تكلمت قائلاً : -أرجوكِ بأن لا تخبري أحداً بهذا، لن يكون جيداً إذا عرف كاميو بهذا الأمر. تكلمت رايلا قائلة بصوتها الباكي : -تلك المرأة، كانت صادقة حقاً ..! أجهشت رايلا بالبكاء مجدداً فتساءلت : -ما بك رايلا..؟ عن ماذا تتحدثين؟ -تلك المرأة .. التي كانت تقول بأنها والدة تالتن وجاميان .. صعقت لما تقوله، لقد شاهدت أمي! رفعت رأسها وقالت وهي تعطيني البطاقة وتمسح دموعها: -إنها محتجزة في السجن الخاص قام الملك بتعيين جندي أسود آخر ..!، وأظهر أن موت والدتك كان كذبة حتى يظهر الجندي الأسود. لكن هذا لم يحدث .. ، صرخت وأنا لا أصدق: -هل تقصدين بأن أمي على قيد الحياة! أومأت بالإيجاب وقالت: -لقد كانت تقول لنا بأن جاميان وتالتن إخوة، وكانت تسأل طوال الوقت عنكم وما إن كنتما بخير .. لكن لم نصدقها بالطبع، واعتقدنا بأنها تفعل ذلك لكي نظن بأنها والدة جاميان ونتركها في حال سبيلها، الجميع كان يعرف بان والدة جاميان ميتـة. ارتجف جسدي وأنا أتخيل ماذا يحدث لأمي في تلك اللحـظة، إنها على قيد الحياة حقاً ..؟ تذكرت وجه روسو في ذلك اليوم عندما أخبرني بموتها، وجعلني أفقد عقلي ... كيف يعقل هذا ! شعرت بالدوار ولم استطع تذكر أي شيء، لقد أصبح عقلي مشوشاً فجـاة. سمعت صوت رايلا يتردد وكأنه قادم من مكانٍ بعيـد : -سيد جيرودا، هل انت بخيـر ..؟ حاولت البقاء صامداً وتكلمت وأنا ما أزال أحدق في الفراغ : -هل قام امرجيز بتعذيب أمـي من أجل أن أظهر ..! أصبح الدم في عروقي يفور مثل البراكين .. -اهدأ سيد جيرودا، إنها بخير .. ألا يجب أن تكون سعيداً؟؟ لم أكن أشعر بالسعادة على الإطلاق. لقد كان علي أن أصل بسرعـة، وهذا جعل هذا عقلي مشوشاً وتحطمت كل خططي إلى أشلاء! اصبحت أردد بخفوت: -أمي .. أمي .. لم أعد أسمع أي صوتٍ حولـي. جلست في مكاني وأنا احاول التقاط انفاسي المتلاحقـة، نزلت دموعي على الرغم مني .. -جيرودا ... جيرودا! كانت رايلا تهزني بعنف ... رفعت رأسي ونظرت إليها أخيراً، كان وجهها مفزوعاً ودموعها تسيل على خديها فتكلمت قائلاً: -رايلا .. -ماذا ..؟ -لقد اعطيتني أجمل هديـة بإخبارك إياي هذا الخبر عن أمي. قالت وهي تمسح دموعها : -أنا آسفـة . ساعدتني على الوقوف، كان المارة يحدقون بنا باستغراب وبعضهم توقف ليلقي نظرة .. وقفت واخذت نفساً عميقاً وأنا أحاول أن أعود إلى سابق وضعـي، شعرت ببعض الهـدوء وشعرت بالنور يملأ قلبي .. ، لأني عرفت بأنها ماتزال هناك.. على قيد الحياة في مكانٍ مـا . عدت بصمت وكانت رايلا تسير خلفي، وقبل أن نصل استدرت وقلت: -ألم تكوني تريدين التسوق لبعض الوقت ؟ نظرت إلي لثوانٍ ثم حركت عيناها بارتباك وقالت: -لكن .. أنا لم أعد أرغب بذلك الآن. نظرت إلى يديها المقبوضتان من التوتر .. ولكنني ابتسمت : -أنا بخير. يمكننا الذهاب إلى اي مكـان كانت تنظر لي بحزن، وعندها استدرت بعيداً عن الفندق وأنا أقول : -هيّا دعينا نكتشف المكان هنا .. ولكن قبل أن اتقدم خطوة أخرى شاهدت كاميو يقترب من الفندق . كان يضع يديه في جيبيه ويسير بخطوة واسعـة، يبدو بخير .. لكنني لا اتفائل بوجوده. وقبل أن يتخطاني كان قد شاهدني بالفعل .. -تالتن ..؟ حدق إلي للحظة ثم انتقلت نظراته إلى رايلا وعندها قال شيئاً بتلك اللغة الخاصّة. اجابت رايلا بصوتٍ خفيض ثم ركضت لتعود إلى الفندق ولكني أمسكت بذراعها وقلت : -إلى أين ..؟ نظرت رايلا نحو كاميو بخوف وقالت : -ولكن .. -لا تتحركي من هنا . شعرت بأن كاميو يريد قتلي في تلك اللحظـة فاستدرت وقلت : -سنكتشف المكـان .. لا يمكنك منعها من الذهاب بصحبتي . ابتسم كاميو ابتسامة ساخرة ثم تكلم : -ليس هناك وقت للاستكشاف .. في الغد ستصبح المركبـة جاهزة!
__________________
الى اللقاء |