بكتِ المدامعُ والفؤادُ عليلُ
والليلُ إذْ عزَّ المنامُ طويلُ
والفجرُ أعياهُ الظلامُ فلم يزلْ
ما مالَ نجمٌ في السماءِ يميلُ
وتشعبتْ مُقَلي فنصفُ مدامعي
شجنٌ ونصفُ للدعا ترتيلُ
حُييتَ ياقبراً يلوحُ لزائرٍ
بندى الصباحِ تُرابُهُ مَبلولُ
أبتاهُ أرثي كيفَ لا وحياتُهُ
عِبَرٌ ومنهاجٌ لنا وفصولٌ
أبتاه أبكي والعطاء رداؤهُ
ماانفكَّ عنهُ وما لَهُ تحويلُ
غَرَسََ الفضيلةَ في بنيهِ فأينعتْ
زرعاً يساميهِ العلو نخيلُ
ومضى يوجهنا لأسمى غايةٍ
تقوى الإلهِ وكيف يُبنى جيلُ
تبكي ليالٍ باتها متهجداً
ودموعهُ فوقَ الخدودِ تسيلُ
من خشيةِ الرحمنِ أيقظَ أهلَهُ
لينالهم منهُ الرضا المأمولُ
قوموا فصلُّوا بالظلامِ وسبِّحوا
فالليلُ للرحمنِ فيهِ نُزولُ
أو مصحف ما كان يهجر آيهُ
كلا ولم يك للصدود سبيل
بلْ كانَ يتلوها بُعَيدَ تهجد
وقُبيلَ أنْ يُخفى النهارَ أفولُ
أبتاهُ طوقنا الأسى لكنَّهُ
أمرُ الإلهِ فما لهُ تبديلُ
ولسوفَ نرضى بالقضاءِ فإنَّهُ
يُرجى بِهِ عندَ الرحيمِ قُبولُ
إنْ كنتَ قدْ أدمنتَ تلبيةَ
النِداء فلقد دعاكَ إلى اللقاءِ جليلُ
أو كنتَ أدمنتَ العطاءَ فأجْرُهُ
عندَ الكريمِ مُضاعفٌ وجزيلُ
أدعوكَ ربِّي أنْ تَمُنَّ بِرحمَةٍ
ما لاحَ من بينِ النجومِ سُهيلُ
تغشى الحبيبَ وآوِهِ في جنَّةٍ
فيها النعيمُ وعيشُها موصولُ
واكتبْ لنا فيها اللقاءَ ومن يفزْ
برضاكَ في خيرِ الجنانِ يؤولُ
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |