عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-19-2007, 12:48 AM
 
انا الملك الشاب

الحياة حلوة خضرة خاطبها علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وقال لها اذهبي وغري غيري .
من هؤلاء التي ستتمكن منهم هذه الحياة وتغرهم ساسوق لكم هذه القصة للمك سليمان بن عبد الملك حيث كان شابا جميلا يملك السلطة والمال يلبس احسن الثياب وافخرها ويتطيب باطيب الطيب معجبا بنفسه وبملكه وفي احد الايام وبينما هو خارج الى صلاة الجمعة مزهوا بشكله معجبا بملابسه مفتخرا بطيبه سال جاريته :كيف تريني؟
فقالت:
انت نعم المتاع لو كنت تبقى غير ان لابقاء للانسان
ليس فيما بدا لنا منك عيب عابه الناس غير انك فان
فاعرض بوجهه عنها ثم خرج..فصعد المنبر ..وصوته يسمع اخر المسجد..وهو يخطب ركبته حمى فلم يزل صوته ينقص حتى ماسمعه من حوله..فصلى ورجع بين اثنين يسحب رجليه..فلما صار على فراشه قال للجارية :ما الذي قلت لي في حمى الدار؟ قالت: ما رايتك ولاقلت شيئا وانى لي بالخروج من الدار؟
فقال انا لله وانا اليه راجعون ..نعيت الي نفسي ثم عهد عهده واوصى وصيته فلم تدر عليه الجمعة الاخرى الا وهو يغادر قصره الى قبره.
اليس هذه القصة القصيرة فيها عبرة توقظ النائمين الذين غرتهم هذه الحياة الدنيا ونسوا الموت والحساب .
وما ابلغ ما قاله هذا الشاعر :
أؤمل ان احيا وفي كل ساعة تمر بي الموتى تهز نعوشها
وهل انا الا مثلهم غير ان لي بقايا ليال في الزمان اعيشها
اذا الموت لايعرف ملكا يعظم ولا شيخا يوقر ولا شابا يرحم ولاصغيرا لصغره.
فعلينا ان لانغتر بهذه الحياة الفانية وعلينا ان نتزود لسفر بعيد
ونعد العدة للقاء قريب مع الملك الديان يوم لاينفع مالا ولابنين
الا من اتى الله بقلب سليم
فذكر عسى ان تنفع الذكرى
رد مع اقتباس