رواية : ريما المقعدة.
السلام عليكم
كتبت هذه الرواية وأنا عمري اثنى عشر وكتبتها مجددا وأنا عمري ستة عشرة
رواية : ريما المقعدة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الأول
1
في أحد المدن الصغيرة تعيش ريما الملقبة بالمقعدة في فيلتها الفاخرة أبواها يحبانها جدا لأنها الصغرى فتكبرها شقيقتها بثلاث أعوام عانت ريما منذ صغرها من مشكلة شللها فقد كانت في المدرسة تعاني من زميلاتها وسخريتهن منها وتلقيبها بريما المقعدة البشعة كان حلم ريما أن تتخرج من مدرستها وتصبح طبيبة تعالج إعاقتها ولم يقدر لها ذلك فقد قدر لها أن تلتزم المنزل لإعاقتها وأن تكمل شقيقتها الجامعة في مدينة أخرى كانت ريما جميلة جدا فشعرها أشقر طويل كثيف وعينيها خضرواين وبشرتها بيضاء وطويلة القامة ورشيقة إلا أنها لا تهتم بجمالها فالحزن والغموض يخفيا ملامحها الجميلة عمرها تسعة عشرة ربيعا هادئة ومرهفة المشاعر, وأختها سيرين شعرها بني طويل دوما تسخر من ريما لأن ريما مقعدة والدة ريما مصابة بالسل وأبوها رجل أعمال قدير.
بينما سيرين في المدينة تدرس في الجامعة الداخلية وأبوها في الخارج أخرجت أم ريما ابنتها ريما من غرفتها وهي تجر مقعد ريما المتحرك وأنزلتها إلى فيناء الفيلة لاستنشاق الهواء الرحب وساعدت أم ريما ابنتها على النهوض من المقعد المتحرك والجلوس في كرسي عادي حول طاولة بيضاء صغيرة وجلست الأم قبالة ريما فجأة سعلت الأم بشدة ونزفت دماءً وهتفت على ريما وهي تقول لها : اجلبي دوائي من غرفتي بسرعة ريما.
لم تستطع ريما التحرك فهي مقعدة وكانت أمها تحتضر أمامها وريما مذعورة وتبكي بشدة وهي تقول : أمي لا أستطيع النهوض أصدمي أمي. فماتت أمها وسقط جسدها من كرسيها حزنت ريما كثيرا وسقطت ريما من كرسيها وزحفت إلى جثة أمها واحتضنت أمها بقوة وهي تصرخ وتبكي وتهتف : أمي. ومنذ ذلك الحين وهي حزينة جدا جلب والد ريما مربية أجنبية سمراء سمينة ولطيفة تبدو كبيرة في السن ساعدت تلك المربية ريما كثيرا وحاولت مرارا أن تخرجها من حزنها إلا أن ريما أبت من أن يخرجها أحدا من عالمها الخاص أحبت ريما مربيتها كثيرا ويوما بينما ريما في غرفتها قابعة في كرسيها المتحرك أتتها مربيتها ومعها عصير برتقال أخذت ريما العصير وقالت لها المربية وهي بائسة : عزيزتي سوف أسافر إلى بلدتي لأمر طارئ فأسرتي في أمس الحاجة إلي.
قلقت ريما وقالت : لكن! .. أرجو ابق معي.
_ لا يمكنني يا ريما أرجو أن تتفهمي وضعي.
حزنت ريما وراحت إلى مكتب أبيها وقالت له وهي تكاد تبكي : أبي ساعدني مربيتي تود أن تعود إلى بلادها وستهجرني.
_ ابنتي هدئي من روعك أعلم ذلك لقد حدثت نكبة لأسرتها وعليها العودة إليهم إنهم بحاجة إليهم.
_ لكن يا أبي ! ثم صمتت على مضض وخرجت من مكتب أبيها وهي تحرك عجلات مقعدها بغضب وها قد أتي موعد رجوع مربية ريما إلى بلادها خرجت من منزل ريما الكبير ثم دخل أب ريما إلى غرفة ريما كانت ريما تبكي وهي في سريرها قال لها والد ريما : بنيتي ألا تودين توديع مربيتك؟
أجابت ريما وهي تمسك لحاف سريرها بقوة وتبكي : لا يا أبي لا أحب توديع من أحب سأدعها تعود هي من أرادت هجرتي فلتعود إذن. خرج والدها وأغلق باب غرفتها وهو حزين.
|