اعتبروا
لايخفى على احد مايمر به العراق من محنة قاسية وبلاء مدمر لايبقي ولايذر فانت لاتعرف عدوك فالخنادق متداخلة والرصاص طائش لايميز بين صالح وطالح وبين عدو وصديق وبين متحزب ومستقل ولو استقام اولي الامر منا لساد العدل وعم الرخاء
وصفت القلوب وذاب الخوف بين ثنايا الحق وصدق النية .
لااريد ان اصف الساسة العراقيين وكيف يتاجرون بدمائنا من اجل مناصبهم واهداف مشوبة فرضها عليهم الاجنبي لان وصفهم يابى اللسان نطقه ولكن اريد ان اعرج الى التجار الذين يذبحوننا في اليوم عشرات المرات من اجل ان يكنزون الذهب والفضة
ومن اجل ملذات انفسهم فالاغلبية منهم لايفرقون بين الحلال والحرام .
ان الكارثة الحقيقية للعراق قوته الذي اصبح بيد من لايخاف الله ولايرحم بعد ان مات قانون الدولة وجنب قانون الله .
اقول كما قال الله في كتابه(فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا).
وتحضرني قصة سوف اختصرها عن تاجر كان ورعا تقيا صواما قواما يحب مساعدة المحتاجين يخاف الله كثيرا.كانت تجارته بالمواشي يشتريها من العراق ويبيعها بالشام وفي احد الايام كان مسافرا الى الشام عن طريق الموصل باتجاه سوريا ومعه اربع بقرات وقبل ان يدخل سوريا هطل ثلج كثيف اضطره الى ان يلجا الى قرية قريبة ولما وصل الى احد الدور القريبة منه طرق الباب وخرج عليه رجل وقال له ضيف الله يريد ان يبيت في دارك فرحب به المضيف واخله داره وقدم له العشاء وبعدها اخذهم السمر الى حكايات عدة فعرف المضيف بان ضيفه تاجر ويحمل معه نقود اضافة الى البقرات التي ادخلها في صحن داره الريفي .
وبعد السمر اخذه المضيف الى احدى الغرف حيث كان بيته مكون من غرفتين واحدة له ولزوجه والثانية لابنه الوحيد الذي يبلغ العقد الثاني من عمره فاخذه الى غرفة ولده واطمان ان الرجل اوى الى فراشه في الجهة اليسرى من الغرفة وولده في الجهة اليمنى من الغرفة.
فوسوس لهما الشيطان بعد ان قالت له زوجه نحن في عوز شديد والرجل يحمل معه نقود اضافة الى بقراته فدعنا نقتله وناخذ امواله ونرميه في حفرة قريبة ونغيبه تحت الثرى وهكذا اوقع الشيطان فيهم ودخل المضيف الغرفة حاملا خنجره وذهب باتجاه
ضيفه حيث هو نائما بالجهة اليسرى وذبحه ثم اخرجه من الغرفة بمساعدة زوجه الى فناء الدار وماذا حصل ؟
بعد ان رفعوا الغطاء عن وجهه وجدوه ولدهم الوحيد فاغمي على زوجها وصرخت المراءة واجتمع الجيران واستيقظ التاجر وحضر رجال الشرطة وحبسوا الرجل.
ماذا حدث ولماذا المذبوح هو الابن انظرو الى قدرة الجبار وروعة قصاصه الا ان اولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون .
ساقول لكم ماذا حصل بعد ان خرج المضيف من الغرفة جلس ولده مع التاجر يسمع الاحاديث اللطيفة والقصص الرائعة فاخذته سنة النوم وحرصا من التاجر على راحة الولد ابقاه في فراشه نائما واخذ هو فراش الولد .
هذه قصة واقعية وقعت في الثلاثينات في احدى قرى الموصل .
لقد اخلص التاجر لله فانجاه الله.
اسوق هذه القصة الى تجار العراق واقول لهم الا تعتبروا؟
من ينجيكم يوم لاينفع مالا ولابنين الا من اتى الله بقلب سليم؟
الا تعرفون وراءكم الصراط المستقيم ؟
دعونا نقتيس من نوركم ؟
اعمالكم هي نوركم
|