كيف يمكنني مقابلتها الآن بهذا الشكل؟
نظرت إلى زالين وقلت :
- سوف يزيد هذا من سوء وضعها، لا يمكنني الحديث معها بشكل تالتن ماكنزي.
عاد زالين للتساؤل وهو يتأملني كثيراً :
- أتعلم .. لم أظن بأنه أنت حقاً ، لكن .. لماذا ظهرت بشكلٍ علني؟
ابتسمت وأنا أقول:
- أريد إثارة أمرجيز لأتمكن منه، إنه الحل الوحيد ..!
- ووالدتك ...؟
- إنها بأمان حتى وقتٍ معين.
دخل زالين إلى لوشيا وبقيت في الخارج،أترقب ما سيحدث .
بعد برهة من الوقت خرج زالي ونظر لي بضيق وهو يقول :
- لقد سمعت صوتك ، وهي مصرة على رؤيتك ..
- ألم تجد أي عذر ..؟
- لا!
فكرت طويلاً، ثم قلت بصوتٍ خفيض:
- أخبرها بأنني انصرفت .
جلست على الكرسي المقابل لغرفة لوشيا ولكنني فوجئت بها تظهر من خلف زالين. استدار زالين وحاول التغطية وهو يقول :
- سيدتي ، لا يمكنك الحراك! هذا ..
نظرت لوشيا إلى وجهي وابعدت ذراع زالين .
اقتربت مني وتجاهلتها وانا ابتلع لعابي بصعوبة، كانت شاحبة الوجه ولكنها تسير بشكلٍ ثابت .
حدقت بوجهي طويلاً ثم قالت وعيناها تترقرق بالدموع :
- لم أظن أبداً بأن ذلك الشخص الرائع كان .. أنت .
لقد عرفتني ببساطـة. وقفت في مواجهتها وقلت :
- أنا آسف.
تساءلت بخفوت :
- لماذا فعلت ذلك؟
- لا أريد لأمرجيز أن يعذب أمي أكثر من ذلك، ولا أي شخصٍ آخر .. حان الوقت لإيقاف أفعاله الدنيئة.
نظرت إلى زالين وقلت :
- يجب أن تجعل الأميرة ترتاح جيداً، الآن لن يطاردكما أي شخص .. لأن أمرجيز سيبدأ بتوجيه اهتمامه نحوي فقط .
أمسك زالي بكتفي الأميرة واقتادها إلى الداخل .. فسارت معه بهدوء .
وكما توقعت تماماً، لم يمر الكثير من الوقت حتى وصل كاميو بصحبة عشرات الجنود ورفع سيفه في وجهي وهو يقول :
- انت مقبوض عليك بتهمة الخيانة وانتحال الشخصيـّة المزيفة، تالتن ماكنزي .
نظرت إلى كاميو بعناد ووضعت يدي على غمد سيفي . وهكذا سارع كاميو بالقول :
- لا تفكر في القتال وإلا ستلقى حتفك !
سحبت سيفي من غمده وأصدر صوت الاحتكاك الذي يحبه قلبي واستعد الجنود الآخرين لمواجهتي،، وعندها قال كاميو مجدداً:
- أنا أحذرك للمرة الأخيـرة ..!
اطلقت لسيفي العنان وبدأ الجميع بمهاجمتي دفعة واحدة، تراجعت بظهري في ممر ضيق حتى أقلص عدد مهاجميني ..
الشخص الوحيد الذي وقف مكانه كان كاميو!
كان مشهراً سيفه في نفس الوضعية وينظر أمامه بحيرة وكأنه توقع استسلامي بسهولة .
ولكن هؤلاء الجنود كانو ماهرون ومندفعون وكثيرو العدد ..
وحصلت على أول إصابة لي في كتفي ولكنني لم أبالي بهذا، فسبق أن تعرضت لأشد من هذا الموقف عندما دافعت عن لندا وعندما اخذت ايموكيا من مكانها حيث عشرات الحراس المتمرسين .
بسبب ماتعرضت له في اختبار التأهيل وما قبله في قصر ديالي .. أصبح جسدي ضعيفاً ولكنني لن أستسلم مهما حدث ..
تخلصت منهم بسرعة وركضت في الممر وقدمي اليسرى لا تكاد تحملني ، وأصبحت في النهاية بطيئاً يسير على قدمٍ واحدة بصعوبة ..
عندما وصلت إلى الردهة مجدداً كان كاميو ينظر لي بوجه خالٍ من التعابير!
تركته واسرعت إلى جناح أمرجيز ..
لم يلحق بي، كان مستسلماً جداً .
قبل أن أصل إلى باب غرفته، كانت صورة جاميان معلقة على الجدار .. رفعت سيفي إلى الصورة وعاهدت جاميان بأنني سأنتصر .. وسأحمي كل شخصٍ يهمني أمره .
ضربت الباب برجلي فانفتح بعنف، وعندها رأيت امرجيز يجلس على أريكة ضخمة وينظر لي باندهاش عارم!
اقتربت منه ببطء ..
كان من الغريب أن لا أجد أي حراس حوله أو بجانبه ..! وشعرت بأن في الأمر خدعة ما ..
لكن نظرة الذهول لم تفارق محيّاه وقال بصوتٍ مهزوز:
- لقد كان تنكرك متقناً أيها الخائن الأسود ..!
نظرت حولي نظرة خاطفة .. لم يظهر أي شخص!
وقف امرجيز وتساءل بصوتٍ عال:
- هل قضيت على حارسي!؟
قبل أن أتحدث نظر امرجيز خلفي بارتياح وأنا اسمع خطواتٍ تقترب. القيت نظرة وعندها فوجئت بكاميو الذي بدأ بمهاجمتي على الفور ..!
اصطكت سيوفنا ببعضها، وبدأنا قتالاً جديداً .. كان كاميو يصرخ بعناد وحاول إصابتي في رقبتي وصدري!
إنه يدافع عن امرجيز بإصرار لا مثيل له!
لكن أنا لا أستطيع قتله .. أنا حقاً .. أحبه .. أحب كاميو كثيراً ولا أريد إيذاءه .. تألم قلبي الآن لأنه يحاول إيذائي .. بل قتلي من أجل رجلٍ خبيث أصبح يعرف حقيقته ..!
__________________
الى اللقاء |