أشرقت شمس يوم جديد لتتخذ تلك الفرقة الموسيقية من غصون الأشجار مسرحا لها و تبدأ بإطلاق ألحان لا مثيل لها ,, و تستيقظ تلك الملاك النائم بسبب مداعبة أشعة الشمس الذهبية لجفنيها و تقوم من فوق السرير بتكاسل و تتوجه إلى الحمام و تأخذ حماما دافئا يعيد لها حيويتها و نشاطها المعهودين و لا يزال بالها شاردا في ذاك الكابوس الذي راودها البارحة حركة رأسها نافضة عنها كل هذا و دخلت الحمام ,, و لم تلبث فيه سوى دقائق معدودة لتخرج و قد لفت جسدها بمنشفة بيضاء كبيرة الحجم ثم توجهت إلى خزانة ملابسها و قامت بالتقليب بين الثياب ليقع ناظراها على احدها فتدخل المكان المخصص لتغيير ثيابها و لم تبقى فيه كثير حتى خرجت مرتدية
سروال جينز أزرق داكن يفصل جسدها الممشوق عليه بلوز بلا أكمام حمراء اللون بأزرار بيضاء و قد تركت أول أربعة أزرار مفتوحة و حذاء باللون الأحمر كذالك ذو كعب عالي نسبيا ثم جلست إلى مرآتها و قامت بتصفيف شعرها و جعلته منسدلا على ظهرها و رفعت جزءا من قصتها بمشبك صغير باللون الأحمر يتمشى مع بلوزها ثم وضعت لونا خفيفا على شفتيها
و أخيرا ألقت آخر نظراتها على المرآة لتتأكد من مظهرها ثم حملت حقيبتها بلونها الأسود القاتم و وضعت بها كتبها و ما تحتاجه و أخذت هاتفها المحمول من على مكتبها و خرجت من الغرفة تتمشى بين الممرات و هي شاردة الذهن تتمتم بكلمات غير مفهومة
...... / من هو ؟ لماذا ؟ ماذا يريد ؟ هل سيتحقق هذا ؟ ... آه لا أريد حتى التفكير في الأمر
حركت رأسها يمينا و يسارا بسرعة هازة عنها كل هذه الأفكار المشتتة في رأسها لتطلق تنهيدة صغيرة و هي تنزل الدرج لتتوقف فجأة عند سماعها لأحدهم يقول
..... باحترام / صباح الخير آنسة ريلينا ,, الفطور جاهز
التفتت الأخيرة الى صاحبة الصوت بابتسامة ثم قالت
ريلينا / صباح الخير جاكلين ,, أين هي أمي ؟؟
جاكلين بابتسامة / السيدة جيسيكا ,, أنهت فطورها و خرجت إلى عملها ,, إنها نشيطة هذه الأيام
حركت ريلينا رأسها علامة على الموافقة ثم سارت متوجهة نحو غرفة الطعام و جلست بهدوء على أحد الكراسي و تناولت قهوتها بسرعة ثم وقفت متوجهة نحو باب الخروج ثم تمسك بهاتفها لترى الساعة فإذا بها السابعة و ربع [ 07:15 ] ابتسمت قائلة
ريلينا بفرح / لا يزال أمامي ساعة كاملة على بداية الدوام المدرسي ,,
اتسعت ابتسامتها لتواصل كلامها
ريلينا بابتسامة كبيرة / سأستغله لأتسوق قليلا
ثم أعادت هاتفها إلى جيب سروالها و قفز داخلها سيارتها الزهرية من اغلي السيارات في العالم و أسرعها إنها من نوع "فراري" لتضغط على الدواسات بقوة و تنطلق السيارة عبر الباب الذي قام بفتحه البواب بأمر منها و تبدأ بالقيادة في الشارع لتتوقف بعد بضع دقائق أمام أحد المحلات التجارية الفخمة و قامت بالتجول بين الثياب باحثة عن ما ينال إعجابها و لكن كلها لم ترضها فخرجت يائسة من المحل و بدأت تسير على الرصيف بين المارة باحثة عن احد المحلات الجيدة ,,, فجأة تسقط على الأرض جراء ارتطام احد المسرعين بها فيسقط الاثنان على الأرض و تقول هي بألم دون ان تنظر الى الثاني
ريلينا ببعض من الألم / الا ترى أمامك يا هذا ؟
.... و هو يمسك برأسه بألم / آسف لم اقصد
نظرت إليه و كذلك فعل هو قائلا
.... و هو ينهض و يأخذ قبعته التي سقطت من على رأسه اثر الارتطام / كنت على عجلة من أمري اعذريني
توجه نحوها و مد يده ليساعدها على النهوض
.... بابتسامة / سأساعدك
أمسكت بيده و قد بادلته الابتسامة و ساعدها على الوقوف من جديد و هو لا يزال يحدق بها بطريقة لا تفسر و استغرق نظره إليها مدة ليست بقصيرة لتشعر ببعض الخجل فتدير وجهها إلى الجهة الأخرى انتبه حينها الفتى على نفسه فأدار هو الأخير وجهه و قد احمرت وجنتاه قليلا
.. أنه هناك ,, بسرعة ,, امسكوا به ,, لا تدعوه يفلت ثانية ,, هيا ..
كانت هذه جملة أحدهم و هو يشير الى الفتى الذي ما أن سمع كلامه حتى انتفض من مكانه قائلا و هي يخاطب ريلينا
.... / آسف علي الذهاب
ثم يضع قبعته على رأسه و يعاود الركض و تبقى ريلينا تنظر اليه و هو يبتعد بسرعة فتمر مجموعة من الرجال قوي البنية من جانبها بسرعة و هم يركضون وراء الشاب و يرددون هذه الجمل
لن تفلت منا تعال هنا ,, لن تهرب ,, لن تستطيع ان تختبئ منا طويلا
بقيت جامدة في مكانها و خصلات شعرها تتطاير مع نسمات الهواء العليل و هي تتمتم بصوت خافت :
ما قصتك أيها الشاب ؟..
.. |