عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 02-11-2012, 02:03 PM
 
عدت إلى هجومي القوي وانتبهت على اسلوب ذاك الفتى ذو العيون الحمراء، إنه فقط يحاول اصابتي بأي طريقة في مكان حساس، وليس هزيمتي وحسب..

بدأت اشحن طاقتي مجدداً وهاجمته بقوة وجعلت سيفه يطير بعيداً! الجميع توقف عن الهتاف. حالة صمت غريبة سيطرت على المكان ونظر المحاربون الذين يحملون الاسلحة إلى بعضهم وهم يتساءلون عن شيء ما لم اسمعه .

هل انتصرت الآن أم ماذا؟!

المبارز ذو العينين الحمراوين هاجمني بهراوة ألقاها علي من بعيد ، عاد الهتاف من جديد. يبدو أن تلك المبارزة لن تنتهي، وعندها قال أحد الرجال الذين يحوطون ساحة المبارزة :
-اقتله إذا أردت ان تنتصر. الفائز هو القاتل.

ثم أشار نحو "شيل" .
قاتل ومقتول؟

تركت مكان المبارزة واسرعت نحو شيل ..
حاول أحدهم منعي ولكني ضربته في فكه واسقطته، تحسست صدر شيل وأنا اتساءل هل مات حقاً؟
كان جسده مليئاًَ بالجروح ولدغات الافاعي!!

حركته بقوة وصحت :
-شيل! استيقظ .. اجبني ..

بدأ المحاربون بمهاجمتي، الكل يضربني بعنف، دافعت عن نفسي وعن شيل، حاول أحدهم ضربي بالسلاح ولكني طعنته بالسيف، بدأت اضربهم بعيداً والمشجعون يصرخون!

بدأ احد المجانين في اطلاق الرصاص الحي عليى الجميع بهدف اصابتي .. اصبح الكل يهرب من حلبـة المبارزة ، المحاربين والمشجعين، الجميع يتخبط ويسرع بخوف وسقط الكثير من المصابين!

تحول المكان إلى فوضى عارمة وحملت شيل على ظهري وانا أبحث عن أي منفذٍ للخروج وسط الحشود ..

انفتحت بوابة كبيرة معلنة عن نهاية النفق، خرج الجميع يركضون وانتظرت حتى انتهت الجموع من الفرار، ومشيت ببطء إلى الخارج.. هل هناك أي خدعة أخرى؟
هذا الضوء هو ضوء الشمس، امسكت شيل بقوة وانا أشعر ان جسدي سينهار من الاصابات ، خرجت ببطء وعندها شاهدت روسـو يقف أمامي واصابته دهشة عارمة عندما رأى وجهي!!

-أنت!

اقترب بعض المسعفون وحملوا شيل إلى العناية الطبية .
تساءل روسو :
-ما الذي فعلته بالداخل؟ لقد افسدت مرحلة الاختبار الأخيرة .!

حدقت إلى وجهه بثبات وقلت:
-انه سباقٌ سخيف لامعنى له !
-سخيف!

الكثير من الضباط قيدوني واصطحبوني إلى القصر، وقفت أمام امرجيز الذي كان يجلس وهو يحدق إلي متفحصاً وعلى وجهه انطباعاً مستاءاً .
رأيت كاميو أيضاً الذي كان ينظر لي بهدوء .

أنا أيضاً كنت متألماً ومستاءاً . لماذا يسحبونني بتلك الطريقة وكأنني أحد المجرمين؟! ليس لهم الحق لتقييد يدي!
تكلم أمرجيز :
-لا أصدق بأنك فعلت هذا! كيف تفسد المسابقة وكيف تصل بتلك السرعـة؟ وأيضاً تحمل أحد المتسابقين!

صرخ بغضب:
-كيف تساعد أحد المتسابقين على اجتياز الاختبار؟!

زفرت بضيق وتكلمت قائلاً:
-لو كنت أعرف ان من قوانين الاختبار أنه سينجو شخص واحد فقط ويموت الباقون لم أكن لأتعب نفسي من البداية!

لمعت عينا امرجيز بالشر وقف وهو يهتف بصوتٍ عال :
-انها الطريقة التي يسير بها الأمر!

التقت عيني بعيني كاميو الذي بدا متضايقاً بعض الشيء، وعندها تكلم امرجيز مجدداً:
-اتركوه ، فقط عد إلى منزلك الآن.

تكلم كاميو بشكلٍ مفاجئ:
-لكنه يحتاج إلى العناية الطبية .

صمت امرجيز ولم يقل شيئاً وأمسك كاميو بذراعي الذي فكت قيودها للتو وخرجنا معاً من المكان، نظر كاميو لوجهي وقال:
-لا تبدو بخير جيرودا.

شعرت بأن صورته مشوشة في عيني وصوته بعيداً ولكني تكلمت قائلاً :
-جيرودا؟
ابتسم كاميو ابتسامة غريبة أراها للمرة الأولى ، وقال:
-بشكل ما ، قمت بعمل رائع اليوم .

تأكدت من أنني أهذي ، أو أحلم أو انني لا أرى ولا اسمع جيداً . فهذا الشخص الذي يبتسم الآن لم يكن كاميو الذي اعرفه .

__________________



مراسبوع هاديء، عدت إلى المنزل مع ريوري التي كانت تتعافي بشكلٍ رائع ..
ايضاً أصبحت تفهم وتقول بعض الكلمات وكانت ترددها بفرحة عندما أفهم أحداها ،، سمعت صوت طرق على باب المنزل وعندما فتحت كان هناك ثلاثة ضباط ملكيون ..

بدأ أحدهم مخاطبتي بتهذيب، وسلم لي مظروفاً واقترب ضابط آخر وسلم لي علبـة كبيرة . ثم انصرفوا.

تساءلت عن هذا .. هل تم طردي من الجيش؟!
فتحت المظروف وصدمت لما رأيته، لم أصدق ما تراه عيني!! فتحت العلبـة وإذ بي أجد ذلك الزي ، الذي لطالما ارتداه جاميان .
الأبيض المظرز بالنقوش الذهبية والسوداء ، هل هذا يعني أن ما ذكر في المظروف بتأهلي للقب الجندي الأبيض هو حقيقة..؟ أم خيال ..؟

اقتربت ريوري وجذبت طرف قميصي وهي تنظر متسائلة، وعندها صرخت بفرحة وحملتها وانا أقول:
- .. لقد فزت ، فزت .. يا ريوري ..
كنت اسمع صوت ضحكاتها الجميلـة، فأجلستها على الطاولة وتساءلت :
- أليس هذا رائعاً؟!
- رائع! رائع!

أصبحت ريوري تردد الكلمة وهي تضحك .
لقد أصبحت حياتي رائعة منذ أصبحت ريوري معي ، اصطحبتها إلى مدرستها وتوجهت إلى عملي مع الزي الجديد.

في الحقيقة كان الاحتفاء بي رائعاً، لكن منذ اللحظة التي عرفت فيها بأنني أصبحت الجندي الأبيض، تلاشت فرحتي بسرعة واصبحت أفكر أكثر في المستقبل .

اريد حماية أمي، وكذلك ريوري . لا أريد لأي شخص أن يتأذى.

فكرت في امرجيز ، انني فقط افكر في قتله والانتقام منه . أريد ابعاده بعيداً حيث لا يؤذي أي شخصٍ آخر .
لكن ماذا عن لوشيا؟
كيف ستعرف ذلك؟

سوف اتسبب بأذية مشاعرها ان قمت بإيذاء امرجيز .. فأنا لا أستطيع اخبارها بالحقيقة أبداً.
هل أصبحت إذا من إحدى مسؤولياتي لكي أحميها من أذى امرجيز اللعين؟؟

- تبدو مستغرقاً في التفكير!

نظرت أمامي وعندها شاهدت كاميو الذي كان يمسك بكأس مملؤة بالعصير، كان يحدق لي بعينين ثاقبتين وتابع كلامه بهدوء :
- لقد طلبت من السيد روسو تعيينك علـى قسم السجون، انه مكان صعب ومعقد للسيطرة .. ولكنك ترغب بذلك صحيح؟

أجبت على الفور:
- أجل، هذا جيّد بالنسبـة لي .

ابتسم كاميو ابتسامة ساخرة ووضع الكأس على الطاولة ببطء ثم تمتم :
- وبعدها سنرى ماذا ستفعـل ..!

صعقت لأن كاميو عاد إلى طبيعته، أو ربما .. في ذلك اليوم عندما خرجت من الاختبار .. لم يكن على طبيعته !
اقتربت احدى الوصيفات وتمتمت :
- سيدي تاري، هل يمكنك ان تأتِ معي لبعض الوقت؟

عرفت تلك الفتاة على الفور .. إنها وصيفة الأميرة لوشيا، فقد رأيتها مسبقاً .

توجهت إلى غرفة واسعة حيث رأيتها تجلس هناك مبتسمة، كان وجهها شاحباً ونحيلاً جداً ..
ذلك البريق في عينيها لم يعد موجوداً، وايضاً اصبح كلامها قليلاً وأكثر هدوءاً من السابق.

قمت بتحيتها فأجابت وقالت:
- أنا سعيدة لأنك نجحت، لقد راهنت عليـك بأثمن شيء لدي ولذلك لم أخسره .
تمتمت باستغراب:
- اثمن شيء؟

ابتسمت ولم تتكلم أكثر عن الأمر، فقط قامت بدعوتي إلى الجلوس على الأريكة المقابلة لها وقالت:
- سمعت انك وزالين في تحسن، لكن أنا لم أقابل زالين سوى مرة واحدة كيف أصبح الآن .؟

__________________
الى اللقاء