عندما تصبح يوما فتجد حياتك سوداء مظلمة
لا يوجد حولك من يواسيك محنتك
تتجمد اللحظات و تتجمد معها أنفاسك
تجد نفسك تعيش وحدة قارصة فتهرع إلى رفيق الصبا رفيق درب الهدى أنت تعلم يقينا بأنه دائما في انتظارك و أنه أحلى ما في حياتك و أحب إليك من أهلك و مالك فتهرول إليه ليرفع عنك كل ما يثقل كاهلك و تتوسد صدره تبكي حالك دون خجل فهو نفسك و أقرب إليك من روحك لكنك تجده تخلى عنك كما تخلت عنك الدنيا بأسرها أعرض عنك و هو أحب الناس إليك على هذه الأرض الواسعة فتناشده بالله أن يبقى ليلة واحدة لحظة واحدة هو من يضئ حياتك و يرسم البسمة على ثغرك رغم ابتلائك فلا يرحم عويل قلبك و أنين دمعك لا يرحم ضعفك فيولي مدبرا غير مكترث لعهد الأخوة حتى هو خيب ظنك و رد رجاءك فتضيق عليك الدنيا بما رحبت و تزداد عتمة الليالي و تبيت هائما على وجهك تشكو حالك قسوة لياليك و غدر أحبابك فتجد دنياك بغير نهار و تنظر فترى عينك قد تقرحت من كثرة هطول عبراتك لا رويدك قف و كفاك حزنا و كفاك ندبا و كفاك عويلا ألم تدرك لم ابتلاك ربك هذا الابتلاء !!!؟ ألم تعي معنى هذه الرسالة الربانية !!؟؟ أنه يريدك أن لا تشتكي إلا إليه و لا تحب إلا إياه و لا تناجي سواه و لا تلجأ إلا إليه و لا تنطرح على باب العباد طالبا العون و العزاء بل تخر ساجدا طارقا بابه باب الرجاء هو يريدك أن تعلم أنك مهما اتخذت خلانا فهو خير و أبقى و أوفى لك هو يريدك أن تتعلم أن لا ملجأ منه إلا إليه و لا مفر منه إلا إليه فهو الوحيد الذي لن يتخلى عنك و إن تخلت عنك الدنيا بأسرها هو الوحيد الذي ينتظرك رغم طول هجرانك و رغم كثرة ذنوبك هو الذي شركَ إليه صاعد و خيره إليكَ نازل هو الله أرحم الراحمين جابر المنكسرين و ناصر المظلومين هو أرحم بك من أمك هو القريب هو أقرب إليك من حبل الوريد فلماذا تطرق باب من لا يضر و لا ينفع و لا تطرق بابه لا تشتكي إلى مخلوق و اشتكى إلى حبيبك الذي لن يرد يديك صفرا خائبتين اشتكي إلى من يسمع أنينك و الناس رقود و يرى دموعك و الناس عنك غافلين و يسمع شكواك و من حولك لاهين لا تحزن فالله معك باق لن يتركك