عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 02-11-2012, 01:13 PM
 
تساءلت رايلا بهدوء وهي تقف أمامي، أما أنا فلم اتحرك من فوق الأريكـة وأجبت وأنا انظر إليها :
- صحيح. إنه أنـا

مدت يدها وقامت بصفعي بكل قوتها!!
توقفت أنفاسي لشدة دهشتي ..! لقد أصبحت مصدوماً ورفعت رأسي بصعوبة وقلت :
- لماذا؟


انهمرت دموعها وقالت بصوتٍ مرتجف :
- ألا تعرف أنك كنت السبب في شقاءنا .. لقد مات أخي وأعز أصدقائنا في رحلة البحث عنك! إنني أكرهك .. لطالما حلمت بأنني أقتلك بيدي ..! سوف انتقم منك!

مسحت دموعها ولكن ظل المزيد ينزل من عينيها وتابعت :
- لقد دمرّت المركبة هينوا وسرقت القلادة التي كانت تعتمد عليها قوّة شعبنا .. قتلت أفضل الأشخاص الذين وجدوا في مملكة بانشيبرا! لقد قتلت جاميان .. ذاك الشاب الرائع الذي قام بتدريبي .. أنا لن أسامحك أبداً .

سقطت على ركبتيها ..
لقد كانت حقاً منهارة!

حدّقت إليها مأخوذاً، على ما يبدو .. لقد فعلت الكثير من الأشياء البغيضة!

حركت عيني ببطء ونظرت إلى كايلر وميليوس الذين يرمقونني بنظراتٍ لم أستطع فهمها، لم انتبه لنفسي، مازلت أضع كفي فوق خدي الذي صفعته رايلا. أبعدت كفي واعتدلت في جلستي ..

لم يكن هناك سوى صوت بكاء رايلا، وعندها تساءل كايلر :
- هل أنت جاسوسٌ من تيمالاسيا ..؟ هل فعلت ذلك لأنك أردت تدمير بانشيبرا؟

التقطت أنفاسي وأنا افكر .. كيف أشرح لهم الأمـر..؟ لم يكن كما يعتقدون أبداً!

قال ميليوس بانفعال:
- لو كان كذلك فسوف نسامحـك! أنت تبدو شخصاً جيداً.

لم استطع فتح فمي بكلمـة، وسمعت رايلا تقول :
- حتى وإن كان جندياً من تيمالاسيا فأنا لن أسامحه أبداً على تلك الأشياء الحقيرة التي فعلهـا!

كان ذلك مؤلماً .. لقد كان حقاً مؤلماً بشكلٍ لا يصدق!
في الحال شعرت بأنني مختنق ..

أردت أن أرحـل بسرعة بدون أن أقول اي شيء، فتحت باب الخروج واندفعت مسرعاً.
كان الهواء في الشارع بارداً، وبدأ الهواء القوي بتحريك كل شيء حولي .. كنت أشعر به، لقد كان شعري يتحرك أيضاً ومعطفي .. لكنني ما أزال أشعر بالاختناق وكأن هذا الهواء لا ينفذ إلى داخلي!

مشيت ببطء في الشارع، وضعت يدي في جيبي وفضلّت أن لا أفكر بالأمر ..
وعندها تأملت الأماكن من حولي جيداً حتى لا أضيع بعيداً عن الفندق.

بدأت في التفكير في خطّة .. أنا لم أفكر في خطةٍ من قبل.
يجب أن انتقم من أمرجيز، إن هذا ما أراه أمامي فقط! ذلك الشخص الأناني الشرير لا يجب أن يكون موجوداً في هذا العالم .

ماذا سأفعل مع كاميو..؟ إنه يريد تسليمي إلى أمرجيز ولكنني لن أسمح بأن يحدث هذا أبداً!
هل سأضطر للتخلص منه؟

هل سأصبح قاتلاً في نهاية الأمر؟، لكن .. أنا أعرف نفسي في كل الأحوال. لن استطيع قتل شخصٍ بريء ..
إن وصلت إلى بانشيبرا هكذا .. سوف يعرفني الجميع!
وإذا تم القبض علي فلن أرى وجه أمرجيز إلا وهو يضحك علي بخبث والسيف يجذ رقبتي.

- تالتن!

كان ذلك الصوت ينادي ، ..
- تالتن!!!

إنه شخصٌ ينادي حقاً، أفقت فجأة من افكاري ونظرت خلفـي، كان كاميو يقف هناك يستند على أحد الجدران وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة!
رمقني بنظرة مرهقة ووقف معتدلاً ثم وجه اصبعه نحوي وقال :
- تالتن هل تظن انه بإمكانك أن تهرب مني؟

مازالت مشاعري المتضاربة تظهر على وجهـي واقترب كاميو ثم أمسك بسترتي فقلت:
- لقد سمحت لي بالهرب مرة واحدة، هل نسيت ..؟

كان متعباً وخرج صوته مبحوحاً :
- أنا لن أترك مهمتي تفشل بتلك الطريقة، ستعود معي إلى الفندق الآن. وستسافر إلى بانشيبرا مهما كلفني الأمر ..!

كان يحاول منع نفسه من السقوط، إنه متعب بحق .. ولكنه ركض تلك المسافة خلفي!

أمسكت بكتفيه وأنا أحاول اسناده وقلت باسماً:
- لقد أخبرتك بأنني لا أنوي العيش في بلامنيت لبقيّة حياتي!
----------------------------------

عدت إلى الفندق وأنا أحمل كاميو على ظهري!
ذلك الصعلوك .. !!

إنه فقط يتسبب في إرهاقي وإتلاف أعصابي طوال الوقت!!
عندما دخلت، كان الجميع يجلس بشكلٍ هاديء ويتبادلون الأحاديث بتلك اللغة الغريبة.

نظروا نحوي وتساءل ميليوس وهو يقترب :
-ما الذي حدث لسيدي؟
وضعت كاميو على الأريكـة وأجبت :
-لقد لحق بي. هذا كل شيء!

رمقني ميليوس بنظرة شك فقلت :
-ما زال مرهقاً بسبب ذلك الجرح. لكن إذا كنت تفكر بأنني ضربته فأنت مخطيء.
تغيرت ملامحه وقال وهو يحرك يديه بالنفي :
-لم أقصد هذا .. لـ ..
-لا بأس.

مرت فترة من الوقت فقال ميليوس :
-لقد اكتشفت كيف استخدم هذا! ألا تريد أن تعرف؟
كان يشير نحو الحمام. لقد كنت بحق أريد أن أعرف، كما أنني أتضور جوعـاً!

أجبت :
-بلى , اخبرني ..

توجهنا نحو الحمام وبدأ بإخباري عن اكتشافاته، وقبل أن يخرج ابتسم وقال:
-سيد جيرودا، لقد وضعت طعامك في المطبخ، ستجده هناك حسناً؟

كان يحاول التخفيف عني بطريقة ما، وتساءلت :
-لماذا تفعل ذلك ميليوس؟ ألا تكرهني أيضاً ؟
لم يستدر نحوي، ظل ينظر إلى الأمام وأجاب :
-لكن . . تبدو لي شخصاً جيداً.

خرج وأغلق خلفه الباب.

في المساء، بعد ان اخذت حماماً وتناولت الفطور المتأخر، استيقظ كاميو بشكل غريب وسار إلى الغرفة مترنحاً ثم ألقى بنفسه على السرير..

تكلمت مع ميليوس الذي كان يجلس مع رايلا وكايلر :
-ألا يجب أن يأكل كاميو شيئاً ما ..؟ سيبقى مريضاً بشكل أطول إذا لم يأكل.

كنت اتحاشى النظر إلى رايلا واشعر بأنها تفعل نفس الشيء. لم اسمع إجابة فدخلت إلى غرفتي وأنا أحمل طعام كاميو ووضعته على الطاولة
__________________
الى اللقاء