زوجة أيوب
زوجة أيوب
من أبرز الذين ابتلوا بأمراض مزمنة نبي الله أيوب عليه السلام واشتهر بصبره حتى اصبح مضرب المثل في ذلك.. فكيف كان دور زوجته؟
دعونا هنا نرى كيف صبرت زوجته على بلائه، إنه حينما طال مرض زوجها عافه الجليس، وأوحش منه الأنيس، وأخرج من بلده، وانقطع عنه الناس، ولم يبق احد يحنو عليه سوى زوجته، كانت ترعى له حقه، وتعرف قديم إحسانه إليها وشفقته عليها، فكانت تردد إليه فتصلح من شأنه، وتعينه على قضاء حاجته، وتقوم بمصلحته، حتى ضعف حالها، وقل مالها فصارت تخدم الناس بالأجر لتطعمه وتقوم بشؤونه، وهي صابرة معه على ما حل بهما من فراق المال والولد، وما آل إليه حالها في مصيبة مرضه، وضيق ذات اليد وخدمة الناس، بعد السعادة والنعمة، ولما استغنى الناس عن خدمتها خوفا على انفسهم من بلاء زوجها، ولم تجد من تخدمه باعت لبعض بنات الأشراف إحدى ضفائر شعرها بطعام طيب كثير، فأتت به أيوب عليه السلام، فقال: من أين لك هذا؟ وأنكره، فقالت: خدمت أناسا، فلما كان من الغد ولم تجد احدا تخدمه، باعت ضفيرتها الأخرى بطعام فأتت به، فأنكره وأقسم ألا يأكله حتى تخبره من أين لها بهذا الطعام؟ فكشفت عن رأسها،فلما رآه محلوقا قال في دعائه( وأيوب إذا نادى ربه أني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين).
فأي زوجة هذه التي تضحي بحياتها كلها من أجل زوجها المريض، إنها كما قال ابن كثير: امرأة صابرة محتسبة مكابدة بارة راشدة رضي الله عنها.
غير أن الزوجة لما كانت أكثر تعرضا للمرض سواء كان حيضا او نفاسا أو أمراضا اخرى فإنني اجد أن الزوج له النصيب الأوفر في مراعاة زوجته في تعبها ونصبها.
فإلى كل من ضاق بمرض شريك حياته، أو مل من طول انتظار العافية، اوتردد في نشر جناح العطف على حبيبه أقول: تذكر أن الحياة مواقف فاكسبها لنفسك، أو لحبيبك أو لكما معا.
بتصرف من مجلة الأسرة العدد ١٨٥.
|