يرى الكثيرون هذه الدنيا لا لون لها ولا معنى ولا قيمة إلا بالتغني باللذائذ والرحيق والحديث عن تمتع خلايا الجسد حتى أعماقها بها ولعل أكثر هؤلاء ممن يتغير طعم الرحيق
في أفواههم حتى لو نالهم منه نصيب، ولو كانوا يعلمون لأدركوا أن لذائذ الدنيا وزينتها إنما تزكو وتحلو وتكتسب جمالا على جمالها إذا نيلت بكلمة الله وتحت ظل رضاه عندها يصبح
للرحيق طعم زكي، ويصبح للأيام لون بهي، ويشبع القلب بنظر العين، وتطمئن النفس بنوالها، وتخفق القلوب على الرضا، فتعلو الوجوهَ أنوار السكينة، وتكتسي الجوارح بثياب الطهر
وتستظل الحياة كلها بسماء الطمأنينة .
والذين يأبون هذا من الناس فإنهم يردون الماء عطاشا، ولا يذهب ظمأُ حناجرهم لو شربوا البحر لأن النفس لا تشبع من الرحيق إلا على طهر الطريق، فيقضون العمر كله يغنون
لعصافير لم تنلها فخاخ حيلتهم فإن وقع بعضها في شباكهم قالوا لله در العصافير ، قليلة اللحم لا تملأ جوفا ولا تذهب جوعا ولا تمحو من وجوهنا مسحة الحرمان، فهل نتفكر كيف
نأخذ من هذه الدنيا ما تزكو به الأيام، ويلَذُّ به الطعام، وتستقيم به الأفهام؟!!
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |