عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-15-2007, 08:23 AM
 
مرتبة الشرف الأولى

إخواني وأخواتي في الله
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
إذا أعلن أحد كبار المسئولين عن حضوره إلى المدينة ليلاً؛ لحلّ مشكلات
المواطنين، وتلبية كل طلباتهم، فماذا يمكن أن تفعل وأنت واحد من سكان هذه
المدينة؟!
بالطبع لن تنام في تلك الليلة، وستجد أن جميع أهل المدينة يستعدون لهذه
المقابلة بأجمل منظر وأطيب رائحة، وكلٌّ منهم يحمل هدية تليق بمكانة
المسئول
الكبير، وأوراقًا تشمل جميع طلباته؛ كطلب وظيفة أو معونة أو قرض، أو
إعفاء من
رسوم أو... أو...، فمَن مِنا ليس عنده ما يؤرِّقُه؟! وستجد أن الجميع
يحاولون
التقرب إليه بشتى السبل.
ونظرًا لأن هذا المسئول تواضع وحضر إليك مبادرًا بمساعدتك، فلن تنسى له
هذا
الفضل أبدًا. وإذا حظيتَ برضَاه أو وَعْد منه؛ ستجلس لتحكي لكلِّ مَنْ
تراه
عما حدث بينك وبينه، فإحساسك بعظمة شأن هذا الرجل جعل مجرد تحدثه إليك
فضلاً
لا يعادله فضل...
لا تتعجّب، فهذا ما يفعله الله الكريم معنا كل ليلة في الثلث الأخير!
ينزل إلى
السماء الدنيا، يمدّ لنا يد العون، وينادينا من قريب ليلبي حاجتنا: هل من
تائب
فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟
ألا تخجل من الله العظيم جل شأنه؟! يناديك فلا تجيب نداءه! الذي يملك
الدنيا
بأسرها؛ يملك سعادتك وشقاءك، وغناك وفقرك، وحياتك وموتك، بماذا تنشغل
عنه؟!
بالدنيا الزائلة أم بالنوم والراحة؟
فقد مدح الله المؤمنين الذين يقيمون الليل، ويتخذون الليل مطية إلى الجنة
فقال
تعالى :" تتجافى جنوبهم عن المضاجع " وقال أيضا: " كانوا قليلا من الليل
مايهجعون*وبالأسحار هم يستغفرون "...
>"قيام الليل".. مرتبة الشرف الأولى