رُوي في الأثر؛ عن جابر بن أبي طلحة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ مسلم ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته) [رواه أبو داود].
والنصوص في ذلك كثيرة في الكتاب والسنة...
وانطلاقا من القيام بهذا الواجب من الرد عن عرض أهل سنام الإسلام كانت كتابة هذا البيان:
ولقد ظهر وشاع بين الناس أن بعض المنتسبين لأهل العلم قام بتجريم المجاهدين...
فمنهم من نفى الأجر عنهم...
ومنهم من نفى القبول عنهم...
ومنهم من أثّمهم...
ومنهم من نفى عن قتلاهم الشهادة...
ومنهم من عدهم من الخوارج...
ومنهم من قال إنهم أهل عجلة وغلو...
ومنهم من خطّأهم...
ومنهم من شكك في نياتهم...
ومنهم من نفى عنهم العلم والرجوع إلى العلماء...
ومنهم من يقسم على إثم من ذهب إليهم...
ومنهم من يقول بأنهم افتاتوا على الأمة...
ومنهم من فرق بين جبهات المجاهدين فيدعم جبهة دون جبهة لحاجة في نفوسهم!
ومنهم من احتقر بذلهم لأرواحهم وطلبهم للشهادة فشبههم بمن ألقى نفسه في أتون نار تلظى حتى ولو كان سيذهب شهيدا!
ألآ يخشى أولئك النفر أن ينتقم الله منهم لأوليائه وأنصار دينه؟ ألآ يخشى أولئك من دعوة مظلوم من المجاهدين حينما تنكسر قلوبهم إذا سمعوا تلك الأقاويل الظالمة الجائرة؟ فقد جاء في الصحيحين من حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب).
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن دعوة المجاهد مستجابة كما جاءت في ذلك الآثار.
ألآ يستحي أولئك أن يجرحوا شعور إخوانهم الذين باعوا أرواحهم لله؟! أما يخشون أن تزيغ قلوبهم أو تسوء خاتمتهم؟! قال تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى؛ من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) [رواه البخاري].
ألا يستحون إذ لم يساعدوهم أن يكفوا ألسنتهم عنهم! أين التناصر بين المسلمين؟ أين التعاون على البر والتقوى؟
وبدلا من أن تساعدوهم وتسعوا في فك أسراهم؛ اتهمتموهم بالعنف والإرهاب! وبأنهم أضاعوا مكاسب الدعوة وجرّوا الأمة إلى صراع غير متكافئ!
وهل أعراض المجاهدين ألعوبة لمن شاء يجعل الخوض فيهم قربانا يتقرب به إلى أهل الباطل ويزايد عليهم ويقتات من نهش لحومهم؟!
وجعلوا ذمهم سلما لمقاصد فاسدة!
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |