عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 02-11-2012, 01:59 PM
 
(16)

لم أجرب مثل تلك المطاردة المخيفـة من قبل!

ليس هذا لأنني لم أجرب أن أكون مطارداً ولكنني كنت أعزلاً من السلاح، حتى سيفي لم يكن معي، واختبأت داخل غرفة صغيرة وأنا أبحث عن شيء حاد يمكنني التصدي به لهذا الوحش!

فكرت في زالين.. ربما هو الآن في حال صعب! ولكن علي إيجاد لوشيا قبل أن يحدث لها مكروه .

لقد شعرت بأن هناك شيء سيء سيحدث منذ وطئت قدماي ذلك القصر المظلم .

خرجت من الغرفة الصغيرة وانا أحمل عصا غريبة الشكل، مثل عكاز ذهبي أو شيء يشبهه!
مشيت بحذر بجانب الحائط وشاهدت الرجل الضخم يقف بمحاذاة احدى الأبواب وسمعت صوت ديالي وهي تهمس له :
- يجب ان تستدرجه .. ثم تقتله! لماذا جرحته فقط! يجب أن لا يعرف أي شخص عن الأمر ايها الأحمق!

عدت إلى الممر الضيق الذي خرجت منه وأنا أراقب الضخم وهو يعود إلى المكان الذي تركنا به زالي!
سوف يعود ليقتله بالتأكيد .. لكن ماذا عني؟!

تركته يبعد ثم لحقت به ببطء ..
راقبت بحذر .. لقد كان قوياً وضخماً لكنه يبدو غير حساس لوجودي .. فهو لم ينتبه إلى أنني اتبعه على الإطلاق ..! وصل إلى الردهـة التي كنت فيها مع زالين، كانت منيرة بعض الشيء وشاهدت شعره الطويل الذي يربطه خلف رأسه ووجهه القاسي الملامح!

دماء زالين على الأرض، تملؤ المكان .. لكنه اختفى بدون أي أثر .
توقعت أن زالين ليس بهذا الغباء فقد اختبأ بسرعة.

ولهذا عرفت بأنها فرصتي السانحـة للانقضاض، هاجمته من الخلف بالعصا وضربته بكل قوتي فاختل توازنه وسقط الخنجر الكبير من يده على الأرض وتدحرج بعيداً!
زمجر الضخم بصوتٍ عال والتفت نحوي ولكنني استدرت من الممر الآخر وقام باللحاق بي .. عدت إلى نفس المكان والتقطت الخنجر ثم اختفيت بين الممرات!

كان يصرخ مزمجراً وكأنه فقد تركيزه بالكامـل، وشعرت بان الخنجر ثقيلٌ جداً فقد كان مصنوعاً من الحجارة الحادة !

تركت العصا في مكانٍ ما، وخرجت وأنا أبحث عن الرجل الضخم الذي اختفى صوته فجأة ..
حاولت أن أسير بجانب الحائط حتى لا يتمكن من مهاجمتي! ولكن ما فكرت به قد حدث .. ! واندفع فجأة كما فعل في المرة السابقة وانقض علي من الخلف وحملني ..

كان الخنجر الملوث بدماء زالي معي! ولكنه لم يكن يعرف هذا!
القى بي على الأرض بقوة حتى شعرت بارتجاج مخي داخل رأسي، كان مؤلماً والتفت ببطء بينما اسرع لمهاجمتي فباغتته بضربة الخنجر وغرستها بقوة في بطنه..

صرخ بألم وابتعد عني ولكنني تشبثت بالخنجر فخرج في يدي!
لم يصدق ما يحدث معه وأصبح ينظر إلى دماءه بخوف ويتحرك مترنحاً!

سقط جالساً بجانب الجدار! كان بإمكاني قتله ولكنني لم استطع .. احتفظت بالخنجر في حزامي وركضت بسرعة عائداً إلى غرفة ديالي التي عرفت مكانها .

فتحت الباب بعنف ودخلت، وعندها شاهدت ديالي تجلس على كرسي وثير وهي تسدل شعرها القصير على جبهتها وترتدي ملابس النوم الحريرية.
لم تكن مندهشـة .. كانت تنظر لي بتحدٍ والابتسامة على شفتيها، فتساءلت بهدوء:
- أين هي ..؟ الأميرة لوشيا؟

اشاحت بوجهها وقالت :
- هل تقتحم غرف الفتيات في منتصف الليل بتلك الطريقة دوماً؟

علا صوتي بنفاذ صبر:
- أين هي؟!

عادت تنظر لي بنظراتٍ قاسية وقالت :
- في غرفتها!
- وأين هي غرفتها؟

لم تجبني وتثاءبت ثم قالت :
- ما هذا .. يمكنني محاكمتك على تلك الطريقة التي دخلت بها إلى غرفتي!

غلى الدم في عروقي وقادتني خطواتي إليها ثم أمسكت بيدها لأجبرها على الوقوف وأخرجت الخنجر وألصقت طرفه على رقبتها وأنا أحاول أن لا أصرخ في أذنيها:
- لا تجعليني أفقد أعصابي حتى لا أقتلك!

نظرت لي بنظرة باهتـة . لم أعرف معناها، ثم سمعت شخصاً ما يدخل إلى غرفتي، كانوا بعض الوصيفات والأميرة لوشيا التي صرخت :
- تاري! ماذا تفعل أيها المجنون!

اقتربت لوشيا بسرعة وجذبت ذراعي نحوها لكي تبعد السكين عن ديالي.
اطمئننت قليلاً عندما شاهدت لوشيا بخير!

لن أسمح لمهمتي أياً كان بان تفشل بسبب فتاة مهووسـة. قلت بهدوء وأنا أراقب ديالي التي وقفت مكانها وهي تحدق بصمت:
- هيا بنا .. سأعود بك إلى قصرك!

تركت لوشيا ذراعي وصاحت وهي تنظر إلى الخنجر:
- أنا لن أذهب مع شخصٍ مثلك! ماكل هذه الدماء .. ماذا فعلت؟!

بهدوء كانت الوصيفات تصنع دائرة حولي أنا ولوشيا، ابعدت ناظري عن لوشيا ونظرت إليهن باستغراب.. لم يكن هذا طبيعياً بأي حـال!

جميع الفتيات كان يخبئن السكاكين والخناجر بين ثيابهن .. ولكن!

إنهن بشكلٍ ما، مقاتلات!

انقضضن فجأة بدون ترك أي ثغرة وحاولت حماية لوشيا التي بدأت في صراخ مزعج .. بدأت الخناجر التي يمسكن بها تتطاير وتمزق جسدي الواحدة بعد الأخرى!

لم أستطع فعل شيء بسبب عددهن، محاولتي لحماية لوشيا التي تضربني هي الأخرى بشكلٍ غير متوقع ..

بدأت بضرب الفتيات اللاتي يقتربن بالخنجر الضخم الذي معي، بدأت بصد ضربات السكاكين المتطايرة! شعرت بالحنق ولهذا ضربتهن بعنف لا يحتمله الرجال..

سقطت الفتيات التسعة واحدة تلو الأخرى مغشيا عليهم ..
كنت متضايقاً بشدة .. وعندما استدرت إلى لوشيا كانت ديالي قد طعنتها برمح طويل في جانبها الأيمن!

نظرت لي لوشيا والدموع تملؤ عينيها! ثم فقدت الوعي!

نزعت ديالي الرمح بقوة من جسد لوشيا ووجهته نحوي . كانت مثل النمرة المتوحشـة!

__________________
الى اللقاء