتي حتى لا نضطر إلى العمـل في غسيل الأطباق .
بدأ ذلك البغيض في تلك الضحكـة المكبوتة وهو يضع يده على فمه وكأنما يسخر مني، ودخلنا جميعاً إلى بهو الفندق الذي كان واسعـاً وجميلاً بشكلٍ لا يصدّق .
بعد ذلك حصلنا نحن الخمسـة على جناحٍ مكون من ثلاث غرف ، كان الفندق فاخراً بحق، وهناك الكثير من الأثاث الغريب الذي لم يسبق أن رأيت له مثيلاً في الشكل أو اللون .
بالطبع حصلت "رايلا" على غرفة منفصلـة، وتكلم كاميو معنا نحن الثلاثة الباقين بلهجة تيمالاسيا التي نعرفها جميعاً :
- أين ستنامون ..؟ أنا سأنام لوحدي، لا أطيق بأن أنام مع شخصٍ منكم !
عرفت بأنه سيأخذ الغرفـة الأخرى وسأبقى مع ميليوس وكايلر في الغرفة الأخيرة . ولكنه توجه نحو الأريكـة في الردهـة ومدد جسده وهو يقول :
- آآآه .. انا متعب!
ظهرت علامات الاندهاش على وجوهنا وتساءل ميليوس ببرآءة :
- سيدي هل ستنام هنا .. ؟
همم موافقاً بصوتٍ خافت وكأنما بدأ يغوص في النوم .
نظر ميليوس نحوي ثم قال باسماً :
- اعتقد بأن سيدي يحب النوم في الأماكن المفتوحـة، حسناً سيّد جيرودا بإمكانك الحصول على غرفـة اختر واحدة .
ارتميت على احد المقاعد بتعب وقلت :
- لا بأس، سأكون سعيداً إذا تشاركت معك أو مع السيد كايلر في غرفة، فأنا لا أحب أن أكون وحيداً .
تكلّم كايلر بهدوء وهو يضع الحقيبة الكبيرة داخل احدى الغـرف :
- سنبقى أنا وميليوس هنا، سيد جيرودا .
بدا الإحباط واضحاً على وجه ميليوس ذلك الفتى اللطيف، ولكنه تكلم بطاعـة :
- حسناً كايلر أنا قادم .
شعرت بأنه أردا الحديث معي لبعض الوقت، ودعني بابتسـامة وتوجه خلف كايلر على الفور .
توجهـت إلى دورة المياه، كنت بحاجة إلى الاستحمام، ولكن قبل أن أخلع ثيابي وقفت احدّق وأنا أحاول أن أفهم كيف يعمل النظام هنـا ..؟
هناك الكثير من الأزرار الملونـة في كل مكـان.
وهناك حوضٌ ضخم يتوسـط الحمام ولكنه فارغٌ من المياه تماماً .
لم أفهم وظيفة أي من تلك الأزرار فقد كتب بجانبها بتلك اللغـة التي لا أعرفها .
هل علي التجربـة ... ؟
اقتربت بحذر وضغطت على زرٍ أحمر كبيـر ، بعدها سمعت صوت شيء يفتح ثم انهمرت فوق رأسي مياه ساخنـة لا أعرف مصدرها!!
صرخت وأنا ابتعد متحاشياً تدفق المياه ولكنها كانت تهبط من كل مكان مثل الأمطـار!!!
ضربت رأسي في أحد الرفوف وأنا أتحاشى المياه التي بدأت في الغليان فوق رأسي وخرجت مسرعاً ثم سقطت على الأرض أمام الباب!!
التقطت أنفاسي وأزحت شعري الذي أصبح مبللاً بالكامل من داخل عيناي! حتى ملابسي أيضاً أصبحت معبأة بالمياه الساخنـة.
عندما رفعت رأسي رأيت رايلا تقف أمامي وهي تتساءل بقلق :
- هل انت بخير سيد جيرودا .. ؟
كنت محرجاً جداً، وأجبت ببطء وأنا أتحاشى النظر نحوها :
- أجل.
- لكن لماذا وجهـك أحمر هكذا! ما الذي حدث هناك ..؟
لقد آذتني تلك المياه الساخنـة ولكن الخجل هو فقط ما يجعل لون وجهي بتلك الطريـقة، وقفت وأنا أحاول استعادة توازني وقلت :
- هناك الكثير من الأدوات التي لم استطع استخدامها .
تركتني رايلا ودخلت إلى الحمام لتلقي نظرة، بينما سحبت نفسي إلى غرفتي بتلك الملابس التي تقطر على الأرض وقررت في غيظ بأنني لن أستحم في هذا المكان حتى ولو بقيت هنا شهراً.
بدلت ملابسي وخلدت إلى النوم إلى إحدى السريرين في الغرفة.
بعد فترة استيقظت، لم أكن أعرف الوقت هنـا أو كيف يجري. لكن منظر تلك المدينة في الصباح كان رائعاً، فتحت الستائر الداكنة ووقفت أحدق من نافذة الغرفـة التي أظهرت الشوارع البعيدة والمركبات التي تسير على الجسور العالية هنا وهنـاك .
سمعت همهمة خلفي واستدرت بسرعـة، كان ذلك الصعلوك كاميو ينام على السرير الآخر بإهمال وإحدى ذراعيه تتدلى من فوق السرير وكأنما سيسقط إذا تحرك حركـة أخرى ..! ظل يهمهم بضيق بسبب انزعاجه من الضوء عندما فتحت الستائر بشكلٍ مفاجيء ..
كدت أصرخ من الدهشـة !!
" ما الذي يفعله هذا الصعلوك في غرفتي! ألم يختر بالأمس النوم على الأريكـة ..!!! ألم يقل بأنه لا يطيق النوم مع أحد فكيف بي .. أنا عدوّه اللدود!"
كان هذا مفاجئاً حقاً وفتح كاميو إحدى عينيه ثم قال بعصبية :
- هيه! انت!
لم استعد جأشي بعد وظللت أنظر نحوه مندهشاً، ولكنه تابع بصوتٍ كسول:
- هذا الضوء يزعجني!
اغلقت الستائر بسرعة وعدت إلى هدوئي عندما عاد للاستغراق في النوم!! لقد ظهر هذا الكائن المخيف فجأة مثل الشبح في غرفتي ..
كان هذا مزعجاً جداً، وفتحت باب الغرفة بهدوء وخرجت .
كان ميليوس يجلس لوحده في الردهـة وهو يتطلع إلى الكثير من الأطباق الموضوعة على منضدة كبيرة، توجهت نحوه وقلت :
- صباح الخير .
بدا سعيداً جداً وقال :
- صباح الخير سيد جيرودا, انظر لقد احضر موظفوا الفندق هذه الأطباق .
ابتسمت ثم ألقيت نظرة، وبعدها تساءلت :
- لكن ألم يستيقظ كايلر ..؟
اجاب ميليوس :
- لقد استيقظ منذ ساعتين وخرج . أيضاً رايلا ذهبت لتكتشف المكان .
- ياللنشـاط!
شعرت بأنني وكاميو أكسل اثنان موجودان على سطح هذا الكوكب. وتساءل ميليوس :
- لكن ألم يستيقظ سيدي كاميو بعد .. أليس هذا غريب ؟
- ولماذا هو غريب ..؟
أجاب ميليوس باستغراب :
- نادراً ما ينام سيدي بعمق لفترةٍ طويلـة!
- لكن ربمـا لأنه متعب بسبب الرحلـة.
تذكرت ذاك الجرح العميق في ذراعه، ولكن ميليوس ظل يتساءل مع نفسه على مايبدو. هل ذاك الصعلوك صارم مع نفسه إلى هذا الحد ..؟
دخلت مع ميليوس إلى الحمام لكي نكتشف الأمر.
أخبرني بأن رايلا وكايلر لم يستطيعا استعمال أي شيء وانتهى الأمر في الصباح المبكر إلى حوادث. ضحكت كثيراً ربما لأنني لست الغبي الوحيد هنا.
أخبرته بأن الزر الأحمر يرش المياه الساخنة في كل مكان وكأن عاصفـة بركانية قد ظهرت فجأة، كان ميليوس لطيفاً وضحكنا معاً بشكلٍ تلقائي وكأننا أصدقاء منذ أعوامٍ طويلـة .
بعد وقتٍ قصير عادت رايلا، كانت تتكلم بسعادة عن ما شاهدته في تلك المدينة العجيبة وكانت تحمل كتيبات توضيحية كثيرة، لم نفهم أي لغـة منها ...
ثم تبعها كايلر الذي عاد بصمت وهو يحمل كيساً كبيراً مليء بفاكهة خضراء غريبة لا أعرف من اين ابتاعها.
يبدو أن الجميع بحاجة إلى الإفطار ولكن لم يستيقظ كاميو بعـد .
تكلم كايلر قائلاً :
- هل مازال القائد نائماً ..؟
- أجل.
أجاب ميليوس بنبرة قلقة فهتفت رايلا باستغراب :
- هذا غريب! على أحدٍ منا أن يوقظـه إذاً!
- ليس أنا .
أجاب كايلر. وتبعه ميليوس :
- رايلا قومي انتِ بذلك!
- مستحيل .
تساءلت في نفسي .. هل هو خطرٌ إلى هذا الحد ..؟
بدا أن جميع النظرات تتجه نحوي وعندها همس ميليوس بودّ :
- سيد جيرودا . لم لا توقظ سيدي ..؟
جن جنوني وأنا اسمع تلك الجملة وشعرت بأنني أتلاشى إلى داخل الأريكة التي كنت أجلس عليها ثم تساءلت بارتباك :
- ولماذا أنا .... ؟
بتلك النظرات المتوسلة لم يكن أمامي خيارٌ آخر، فتحت الباب بهدوء ووجدته ينام بنفس الطريقـة الغريبة. وإحدى ذراعيه تتدلى من فوق السرير .
اقتربت منه وقلت بصوتٍ جاد :
- كاميو .. ألن تستيقظ ..؟ سوف نتناول الإفطار بدونك.
لم أسمع أي إجابـة .
اقتربت أكثر وحركت جسده برفق.
لم يبد بأنه يستجيب، كان هناك حقاً خطبٌ ما .. حتى أنا الشخص الذي لا يعرفه جيداً، شعرت بذلك.
أمسكت بكتفيه جيداً وحركته، ذلك الشعر الذي يغطي جبهته عاد إلى الخلف بينما أحركه، كان هناك رسمٌ أحمرغريب فوق حاجبه الأيسـر .
بدا مخيفاً وتركت كتفيه بشكل غير مقصود فسقط على الوسادة.
هل هو شخصٌ ملعون؟؟
كنت متساءلاً .. ولكنني تجاهلت ذلك وهتفت بصوتٍ أكبر :
- كاميو! ما الأمر ... هل انت بخير ..؟
شعرت بأنه لا يتنفـس.
بدأ القلق يتنابني، ودخل كايلر إلى الغرفة يتبعه ميليوس ورايلا، أمسكت بيده محاولاً إيقاظه بطريقة أخرى ولكنها كانت ساخنة جداً... !
تحسست جبهته ووجهه، كانت وجنتيه حمراوتان، والسخونة تخرج منـه بشكلٍ واضح.
تكلمت بقلق وأنا أتحقق من تنفسّه البطيء:
- علينا أن نستدعي طبيباً بسرعـة، فلربما تكون حالته خطرة! إنه فاقدٌ لوعيه تماماً .
بدا القلق واضحاً على وجه الثلاثة الآخرين وقالت رايلا بفزع:
- لكن كيف ونحن لا نعرف لغـة الناس هنا!
قال ميليوس باندفاع معترضاً :
- يمكننا أن نشرح لأي شخص.. أنا سأذهب الآن لإدارة هذا الفندق!
ركض مسرعاً إلى الخارج، وتبعه كايلر ..
أما رايلا فقد توجهت نحو الردهـة وهي تقول :
- سأحضر مياهاً باردة.
التفت انظر إلى كاميو، ولكنني ذعرت عندما شاهدته يفتح عينيه ويحدّق نحوي بنظرته المخيفة!!
كان الرسم على جبهته قد أصبح بلونٍ أسود!!
لم استطع قول شيء ونظرت إليه بهلع فمد يده بصعوبة وأعاد بعضاً من شعره الأمامي القصير فوق جبهته وغطى ذلك الرسم الغريب .. ثم بدأ ينظر نحوي بحقـد وكأنما يلومني على شيء ما!!
إنه يخبرني بتلك العينين عن شيءما، لكنني لم استطع فهمه!!
لماذا ...؟
لماذا يحاول التغطيـة على هذا النقش فوق حاجبه بذلك التفاني ؟؟
هل وراءه سرٌ مـا ..؟
__________________
الى اللقاء |