عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 03-09-2012, 09:38 PM
 
كيف تعلم؟[
center/center]


-خالى باين ؟
رفع باين سترلينغ البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما نظره عن شاشة الكمبيوتر ليرى ابنة اخته المفضلة كاثرين تدخل مسرعة الى مكتبة وقدماها تكادان لا تطان الارض .
لحقتها خطيبته بوتيرة بطيئة على كرسيها المتحرك وقد بدت المرأتان مرتاعتين من شئ ما .
-يجب ان ترى ذلك .
بدت كاثرين على عجلة من امرها عندما القت قصاصة ورق فى احضانه .
-مهلا ، حلوتى !
التقطها مدهوشا قبل ان يعيرها اهتماما كاملا واكتشف بذهول انها عبارة عن رواية رومنسية للكاتبة بونى ريغلى تحمل اسم : ( عملية دمج ) .
وظهرت تحت العنوان صورة لرجل يحتضن امرأة بين ذراعيه . كانا يقفان فى مكتب فى احدى ناطحات السحاب فى نيويورك وتبدو مدينة مانهاتن فى الخلفية . وادرك بعد القاء نظرة ثانية انه لم يكن اى مكتب ... ولا اى رجل ...
ومع ان الصورة لم تكن حقيقية بل رسما ، الا انه شعر وكانه ينظر الى نفسه فى المرآة . تاملها لبعض الوقت وامارات عدم التصديق والذهول تعلو وجهه .ارتجف صوت كاثرين وهى تقول : عدنى بالا تخبر امى اننى اطالع تلك الروايات ، خالى . لاحظت فى السنة الماضية ان العديد من الرجال الذين يرسمون على غلافات الروايات يشبهونك ، الا ان هذا الرجل يبدو كانه انت حتى ان شعره كشعرك .
صرخت ديان بقلق ، انها محقة . فبنية الرجل كبنيتك وشعره كشعرك البنى القاتم وهو بنفس طولك . كل ما فيه يشبهك حتى زرقة عينيه . لهذا قلت لكاثرين ان عليها ان تطلعك على هذه الرواية .
كان كلاهما شاحب اللون . واردفت الفتاة الشابة : كما انه يرتدى بزة وقميصا يشبهان ما ترتديه للعمل خالى باين ! كما ان المنظر يشبه تماما ما يراه المرء حين يدخل الى مكتبك . اعتقد ان الشخص الذى نفذ الغلاف يعرف الكثير من الامور الشخصية عنك.
واشارت الفتاة الى بعض التفاصيل : انظر ! هل ترى تلك الصورة التى تمثل باخرة قبالة المنارة ؟ لديك صورة مشابهة معلقة على حائط مكتبك ! وماذا عن تلك الصورة التى تمثل كلبا جاثما على المكتب ؟
لقد لاحظ باين تلك التفاصيل على الفور لكنه لم يشا ان يتكلم خوفا من ارعابهما اكثر.
وانطلقت صفارات الانذار فى راسه لانه اوكل الى مهندس مهمة تحويل كوخ المنارة القديمة الى منزل حيث يعيش فى السنوات الماضية .
حدق الى ابنة اخته البالغة من العمر خمسة عشر عاما بشعرها الذهبى المشابه لشعر شقيقته .
-هل قراتها ؟

-لا . فما ان اريتها لديان ، حتى قررنا اطلاعك عليها فورا .
-لقد قمت بالعمل الصواب .
لقد سمع مرارا ان ثمة شبيه لكل انسان وربما اكثر . لعلها مصادفة لكن لا يسعه المجازفة ، ليس بعد ما حصل فى عيد الميلاد .
-من اين تبتاعين هذه الكتب كاثرين ؟
-احدى الخادمات تقراها اولا ثم تعطينى اياها ، وعندما انتهى منها اعيدها اليها .
-اى خادمة ؟
-نايلا .
واعلنت ديان : لا يجدر بكاثرين مطالعة كتب من هذا النوع باين ، فقد قرات على الارجح الكثير من هذه التفاهات فى سن يافعة ولن يسعها التمييز بين الواقع والخيال.
احتجت كاثرين بهدوء : ما من شئ مشين فيها فهى قصص مثيرة عن اناس يقعون فى الحب . نتعلم الكثير ونرتاد الكثير من الاماكن .اعتقد انها روايات رائعة ! لو قراتها انت وامى لتعلقتما بها حتما .
ونظرت ديان اليه نظرة ذات مغزى تدل على اعتراضها الشديد .
-ارجوك خالى ، لا تغضب من نايلا . لا اريدها ان تتورط فى اى مشاكل ، فهى التى اشارت الى بان احضرها اليك ! لو ذكرت شيئا لامى او ابى عن الموضوع ، لارغمانى على المكوث عند جدى وجدتى عندما يسافران فى المرة المقبلة . وقد تفقد نايلا وظيفتها .
هز راسه قائلا : لن اطردها ، بل على العكس ، اريد ان اشكر نايلا على مساعدتها . فقد تكشفت امور ينبغى معالجتها فورا .
ارتعشت ديان : قد تكون امرأة اخرى مجنونة تلاحقك من دون علمك . لا شك انها قصدت مكتبك . انا اخشى عليك .
يحق لخطيبته ان ترتعب . فمنذ اقل من ستة اشهر ، اصابتها رصاصة طائشة كانت موجهة اليه فحكم عليها بالبقاء فى كرسى متحرك ، ربما الى الابد .
احس باين بالذنب فدار حول المكتب وجلس القرفصاء قربها ثم امسك بيدها قائلا : امرأ؟ة مريضة اخرى ؟ ساستعلم عن الموضوع . ابقيا هنا وساعود فورا .
نهض وربت على ابنة اخته الشاحبة ثم التقط الرواية وخرج من مكتبه صهره . وبعد لحظات وجد نايلا فى المطبخ تستمتع بشرب الشاى مع بعض الخدم .
تجهم وجهها عندما ظهر حاملا الرواية وسالها من اين اشترتها .
-ابتاعها من كشك لكن يمكنك ايجاد نسخ مستعملة فى مخزن الكتب المستعملة فى القرية ويدعى متجر " كندل غلو " .
-اشكرك نايلا .
-لا شكر على واجب . اردت ان اقول لك ايضا اننى رايت وجهك على اغلفة اخرى لكن شعرك وعينيك كانت مختلفة دوما . وكنت اظنها مصادفة حتى وصلت هذه الرواية فى البريد . اقترحت على كاثرين اخبارك فمسالة الشبة مذهلة ! والقصة ايضا .
-القصة ! !

ومن دون ان يضيع المزيد من الوقت ، اخرج هاتفه الخلوى واتصل برجال الامن لملاقاته فى الجهة الخلفية لمنزل شقيقته .
منذ بلوغه سن السابعة عشرة ، وقع باين ضحية العديد من الحوداث المؤلمة التى استدعت فى النهاية تدخل الشرطة . لكن منذ كانون الاول الماضى وتحديدا فى الفترة الممتدة ما بين الميلاد وراس السنة ، نجحت امرأة مريضة نفسيا فى التسلل الى ممتكلكات آل سترلينغ فى لونغ ايلند ، فيما كانوا يقيمون مادبة عشاء على شرف آل ويلى .
قبل عطلة الميلاد ، امضى باين فترة طويلة خارج البلاد وقضى معظم الوقت يعمل فى مكتبه ليتمكن من انهاء الاعمال المكتبية المتراكمة . وفى غمره انشغاله ، اتصلت به امه واظهرت استياءها لانه لم يحضر الى المنزل .
وسالته ان كان بامكانها الاعتماد عليه للمشاركة فى العشاء ، وما اذا كان قادرا على احضار ديان معه .
وافق على المجئ وعلى اصطحاب ديان معه لعلمه اهمية هذا الامر بالنسبة لامه .
ترجلا من السيارة امام منزل ذويه فبرزت الدخيلة من بين نبات العليق . ادعت انها تحب باين وانها اذا لم تحصل عليه فلن يكون لسواها ايضا .
لمح باين لمعان المعدن فدفع ديان جانبا قبل ان تنطلق الرصاصة لكن المصوب اخطا الهدف واستقرت الرصاصة فى اسفل ظهر ديان قبل ان يستطيع دفع تلك المجنونة ارضا . تلك التجربة الفظيعة غيرت حياتهم جميعا .
وفى طريقهما الى المستشفى ، تعلقت ديان به وهى تخشى ان تموت فاخبرته عن مقدار حاجتها اليه وحبها له . لم يكن يملك اى فكرة عن عمق مشاعرها نحوه اذ لم يسبق ان اثارت اهتمامه . ولكن فى ذلك الوقت ، لم يكن قادرا على التخلى عنها فى الوضع الذى كانت تتخبط فيه .
بعد بضعة اشهر ، لم تتمكن من السير مع انها لم تفقد الشعور برجليها .
لقد اخبرها الاطباء انهم بذلوا ما فى وسعهم ونصحوها بالذهاب الى عيادة فى سويسرا ذاع صيتها فى معالجة اصابات العمود الفقرى .
لكن ديان رفضت التفكير بالعرض خوفا من فشل هذه التجربة وابت تقبل المواساة . عندئذ ، استجمع باين شجاعته وراى انه اذا عرض عليها الزواج ، فقد تسعى الى تلقى المساعدة التى تحتاجها .
ولكن بعد اعلان ارتباطهما ، بدات تنطوى على نفسها اكثر فاكثر ، رافضة مناقشة فكرة الذهاب الى سويسرا . والاسوا من ذلك انها اصيبت بهاجس مرضى من فكرة تعرضها مجددا لاطلاق النار .
وبغية طمانتها ، اتخذ باين تدابير امنية لحمايتها واهلها وجميع القاطنين فى ممتلكات آل سترلينغ كلهم . لقد امن لخطيبته حماية دائمة طيلة النهار كما اختار اربعة مرافقين يواكبونه اينما ذهب فى جولاته المهنية .
كانت الطائرة تقله الى مكتبه فى منهاتن . واذا اضطر الى السفر عبر البحار ، فيستخدم طائرته الخاصة . وعندما يرغب فى الذهاب الى مكان ما فى لونغ ايلاند ، يقود احد رجال الامن السيارة المصفحة .

وفى الطريق الى مخزن الكتب المستعملة ، ناول الرواية الى مايك وهو ضابط متقاعد من البحرية ، غدا حارسه الشخصى فى السنوات الثلاث الاخيرة .
-ماذا تستنتج من هذا ؟
القى مايك نظرة واحدة ثم صفر والتفت الى باين بذهول قبل ان يعيد الكتاب اليه : ولم انت على الغلاف ؟
-هذا ما انوى معرفته .
وفيما كان السائق يبحث عن متجر " كاندل غلو " فتح باين الرواية على صفحة حقوق النشر فقرا فيها : ( منشورات الوردة الحمراء العاطفية ، الجادة الثانية ، نيويورك .... )
وضاقت عيناه فهو لم يسمع بهذه الدار من قبل لكن ذلك المبنى يقع شرق سنترال بارك قرب مطعم ترتل باى غريل حيث يلتقى غالبا زبائنه الاجانب . يبدو ان الكتاب نشر منذ شهرين ، ما يعنى ان الجهة المسؤولة عن صورة الغلاف تعرفه منذ مدة طويلة قبل تاريخ نشر المطبوعة .
فغالبية دور النشر تنشر كتبا يعود تاريخ تاليفها الى ثلاث سنوات او اكثر .
وقرا تنويها جاء فيه : " ان الشخصيات ، والاسماء والحوادث التى يتضمنها الكتاب غير موجودة الا فى خيال الكاتب " . يا للكذب !
وعلا العبوس قسمات باين . قلب الرواية ليقرا الملخص وعندما انتهى من الجملة الثانية تصبب العرق البارد من جسده ...
-اسرار؟
(يخفى البليونير النيويوركى المذهل والقوى لوغن تاوتسند سرا مؤلما عن خطيبته وعن عائلته ) .
همس باين : يا اله السماوات !
( . . . وعندما تعرض لحادث فى مقاطعة كانيون لاندز غربى الولايات المتحدة ، اكتشفت الدكتورة ماغى اسبورن ماهية السر . لقد عرضت حياتها للخطر لانقاذه من دون معرفته لكن الاسرار تملك طريقة للخروج ) .
( لا يعلم لوغان ان ماغى تخفى عنه سرا الا بعد عودته الى نيويورك )
( وفيما هو على وشك القيام باهم عملية دمج فى حياته ، وجد نفسه ممزقا بين الواجب والرغبة . . . . )
عند انتهائه من قراءة السطر الاخير ، شعر باين وكان احدهم خطا فوق قبره . كور الرواية فى قبضته لاقتناعه بان الكتاب لم يكن مجرد مصادفة .
سيقوم حتما بتمشيط الجزيرة للتخلص من كل النسخ . لكنه لن يتمكن من ذلك لاسباب عديدة وواضحة وسيضطر للجلوس هنا ، فيما هو يحاول احتواء رد فعله الوحشى .

انعطف رجل الامن الذى يتولى القيادة ثم توقف امام متجر الكتب المستعملة المقصود . ترجل اثنان من رجال الامن ودخلا الى المتجر . كانت الساعة قد قاربت موعد الاقفال ، ما سر باين اذ لم يشا جذب اى اهتمام غير مرغوب فيه .
عندما تاكدا من ان الطريق امنة ، دخل مايك وباين الى المتجر العتيق حيث تكدست الكتب حتى لامست السقف ، فبدا المكان مثاليا لهواة المطالعة .
التمعت عينا البائعة العجوز لدى اقترابه : سيد سترلينغ ، عمت مساءا ادعى اليس بيرى . انه لشرف حقيقى ان احظى بك فى متجرى .
مدت يدها فصافحها مجيبا : يسعدنى لقاؤك سيدة بيرى .
-وبم اخدمك ؟
ناولها الرواية فالقت نظرة واحدة عليها ورفعت بصرها اليه صارخة بحماس : كنت اعلم انه انت ! فكل قارئ اتى الى هنا موخرا كان يتحدث عن الامر .
تاوه باين : وفقا لقريبة لى ، ثمة روايات اخرى تحمل رسما على الغلاف يشبهنى .
تمتمت : آه ، ثمة المزيد ! ولكن هذه ...
اذن ، لم تكن كاثرين او نايلا تبالغان ! لقد اتضح ان الامور تسير من سئ الى اسوا.
-لقد نفذت نسخ رواية عملية دمج فى مانهاتن من المكتبات على الساحل الاطلسى . وتلقيت الكثير من الاتصالات من باعة يريدون نسخا ، اما اولئك الذين ابتاعوا الواية لدى نشرها فمتمسكون بها . احتفظت بنسخ منها ومن تلك الاخريات لنفسى ولابنتى التى تساعدنى فى ادارة المتجر . فهل تتلطف بتوقيعها قبل مغادرتك ؟ ستغمرنا السعادة اذا وافقت .
-ساكون مسرورا لو اننى وافقت على الظهور على تلك الاغلفة .
بهتت ابتسامتها : لا افهم .
-ولا انا سيدة بيرى . لهذا السبب ، اتيت لاحاول كشف هذا اللغز .
-اتعنى انهم استغلوا صورتك ؟
-لا ادرى ، ولكننى ساكتشف ذلك . هل لى برؤيتها ارجوك ؟
-بقى لدى اربع روايات خباتها فى الغرفة الخلفية لبائع سياتى من كونيكتيكت يوم الجمعة . انه يجمع الروايات ، سيدفع ثمنها خمسة الاف دولار . امهلنى دقيقة وساحضرها لك .
قال مايك مداعبا فيما اختفت المرأة عن الانظار : خمسة الاف فقط ؟
تجاهل باين الملاحظة ، وتوجه الى اقرب رف للكتب حمل عبارة "الغاز" . فاخرج واحدا منها ليرى اى نوع من الغلاف يزين الكتاب .
-ها نحن .
اعاد الكتاب وتوجه الى المرأة التى وضعت اربعة كتب على المنصة امامه . القى نظرة سريعة فاصيب بالرعب . كان وجهه مصورا عليها بكل وضوح .
احدى تلك الروايات اظهرته على شكل رجل اسكندينافى ، بشعر اشقر فاتح طويل وعينين بندقيتين وعضلات تفوق ضعف عضلاته . وكان الكتاب يحمل عنوان " فارس العروس " .

كما بدا فى كتاب اخر كامير من العصور الوسطى فى ثياب ملكية احتفالية . بدا شعره اسود وعيناه سوداوين ، اما العنوان فهو " امير احلامها " .
فى الرواية الثالثة " الحب المموه " بدا فارسا ملكيا كنديا ، يرتدى زيا احمر ويعتمر قبعة تغطر راسه .
اخر رواية حملت عنوان " عابر النجوم " وصورته رجل آت من المستقبل بشعر وعينين بنيتين .
وعلى الاغلفة كلها يحتضن امرأة جميلة . بدا وكان الشخص نفسه ينفذ الرسوم كلها.
خرقت ملاحظة مايك الهادئة الصمت : يا لها من حياة تعيشها .
لم يجب باين بل راح ينظر الى الكتب الاربعة الصادرة عن منشورات الوردة الحمراء الرومنسية والتى تمتم طباعتها السنة الماضية .
-كم يبلغ عدد الدور التى تصدر روايات عاطفية الى جانب الوردة الحمراء ؟
-ثمة العشرات من الدور فى العالم . لكنك تجد عندى روايات من الولايات المتحدة ، انكلترا ، وكندا . ودار الوردة الحمراء تتفوق على غيرها .
-هل رايت وجهى على اغلفة روايات اخرى عدا تلك الصادرة عن دار الوردة الحمراء ؟
-لا .
كانت هذه الاخبار الوحيدة الجيدة حتى الان . وامل الا يكون لدار الوردة الحمراء شبكة توزيع واسعة .
-هل تشير رواياتك الى هوية الناشر ؟
-نعم .
-هلا ارشدتنى الى قسم الروايات الرومنسية ؟
ضحكت قائلة : انها موزعة عمليا فى المتجر كله باستثناء قسم الالغاز والخيال العلمى هنا فى الواجهة .
جاهد لاخفاء صدمته : لم لا تلقى نظرة على قسم الوردة الحمراء اولا ؟
-اتبعنى سيد سترلينغ .
قادته حتى ربع الرواق مشيرة : انها تبدا من هنا لتنتهى عند اخر المتجر .
اتسعت عيناه غير مصدق : اهذه كلها منشورات الوردة الحمراء ؟
-نعم . تصدر الشركة تسعة انواع مختلفة من القصص الرومانسية ، وهذه بالطبع النسخ الانكليزية فكتبها تترجم الى ما يزيد عن مئة لغة او شئ من هذا القبيل .
-مئة ! هذا يعنى ... واضافت العجوز : نحن نحتفظ ببعض النسخ الايطالية والروسية للزوار الموسميين .
تساءل عن عدد المرات التى اتت فيها كاثرين الى هنا من دون علم امها . كان باين يحب شقيقته فيليس ولكنها دقيقة فى امور كثيرة على غرار والدتهما . وشك فى ان تكون قد قرات يوما قصة رومنسية مستعملة فهى صاحبة ذوق رفيع فى الفنون ، والموسيقى والادب .

وتساءل عما اذا كانت ديان تمقتها انطلاقا من المبدا نفسه ... او لعلها قرات البعض منها فى سن المراهقة وهى ترفض الاقرار بذلك . اراد ان يعرف ، فهذا سيجعل من ديان انسانة حقيقية اكثر فيما لو خالفت رغبات امها على طريقة كاثرين وتجرات على ذلك .
-الى متى تعود معظم هذه القصص ؟
-بدات دار الوردة الحمراء عملها منذ اربعين سنة على الاقل بحسب علمى .
-اربعون سنة ؟؟
فكر فى الرقم الضخم وبدا واضحا له ان الالاف الى جانب نايلا وكاثرين كانوا يقلبون فى صفحات تلك القصص لما لا يقل عن اربعة عقود .
انها لمدة طويلة ... طويلة جدا لتغدو معها الدار مؤسسة معروفة .
-ستجد كتبها مدرجة تحت عناوين مختلفة بحسب كل قسم وهى ترضى الاذواق كلها.
تمتم باين : فهمت .
وقرا بصوت عال : لمحة من الرومانسية ، من الاثارة ، من الجاسوسية ، من التاريخ ، من الاطفال ، من الملكية ، من الخيال العلمى ، من حياة رعاة البقر ، ولمحة من الفكاهة .
تنهدت العجوز مضيفة بدورها : تستطيع التنقيب فيها بقدر ما تشاء .
-شكرا لك .
لم يجد فائدة فى التمحيص فى الكتب الرومانسية المكومة كالجبال بما انها خرجت عن الرفوف كافة الكتب التى تحوى شبها بها .
مجرد التفكير فى الامر اربك مخيلته لكنه تناول كتابا من كل قسم ليتفحص الاغلفة .
كانت جميع الصور منفذة على شكل رسوم وليس فوتوغرافية . حملها الى المنصة معلنا : سابتاع هذه الروايات التسع . اما بالنسبة للاربع التى تحتفظين بها ، فانا انوى اقتراضها لاربع وعشرين ساعة .
واخرج بطاقة اعتماد من محفظته : اضيفى عشرين الف دولار الى فاتورتى وعندما اعيد الكتب ، يمكنك اعادتها الى رصيدى .
هزت راسها بالنفى : اثق بانك ستعيدها سيد سترلينغ لذا لن يترتب عليك اى مبلغ .
-شكرا .
اعاد بطاقة اعتماده الى جيبه واخرج مئة دولار وقال وهو يدسها فى يدها : انت خدومة جدا .
همت باعطائه الفكة لكنه طلب منها الا تزعج نفسها بالموضوع .
-انه كرم فائق منك .
رد بابتسامة : انت تسعديننى بذلك .
-ما دمت مصرا ... وبعد مرور كل هذه السنوات ، اجد مثيرا ان التقى فردا اسطوريا من عائلة سترلينغ .
لقد سمع هذا التعليق مرارا فى حياته .
وتمعنت فى قسماته معلنة : امل ان يتضح ان الامر مجرد خطا غير مقصود .

-وهذا ما اتمناه بالتحديد .
واكمل سرا : والا سيبدا كابوس اخر .
وضعت الكتب فى كيس ناولته اياه فقال : اعدك بان تستردى القصص . شكرا مجددا سيدة بيرى .
-اهلا بك .
وما ان صعد الى السيارة حتى اتصل بمحاميه دور والاس وشرح له ما حصل . فاتفقا على التلاقى فى مطعم "كريغ هيد " ما ان يستطيع دور التنصل من ارتباط هام على العشاء .
ارتاح لان دور يستطيع المجئ بناء على طلب صغير مهما كانت الساعة ، فاخبره بانه سيرسل له طائرة الهليكوبتر وانه يحتاج للاجتماع به الليلة بسرية تامة . عندما عاد الى منزل شقيقته وجد ديان فى الحديقة الخلفية تطالع بعض المجلات التى تعنى بالزفاف فيما كانت كاثرين تلهو مع الكلب .
ومع ان باين يحب اولاد اشقائه كلهم الا انه يكن شعورا مميزا لكاثرين . فقلبها ينفطر على الناس الاقل حظا فى هذا العالم سواء اكانوا اناسا ام حيوانات . وقد وجدت كاثرين صعوبة فى تقبل وفاة شقيقها تريفور اثر اصابته بسرطان الدم . وعندما بلغت سن الرشد واستلمت ميراثها ، علم بانها ستهبه كله لدعم الابحاث الهادفة الى ايجاد عقار لهذا المرض .
ومنذ الحادث ، تعلقت ابنة شقيقته بديان مصممة على ان خطيبته السمراء تستطيع معاودة المشى وقد عززت رغبتها فى تحقيق ذلك من حب باين لها .
وحين سافرت فيليس وترنت مع ابنائهما الثلاثة ، بقيت كاثرين مع خالها لتساعد ديان وامها فى ترتيبات الزفاف الذى حدد فى الاول من آب .
وكان باين قد وضع جدول اعماله من دون علم ديان ليتمكن من اصطحابها الى سويسرا مدة شهر . سيمضيان شهر عسلهما فى مستشفى خاص يعالج المرضى الذين يعانون من اصابات مشابهة لاصابة ديان . سياخذها الى هناك مهما كلف الامر .
بعد ترجله من الليموزين ، ناول مايك الكيس قبل ان يدنو من خطيبته التى انفرجت اساريرها عن ابتسامة لدى رؤيته مع ان عينيها البنيتين بدتا قلقتين .
عانقها على عجل لعلمه ان ما سيقوله سيزعجها .
-ينبغى ايجاد حل لمشكلة غلاف القصة . لذا اخشى ان نضطر الى ارجاء مشاريعنا المتعلقة بتناول العشاء فى نيويورك .
-كنت اعلم بانك ستقول ذلك .
- سيوافينى درو ما ان يقدر .
-حسنا .
-ساتصل بك ما ان ننهى حديثنا . فى هذه الاثناء ، سيوصلك سام الى المنزل .
دفع كرسيها نحو سيارة الليموزين ثم حملها ووضعها على المقعد الخلفى . هرعت كاثرين وكلبها لالقاء تحية الوداع فيما كان جون يطوى الكرسى ويضعه فى الصندوق .
-عدنى ان تتصل بى لاحقا لتخبرنى بما يجرى ؟

لم يستطع ان ينظر اليها دون ان ينتبه الى ساقيها المشلولتين تقريبا . فمع انه لم يضغط على الزناد الا انه سبب عجزها عن المشى .
اعتصر يدها ثم اغلق باب السيارة قائلا : سافعل بالتاكيد .
نادتها كاثرين : الى اللقاء ، ديان .
عندما اقلعت السيارة احاط باين كتفى قريبته بذراعه وسار معها الى المنزل .
-اريد ان اشكرك على طيبتك مع ديان .
-اريدها ان تتحسن .
-وانا ايضا .
-انها مصممة على انها لن تمشى مجددا لكننى اخبرتها ان هذا جنون لانها مازالت تشعر بساقيها . لن اسمح لها بالاستسلام ! وحتى لو انها لا تود الذهاب الى تلك العيادة فى سويسرا فيجب ان تاخذها ، خالى باين .
فتح لها الباب ، وما دخلا المنزل حتى قال : هذه خطتى .
-عندما كنت فى البلدة ، انفجرت بالبكاء وقالت انها لا تريد الخضوع لعملية لن تجديها نفعا .
صر على اسنانه قائلا : اخشى ان رؤية غلاف ذلك الكتاب اعادت اليها ذكرى ما عانته .
-اذن ، لديها سبب اضافى للنضال حتى يتحسن حالها .
وتمتمت كاثرين مستطردة : على الاقل ، لم يقل طبيبها ان حالتها ميؤوس منها . فوضعها ليس مشابها لوضع تريفور .
وارتجف صوتها فقبل باين جبينا : انت محقة . احبك لشعورك الزائد بالاهتمام . عندما سالتنى امك الاعتناء بك خلال وجودها فى المكسيك ، كنت سعيدا بذلك . اتعلمين ؟ ساتفرغ بعد ظهر الغد واخذك وديان للابحار .
-انها لا تهوى الابحار .
شعر باين بان ثمة خطب ما بين ديان وكاثرين فسال : ما الامر يا حلوتى ؟
وجاء ردها هادئا : لاشئ .
-تستطيعين ادعاء ذلك امام اى كان ماعداى .
رفعت ابنة شقيقته عينيها الزرقاوين اليه : وبختنى ديان لمطالعتى قصصا رومنسية . قالت انها مضيعة للوقت وبعيدة عن حياة الواقع .
فكر باين فى سره بانه سيحتفظ بحكمه حتى يتسنى له قراءة الرواية .
-لا ينبغى ان تاخذى اعتراضها على محمل الجد فهى محبطة الان .
-انا لا افعل ذلك . ولكنها على هذا الحال منذ خطوبتكما .
عقد حاجبيه : اى حال ؟؟
-لنقل فقط انها لا تنفك تؤنبنى عندما لا تكون موجودا .
-هذا غير صحيح كاثرين ، فهى تهتم كثيرا لامرك حتى انها طلبت مساعدتك فى ترتيبات الزفاف .

-طلبت منى ذلك فقط لانك اوحيت لها انها فكرة سديدة فى غياب امى وابى . لم اطلعك ابدا على ذلك لكننا عرفنا ، انا وليندا ، ان ديان مغرمة بك منذ سنتين فى ذلك الاحتفال الذى اقيم على اليخت لمناسبة الرابع من تموز وذلك عندما طلبت منا ان نرحل وندعكما معا .
عندئذ ، ادرك ان كاثرين الفطنة تعرف الكثير عن خطيبته اكثر منه . ففى غمرة انشغالاته حينها ، لم يلاحظ باين اهتمام ديان به . ليته لم يغادر مكتبه ذلك المساء ! لكن كلمته " ليت " لن تحدث تغييرا فى الموضوع الذى قلب حياتهما واحلامهما .
ودخل الى المكتبة ثم اردف قائلا : لم لا تدعين ليندا للابحار معنا مع او من دون ديان؟
-حقا ؟
ارتسمت ابتسامة مشرقة على وجهها : شكرا خالى ، انت الافضل . سادعوك عندما نلتقى لاحقا .
-اجل اراك لاحقا .
وقبل ان يغادر المنزل فى رحلة قصيرة الى مطعم " كريغ هيد " لمح الكلب يتبعها على السلالم . يهوى ال سترلينغ الحيوانات ، ولم يكن باين يشكل استثناء . ولكن بعد موت كلبه برونو ، قرر عدم شراء اى كلب اخر .
عندما انضم الى مايك فى السيارة اسر اليه : منذ بضعة ايام ، اخبرت ديان اننى اشتاق لاقتناء كلب واخطط لشراء واحد لها كهدية زفاف فلا تبقى وحيدة عندما اكون فى الخارج . ولكن يبدو انه اخر ما تود مع اننى ذكرت انه يمكن استخدامه كحارس ايضا .
-لا يبدو الامر مفاجئا ، لا سيما ان والدتها تعانى حساسية على الكلاب .
-تدعى ديان انها مغرمة بى منذ سنوات . لكن منذ خطوبتنا ، بدات تعى ان القواسم المشتركة بيننا قليلة . اخشى اننى لست الرجل المثالى الذى حسبتنى .
تامله مايك بصدق : لا تكرهنى لما ساقوله ولكن كان ينبغى على احدهم تحذيرها من المثل القائل : احذرى مما تتمنين فقد تنالينه .
-انت مخيف مايك .
-لماذا ؟
-لقد قلت الكلمات التى كنت افكر فيها . مساء امس ، انهارت واقرت بانها لا تحب منزلى .
وعبس مايك فاكمل باين : وبدلا من احضار كلب كهدية زفاف ، سالتنى ان كان بالامكان بناء منزل انكليزى الطراز كمنزل ذويها ؟ فذكرت بانها سترث يوما منزل العائلة لانها ابنة وحيدة وتستطيع قضاء ما يحلو لها من الوقت هناك بعد زواجنا .
التزم مايك الصمت وكذلك فعل باين .
بعد مغادرو منزل شقيقته المشابهه لبيوت كثيرة فى منطقة هامبتون ، شق طريقة نحو كريغ هيد .

يمكن للمال ان يشترى الكثير من الاشياء ، مع انه تسبب له بالالم اكثر مما حسب ذلك ممكنا . انما اتاح له المال ايضا فرصة ترميم منزل المنارة العتيق التابع لممتلكات العائلة فحوله الى ملجا يتمتع فيه بالجمال البدائى والوحدة .
كان باين مهندسا لكنه لم يتخصص بالهندسة الداخلية . انما ادرك ما يريده منذ اللحظة التى راى فيها قبة كنيسة نوتردام فى باريس ، فادخل العناصر نفسها على منزل المنارة فبدا وكانه منحوتة على تلة تطل على الاطلسى . اما النوافذ الزجاجية التى تفتح نحو الخارج فتطل على منظر لا يرغي بسواه .
احب التجول فى المكان عندما كان يدرس كيفية مد كابلات تحت الارض فى مكان صعب ومتشعب كنيويورك .
كانت هذه الشبكات الحديثة احد الاجزاء الاقل انتشارا فى البنية التحتية للانترنت فى العالم . ولطالم اعتبرها باين سوقا واعدة .
لقد سر لانه مسؤولا عن انجاز الامدادات تحت الارض لمسافة خمسة ملايين كيلو متر وها هو الان يبيع حقوق استعمال تلك الكابلات للافراد . لكن الشركات ومستخدمى الانترنت حول العالم ياتون اليه كل يوم طلبا للمزيد .
عندما قام ببناء هذا المنزل ، لم يكن قد التقى بعد المرأة التى يرغب الزواج منها . ولو فكر فى الامر ، لتصور ان الفتاة المناسبة ستحب المكان بقدر ما يحبه هو .
ليلة امس ، وعد ديان بان يجرى بعض التعديلات على الطابق الثانى ليجعله اقل برودة وليبعد عنه شبهه بالقلعة . اما قسم المنارة فى منزله ، فلقد حوله الى مكان مفتوح للعمل . وهو المكان الذى استعمل جدرانه السميكة لفرد الخرائط الكبيرة للانفاق تحت المدن الاميريكية والاوروبية الهامة .
ما من وسيلة لمعرفة الى اين سيقوده مشروعة فى السنوات المقبلة ، بما انه دخل فى مفاوضات على حقوق الحفر فى اكثر من خمسين موقعا . لكن ذلك يعنى انه سيواجه مشاكلا تتطلب حلولا وهذا ما يجب القيام به .
لهذا السبب سياخذ ديان الى سويسرا حتى لو اضطر الى جرها جرا . واذا لم يجد التعامل مع هؤلاء الاطباء نفعا ، فسينقلها الى عيادة اخرى للاصابات فى النخاع الشوكى فى النرويج .
اذا استطاع باين استخراج الكنوز المذهلة من الوحل تحت شوارع نيويورك وباريس ورما فمن المؤكد انه سيجد طريقة ما ليجعل ديان تمشى مجددا !
نادى السيدة مايرز : بيتى ؟
كانت بيتى تقيم مع زوجها فى المنزل للاعتناء به والاشراف على المنارة .
-اتوقع مجئ درو والاس فى وقت متاخر هذا المساء . عندما يصل ، ارشديه الى غرفة المكتب ، ارجوك ؟

-بالطبع . هل تود بعض الطعام قبل ان يصل ؟
-اريد ساندويشا .
-ساعده لك على الفور .
وليستغل الوقت ، اسند ظهره الى الوراء فى كرسيه المريح وعدل نور المصباح وبدا بقراءة رواية " عملية دمج فى مانهاتن " . انحبست انفاسه فى حلقه مع قراءته الجملة الاولى : لوغان تاوسند لم يكن مغرما بخطيبته .
ومن هذه النقطة . شعر وكانه يسير فى حقل من الالغام حيث ان افكاره الدفينة ومشاعره مفضوحة فى كل تفصيل القصة.
واخيرا وصل الصفحة الاخيرة واقفل الكتاب فلاحظ ان يديه ترتجفان بوضوح . وتذكر ما قالته كاثرين قبل ان يغادر الى منزله . . .
-ديان وبختنى على قراءة القصص الرومنسية . قالت انها مضيعة للوقت ولا تعكس الواقع .
كم ان ديان مخطئة !
شعر باين بالامتنان لان كاثرين لم تقرا القصة بعد اذ ستجلب لها المزيد من الالم.
ارتسمت صورة الغلاف فى مخيلته من جديد فزادت من صدمته لان هذه الرواية موزعة فى الاسواق .
-باين ؟
نهض عن الكرسى لدى سماعة صوت درو المالوف وادرك عندئذ فقط انه كان منغمسا فى قراءة القصة المحبوكة بشكل جيد فلم يلاحظ ان بيتى احضرت له صينية الطعام منذ بعض الوقت . لكنه فقد شهيته لسوء الحظ .
-انا سعيد بوجودك .
-يا الله ! تبدو كمن راى شبحا .
-ليتنى فعلت ، ليتنى رايت شبحا فاواجهه .
وناوله باين الكتاب مضيفا : انهيت للتو قراءتها . لا احد وانا اعنى لا احد كشف مكنونات نفسى واسرارى كما فعل الكاتب . انا اتحدث عن الافكار والمشاعر السرية.
افرغ باين الكيس على مكتبه فتفحص درو الاغلفة وعندما نظر اليه لاحقا قال : تظهر صورتك يوميا فى مكان ما فى الجرائد وعلى لوحات الاعلانات ، مايعنى انك ستكون دوما هدفا لاهتمام غير مطلوب منك . لكن ظهور رسم لك على غلاف كتاب من دون موافقة خطية منك ، مسالة قانونية .
-اذا ، انت لا تظنها مجرد صدفة ؟

زم درو شفتيه : لديك هالة من الجاذبية تسبقك . ومن رسم صورتك لاحظ تلك الذبذبات فاظهرها مع القشرة الخارجية . حدسى ينبئنى انك التقيت هذا الشخص من قبل وفى مكتبك على الارجح .
وافق باين فيما المحامى : اشك فى ان يكون الفنان والكاتب الشخص نفسه لكننى افترض ان ذلك ممكن .
فقاطعه باين : على اى حال ، يجب ايجاد حل ما فابنة اختى وخطيبتى خائفتان .
رد محاميه : اقر باننى لا استسيغ الامر ايضا .
وعقد حاجبيه السميكين مضيفا : اطمئن ، ساتحرى عن المسالة فى الصباح الباكر ثم اتصل بك . ساخذها معى .
جمع الكتب ووضعها فى الكيس فقال باين : وعدت صاحبة المتجر بان اعيد الكتب الاربعة التى تحمل صورتى قبل الخميس كحد اقصى .
-ما من مشكلة .
رافقه باين الى الباب الشمالى الذى يقود الى فسحة حيث تنتظره الطائرة واعلن : شكرا لمجيئك الليلة ..
-من دواعى سرورى . سنتقصى الامر فى القريب العاجل حتى لو اضطررنا للاستعانة بالاستخبارات .
وعندما اوصد الباب لم يكن باين واثقا من وجود وسيلة ارضية يمكن الاستعانة بها . . . لا سيما وان الكاتب يعرف عنه امورا لا يعلمها الا الله
__________________