عرض مشاركة واحدة
  #1282  
قديم 03-09-2012, 09:07 PM
 
التلطف مع النفس

يقول الإمام ابن الجوزي:

اعلم أن أصلح الأمور الاعتدال في كل شيء وإذا رأينا أرباب الدنيا قد غلبت آمالهم وفسدت في الخير أعمالهم أمرناهم بذكر الموت والقبور والآخرة‏.‏
فأما إذا كان العالم لا يغيب عن ذكره الموت‏.‏
وأحاديث الآخرة تقرأ عليه وتجري على لسانه فتذكاره الموت زيادة على ذلك لا تفيد إلا انقطاعه بالمرة‏.‏
بل ينبغي لهذا العالم الشديد الخوف من الله تعالى الكثير الذكر للآخرة أن يشاغل نفسه عن ذكر الموت ليمتد نفسه أمله قليلاً فيصنف ويعمل أعمال خير ويقدر على طلب ولد‏.‏
فأما إذا لهج بذكر الموت كانت مفسدته عليه أكثر من مصلحته‏.‏
ألم تسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق عائشة رضي الله عنها فسبقته فسبقها وكان يمزح ويشاغل نفسه‏.‏
وقد روي عن أحمد بن حنبل رحمة الله عليه‏:‏ أنه سأل الله تعالى أن يفتح عليه باب الخوف ففتح عليه فخاف على عقله‏.‏
فسأل الله أن يرد ذلك عنه‏.‏
__________________
"لبّيك إن العمر دربٌ موحشٌ إلا إليك "
يا رب
رد مع اقتباس