عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-08-2012, 11:48 PM
 


جود القلم

بماذا عسى أن يجود القلم *** وبالريشة المنتقاة اصطدم
ومن أي أجراحه يشتكي *** إذا كان في الحبر يسري الألم
فلا الشعر يوماً سيشفي الغليل *** ولو كان في مبتداه القسم
ولا الذكريات التي لم تزل *** نداعبها في ليالي العدم
وقد غادر النور من أرضنا *** وليل المصائب فينا ادلهم
فبالأمس كانت لنا منعة *** وقمة مجد تفوق القمم
ورايات تخفق لا تنثني *** تسير بها للأعالي الهمم
زمان استكان الأعادي وذلوا *** وصاروا للملوك الطغاة خدم
لصيحات الله أكبر دانوا *** ويلقى الردى منهمُ من ظلم
وقد كان نصر الإله حليفنا *** لجيل الجهاد قليل اللمم
سرى العدل في كل شبر ونادى *** فأسمع في الكون حتى الأصم
وأصبح في الهند للمسلمين *** وألبانيا حرمة كالحرم
فعيش رغيد وأمر رشيد *** وعز تليد حمته القيم
فسارت على الدرب أمة طه *** بنور الهدى وثبات القدم
يرتل أبناؤها كل حين *** أعدوا أطيعوا وقول استقم
فلما نسينا التعاليم ذقنا *** المرارات تترى ودب السقم
تداعت علينا نسور الأعادي *** كما تتداعى ذئاب الغنم
تداعي جياع البطون الذين *** رأونا قصاع ملأها الدسم
فهذي جيوش الغزاة اعتلتنا *** وبغداد تشكو الغزاة العجم
وتشكو فلسطين مما تعاني *** فشارون بالدم فيها استجم
وفي كل قطر تئن الثكالى *** لجرح وعرض وخد لطم
وكم من صغير يصيح ولكن *** بلا منقذ إن شكى واعتصم
وما القلة اليوم نشكوا ولكن *** مليارنا في المآسي عدم
فقد مزقتنا أيادي الأعادي *** وما جرح سهم الأعادي التئم
ترى المسلم اليوم يشكو ويبكي *** فينسى ويلهو ويهوى النغم
يقلد في العيش واللبس خصماً *** وتبع الغرب فيما زعم
يعظم أمجاد قوم سكارى *** كما عظم الأولون الصنم
ويرضى بما يصنع المجرمون *** وهل خائن يعتريه الندم
فصرنا ضحية رأس عميل *** ومستعمر مستبد جثم
وهذا النظام الذي مجدوه *** فتبت يداه مع من نظم
نظام من الغاب قد سطروه *** ففيه القوي الضعيف التهم
فعذراً إليك صغيري وصبرا *** إذا النسر مستهتر قد هجم
ولا تبتئس إن رأيت المنايا *** أو الخطب من كل فج احتدم
فما دمت تؤمن بالله رباً *** فأنت الضحية والمتهم
وكن رافع الرأس ولا تبالي *** ولا تذهب النفس حزناً وهم
وردد في وجهه أن تمروا *** بعزم قوي وأنف أشم
فإنا إلى مجدنا عائدون *** إلى منتهانا وحيث العلم
ففي ديننا الحق طوق النجاة *** وسر الفلاح وأصل النعم
لنا جولة الغد والصبح آت *** بشمس الفتوحات نمح الظلم
سنبقى مدى الدهر نبراس عدل *** كما أخبر الله خير الأمم

أحمد علي اللقاحي – البيضاء

القصيدة أخذت المركز الثاني
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس