عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 02-11-2012, 02:09 PM
 
نظر روسّو نحوي ثم قال:
- عرفت بأنك جيرودا منذ اللحظة الأولى. ملامح وجهك وصوتك لم يتغيرا.

تكلمت بهدوء :
- لا أريد شيئاً، فقط انقاذ أمي، وعندها سأرحل للأبد.
- أين شقيقك؟

أجبت بتوتر :
- إنه في كوكب الأرض الآن . ينتظر عودتي .
نظر لي روسو باستغراب وتساءل:
- هل هو بخير؟ من المستحيل أن يتركك جاميان في هذا الموقف لوحدك .

كان كاميو يحدق لي بذهول! وقاطع حوارنا متساءلاً :
- هل أنت شقيق جاميان؟!
لم أجبه، اكتفيت بالصمت ولم أنظر حتى لوجهه، وعندها تكلم روسو:
- إنهما شقيقان. لكن الشيء الذي لا تعلمه بأنهما مشتركان معاً في سرقة ايموكيا وتهريب الفتاة لندا إلى الأرض .
- ماذا.؟

توقف كاميو عن الحديث واستند على الحائط بظهره وهو يحدق إلى الفراغ أمامه والصدمة بادية على وجهه. نظرت إلى روسو وقلت:
- سيدي روسو، أنا لا أطلب مساعدتك، فقط .. لا تلقِ القبض علي!
سألني روسو:
- هل تعرف بأن والدتك ستعدم بعد يومين بقرارٍ ملكي..؟
- أجل .
- لقد قمت بعمل جيدٍ إذاً ، لكنها ستخرج الليلة بصحبتي وسآخذها إلى مخبأ جاميان.

اكتفيت بالصمت وعندها قال روسو :
- هل تذكر سبيرسو؟ إنه لم يرد أن يشهد على جاميان. ولكن عندما رأى الشائعات تحوم حولك، قام بقول انك السبب في انفجار هينوا .

الآن فهمت كيف أصبحت السبب الرئيسي في كل شيء، تكلمت قائلاً:
- واين هو سبيرسو الآن؟
- في نفس المكان، يعمل نفس العمل.
- هل تعني بأن هينوا مستعدة للإنطلاق؟

ايتسم روسو ابتسامة خافتة وقال:
- نعم .

ثم انصرف وتركنا خلفه .

كان كاميو مازال يحدق مصدوماً ولهذا تكلمت وأنا أمسك بذراعه :
- هيه! كاميو .. أنا آسف لأنني لم أخبرك بهذا .
قام كاميو بالتحرك فجأة وضربني بقبضة يده في وجهي بقوة فأسقطني أرضاً، نظرت إلى وجهه بصعوبة فصرخ:
- أنت لا تستحق ثقتي على الإطلاق! حتى ذلك الشيء المهم لم تخبرني به منذ البداية ... لماذا!!

حاول الانصراف فوقفت وتشبثت بذراعه وأنا أقول :


وهل أخبرتني بأي شيء عنك! أنت أيضاً عاملتني بغموض ونعتتني بالكاذب والمزور طوال الوقت .. لكن أتعلم شيئاً؟ أنا أعتبرك صديقي ..

انتزع كاميو ذراعه بعنف وانصرف .

لم ألحق به. لقد انتهى كل شيء الآن، لقد اكتشف أمري من قبل روسو وكاميو ومن السهل انتشار الأمر ..
عدت إلى المنزل بسرعة وأنا أفكر في الخطـة ..
علي الهروب بأمي من مخبأ جاميان .. إن هذا ليس بالأمر السهل، بدون أن تتأذى صغيرتاي ..
نظرت إليهما وهما تلعبان معاً وتضحكان ببرآءة، أيضاً. لوشيا في موقف صعب وزالين أيضاً .

كل هؤلاء الأشخاص بحاجة لي. لهذا علي أن أرتب لأن يبقوا بأمان في المقدمـة، ثم أنفذ ما أريده لاحقاً.
ربما أموت وأنا أساعد والدتي على الهرب إلى تيمالاسيا.

لهذا علي أن اطمئن بأن الجميع سيكون بخير .
فتحت درج مكتبي وأخرجت العقار .
تلك الأبر التي حصلت عليها من بلامنيت، وحالما احقن بها نفسي، سأعود إلى جيرودا.
يعود لون عيني حالك السواد ويتغير شعري إلى الأحمر المموج مجدداً.

حقنت نفسي ببطء الواحدة تلو الأخرى .. وتبلورت الخطة في رأسي تماماً .
أنا لن أترك امرجيز يعيث في الأرض فساداً لأنه لا يستحق تلك الحياة.. ولكن قبل أن يموت .. يجب ان يرى وجهي ويعرف هويتي جيداً ...

حالما انتهيت، شعرت بالدوار، وسقطت فوق مكتبي .



-------------------------------

استيقظت على رنين جهازي .
قمت مفزوعاً ونظرت إلى التنبيه ولكن عيناي كانت مشوشتان وعندما حاولت الوقوف بشكلٍ مفاجئ سقطت على الأرض ..

هدأت لدقائق وبدأ بصري يتضح شيئاً فشيئاً .
وقفت ببطء وامسكت بجهاز التنبيه فوجدت نادءاً من زالي لكي أتوجه إلى المشفى .. أظلم النهار وهذا يعني أنه مر الكثير من الوقت ..
ارتديت ملابسي ونظرت إلى نفسي في المرآة، لقد عاد جيرودا الاسود بلمعة عينيه المليئة بالإصرار وشعره الأحمر المموج القصير.

كنت راضٍ عن نفسي تمام الرضا، وعندما خرجت بدأت المربية في الصراخ فتكلمت قائلاً بهدوء :
- يمكنك اسداء خدمة أخيرة لي، وسوف أجعلك تذهبين .
هدأت المربية بعد أن سمعت صوتي وربما ظنت بأنه نوعٌ من التنكر .

نظرت لي رونا بخوف ولكن ريوري كانت تبتسم بهدوء، اقتربت من رونا وقلت :
- هل تعرفين من أنا؟
سألتني بتردد والبرآءة تفيض من عينها :
- أنت .. أبي؟
- أجل.

اقتربت ريوري وقالت :
- إنه أبي بشعر جديد .

ابتسمت وقلت :
- الآن سنذهب في نزهـة . يجب ان تستعدوا .

أخذتهم جميعاً إلى القبـة الخاصة بي أنا وجاميان.
تركت معهم المربية وأخبرتها بأنني سأعود بعد فترة قصيرة .

توجهت على الفور إلى القصر، عندما دخلت .. كان الجميع ينظر لي بتوتر واستغراب شديدين .. واستقبلني زالين وهو ينظر لي بقلق فتساءلت :
- هل صحة الأميرة بخير.؟

حدق بوجهي لدقائق طويلة وهو عاجزٌ عن الكلام . وعندها تساءل بخفوت:
- هل انتهى كل شيء؟
- لم ينتهي بعد، لكنها بداية النهاية ..

استعاد زالين توزانه بسرعة وقال :
- الأميرة بخير.
- هل هناك شيء مريبٌ إذاً؟
- أنا لم اسمح لأي شخصٍ بالدخول .. لكنها أفاقت و ... كانت تريد الحديث إليك .

__________________
الى اللقاء