03-08-2012, 04:51 PM
|
|
6 صارت أم وفاء تتفاخر أمام صديقاتها بابنتها الكاتبة قائلة لهن : والله ابنتي وفاء كاتبة ونابغة جعلتنا ننعم بالأموال ما شاء الله عليها! ... ويوما في المساء قالت أم وفاء لابنتها بينما ابنتها وفاء جالسة في كرسي مكتب غرفة نومها : حبيبتي وجدت بيتا كبيرا وجميلا .. لكن ثمنه غال. _ أمي لا أستطيع الكتابة إلا في غرفتي. _ كيف ذلك لا يعقل! _ بلا يعقل توقعي المحال في حياة الكاتب اعلمي أن الألم يصنع العظماء أنا أصبحت أديبة بفضل كومة آلام كياني فلولا الله ثم مشكلاتي الماضية لما أصبحت الآن كاتبة قديرة. ثم أردفت : دعيني الآن يا أمي أود اكمال كتابة روايتي. ثم اتصل عليها ياسر وقالت له : أنا مشغولة الآن اتصل بي لاحقا. انشغلت وفاء بشهرتها ومؤلفاتها انغمست في أجواء الشهرة وحديث الصحافة عنها وانشغلت عن خطيبها ياسر وباتت لا تجيب على اتصالاته إلى أن اتصل بها يوما ردت عليه وقال لها : وفاء تعال إلى المطعم الذي قرب منزلك أود التحدث معك. _ آ, أنا الآن مشغولة. _ وفاء إنه حديث هام يتعلق بمصيرنا معا. قلقت وفاء وذهبت إلى المطعم الذي يجاور منزلها وجدت حبيبها غاضب ومنعقد جبينه وعلى طاولته قدح شاي تقدمت نحوه وجلست على كرسي قبالته سألته بتعجب : ما بالك؟! رد بغضب : لا أستطيع البقاء معك سلبتك الشهرة والكتابة عني فتجاهلتني اختاري بيني وبين الشهرة والكتابة فإن استمريتِ بالكتابة سأتركك وإن تركتي الكتابة فسأظل معك. صدمت وفاء وعادت إلى منزلها وهي حزينة جدا دخلت غرفتها وأمسكت أوراق روايتها التي على مكتبها ورمتها إلى الأعلى حيث سقطت أرضا وانتشرت في أرضية غرفتها, وفي صباح اليوم التالي جلست وفاء على كرسي مكتبها ومعها نسكافيه أخذت ورقة وقلما لا تعلم ماذا تكتب فالخلجات تكدر ذهنها ويدها اليمنى ترتعش وهي ممسكة القلم وساندة رأسها على قبضة يدها الأخرى راحت تقول بصوت متهدج : لا أستطيع الاستمرار في الكتابة لكنها أخرجتني من أحزاني لا أستطيع الاستمرار .. لا أستطيع! فجأة سمعت صوت حبيبها من خلفها يقول لها : بلا تستطيعين أنت قوية. فزعت وفاء وتسمرت في مقعدها ثم أدارت رأسها نحو الصوت فرأت ياسر قرب باب غرفتها يبتسم لها ركضت وفاء وألقت جسدها على أحضانه وعانقته بقوة وهي تقول وتبكي : لا تهجرني أرجوك سأدع كل شيء لأجلك. ترب على ظهرها وقال : كيف أهرجك وحبي صادق وجارف نحوك .. دعي الشهرة لمؤلفاتك وأنت لا تنشغلي عني لا تجعلي عائقا بيننا ولا تتركي الكتابة محال أن أمنعك رزقكومن نبع فرحك. _ سامحني أرجوك, لأني انشغلت عنك كم كنت مخطئة حينما! _ هدئي من روعك سنظل دوما معا لا تقلقي فأنا معك. النهاية من تأليفي |