عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 02-11-2012, 01:14 PM
 
بجانب سريره ثم حركته برفق وأنا أقول :
-كاميو . عليك أن تأكل شيئاً ما.

تكلم كاميو ببطء :
-إن طبخكِ سيء حقاً .. ألا تجيدين فعل أي شيء!

يبدو بأنه مازال ساخناً فقد عاد لقول التخاريف مجدداً، تحسست درجة حرارته ولكنها كانت طبيعية.
ربما هو يحلم إذاً ..؟

قلت بصوت منخفض وكأنما اتحدث مع نفسي :
-من هي تلك التي تطبخ بشكلٍ سيء ..؟

كان كاميو يغط في النوم ولم يبدُ بأنه سيستجيب لندائي، ولذلك توجهت إلى سريري وخلدت للنوم.

في الصباح، اتستيقظت ونظرت إلى سرير كاميو.
لم يكن هنـاك .. ولذلك خرجت اتفقد الجميع وقلت :
-صباح الخير.

أجاب كايلر وميليوس:
-صباح الخير .

وقفت رايلا ودخلت إلى غرفتها .. أما أنا فقد وجهت سؤالي إلى ميليوس:
-لكن .. أين كاميو؟
-لقد خرج منذ الصباح الباكر لتفقد أمر المركبـة.

إنه مهتم حقاً بالعودة بأقصى سرعـة. جلست أمامهما وتساءلت :
-هل هو بخير ..؟
تكلم ميليوس وهو يتبادل نظرة مع كايلر:
-لا أعلـم. يبدو كالعـادة.

مرت لحظـة صمت عندها قطعها ميليوس بقوله :
-سيد جيرودا، هل يمكنني ان أسألك معروفاً ..؟
-ماذا؟

كان التردد واضحاً على وجهه ولكنه قال بعد فترة:
-إن سيدي كاميو يستمع إليك، ولذا .. إذا اخبرته بأن يتركني هنا ولا يعيدني كأسير متدرب في بانشيبرا.
نظر كايلر إليه باستغراب وقلت مذهولاً :
-يستمع إليّ ..؟
ابتسم ميليوس وحرك رأسه بالإيجاب.

شعرت برغبة في الضحـك وأنا أتذكر ذلك الصعلوك العنيد وقلت :
-إن هذا البغيض لا يستمع إلى أي شخص!!

تكلم ميليوس بإصرار:
-لكن .. لكن انت عندما أخبرته بأن يتناول طعامه فعل ذلك على الفور. وأيضاً تستطيع إيقاظه والكلام معه في الأمور الأخرى. بينما انا لا استطيع. .. في النهاية لقد اختار النوم في غرفتك.

ضحكت وقلت :
-هل تناول حقاً طعامه؟ هذا غريب!
هتف ميليوس متوسلاً :
-أرجوك سيّد جيرودا! فقط أطلب منه ذلك، سوف أكون سعيداً حقاً إن تركني أبقى هنا.

أومأت موافقاً :
-حسناً سأخبره.

ابتسم بسعادة وقال:
-شكراً جزيلاً، انت شخصٌ رائع!
لقد عاد ميليوس إلى طبيعته بسرعة معي وكأنما لا يعرف شيئاً عن تالتن ماكنزي، لذلك فقد كان كايلر يرمقة بنظرات الغضب تارة والاستغراب تارة.

خرجت رايلا من غرفتها وهي ترتدي ملابس انثوية وقالت :

-سأخرج، ميليوس أريدك أن تأتي معي وإلا سأضل الطريق!

قال ميليوس وهو يشير نحوي :
-لم لا تصطحبين السيد جيرودا، تبدوان متشابهين وكأنكما اخوة.
اشاحت رايلا بوجهها بعيداً وقالت بقرف :
-إنه لا يشبه أخي أبداً!


خرجت واغلقت خلفها الباب بعنف، وعندها قال ميليوس :
-إن شقيقها يشبهك كثيراً، لقد توفي في انفصال المكوك الرئيسي أثناء رحلة البحث عنك .. لقد كان كل شيء بالنسبة إليها.

شعرت بالحزن وتذكرت جاميان، أنا أعرف تماماً كيف هي مرارة فقدان الأخ.

تكلم ميليوس مجدداً:
-لقد كانت سعيدة عندما التقتك، اخبرتنا ذلك أنا وكايلر. كانت تقول بأنها تشعر بأن شقيقها عاد إلى الحياة، ولذلك فقد كانت صدمتها كبيرة بمعرفة انك تالتن ماكنزي.

الآن فهمت.
اسرعت خارجاً لألحق بها، سوف أخبرها بأي شيء ..
يجب أن لا أكون السبب في زيادة آلامها، وخاصّة لأنني أذكرها بشقيقها الوحيد، سوف يكون مؤلماً إذا كان الأمر عائداً علي!

كانت تسير في الشارع بخطى بطيئة واستطعت اللحاق بها بسهولـة.
مشيت بمحاذتها ولم تشعر بي لفترة ولكنها رفعت رأسها لتنظر إلي ثم توقفت عن السير وحدقت بي في ذهول.

حاولت أن أقول شيئاً، يجب أن أكون ودوداً ولكنني لم استطع قول أي شيء!

فقط .. اكتفيت بالنظر إليها.

ولم تمض ثوانٍ أخرى حتى اندفعت تركض بعيداً ولكني لحقت بها وقلت :
-رايلا، يجب أن تعرفي بأنني لست الشخص الشرير الذي تعتقدينه!

لم ترد أن تتوقف كانت تسرع وهي تقطب جبينها كأنها لا تريد سماع أي شيء مني!
أمسكت بكتفها بقوة واستطعت إيقافها!

كان الناس في الشارع يحدقون إلينا باستغراب. بالإضافة إلى هيئتنا وشكلنا الواضح بأنه من كوكبٍ آخر .. فإننا نتشاجر في الشارع أيضاً.

قلت بإصرار:
-انظري إلي!

رفعت عينيها ونظرت نحوي بعدوانية، ولكنني تابعت كلامي :
-أنا أيضاً فقدت شقيقي.. فقدت شقيقي الوحيد وأمي في ذلك الوقت ..

تلاشت تلك النظرة العدوانية بالتدريج فتابعت :
-لقد كنت فقط أحاول الدفاع عنهما عندما سرقت القلادة... لم أقصد أي شيء آخر سوى انقاذ أمي من قبضة امرجيز ..

كانت يداي ترتجفان، حاولت أن أكون قوياً ..
تماسكت كثيراً ولكن تلك الرجفة ظهرت في نبرة صوتي وأنا أقول:
-من أجل الوعد الذي قطعه جاميان للفتاة التي يحبها. كان علي فعل ذلك ..

أخرجت بطاقة إيموكيا من جيبي ووضعتها أمام عينيها ,, قلت لها بصعوبة:
-اقرأي هذا جيداً، أنا وجاميان ..

احتشدت الدموع في عيني، لم استطع ان اتماسك أكثر ولكنني أردت فقط إكمال جملتي:
-أنا وجاميان، من نفس الأم والأب، لقد أحببته أكثر من نفسي .. ولكن مع ذلك، أنا لم استطع حمايته.

فرت دمعة من عيني لم استطع إمساكها أكثر ..
لم أرفع عيني في وجه رايلا .. وتابعت :
-اتمنى من كل قلبي أن يكون بخير في مكانٍ ما.

هبت نسمة هواء باردة وسمعتها تقول بنبرة متساءلة :
-جيرودا ديوفري ..؟
التقطت مني البطاقة بيدين مترجفتين، ورفعت وجهي لأنظر إليها ولكنني فوجئت ..

بأنها تبكي.
لم استطع النظر إليها فتماسكي بدأ يضعف شيئاً فشيئاً..!

__________________
الى اللقاء