(( جرحكِ عميقٌ جداً ... تمــاماً مثل جرحيْ ))..
""الجـــــــــــــــــــ( 3 )ـــــــــــــزء ""
الظلام .. يريد البقاء هنا الى الأبد ...
لقد امتلكتك .. أصبحتِ لي أنا .. الجانب المظلم سيسود في هذا المكان .. لا يمكن أن تبعديه ..
الفراغ المظلم .. مؤلم .. بشدة ..
لا أحساس و لا شعور ......و لا تفكير !
لا وقت هنا ... لا تعرف أن كان يسري .. أن كنت تتقدم أو تتراجع .......أو
لا تتحرك على الإطلاق .. ليس هناك سوى الألم الشديد .. إن حاولت الخروج !
ألم تسلمي نفسك لي ؟ .. ستبقين غارقة في الظلمة الى وقت لا تعلمين .. فقط .. فراغ ..
و ظلام .. فراغ بلا شيء أخر .. أبدا ..
كان هناك بصيص صغير جدا ... من نور .. يتلاعب في الفراغ المظلم .. كأنه يتقافز ليفسده ..و يسبح .. فيه
كان ..
خط رقيق جدا و صغير ضعيف و بعيد .. لكنه منير ..
هذا الخط الرقيق من النور .. يقترب حينا قليلا فقط ... و يبتعد حينا..
يبتعد بعيدا جدا .. ثم يعود .. هذا الخط الوحيد .. الذي بدأ بالظهور ..لاحقا .. كأنني ألفته ..
كأنني أريده .. أن يأتي .. كنت أريده ولا أعلم أني بدأت أفكر أصلا ..
أتى ثانية بعد أن غرق المكان بالفراغ المظلم .. أخترق الظلمة و أقترب كثيرا هذه المرة ... أقترب أكثر ..
لم يكن خطا رقيقا صغيرا .. عندما أقترب..
كان ضوء أبيضا و قويا .. لقد شعر بأني أريده ... و أتى ..!
بقربه .. ظهر صوت يقطع الفراغ الامتناهي و الساكن ... الجامد ..
لقد قطعة .. كالسيف و ليظهر الصوت بوضوح ..
" آنسة ليديا .. استيقظي ...".
شعرت برغبة في البقاء ... هل ستتمرد على الظلام الذي سادها ؟! ..
بدل أن سلمت نفسها ... وجدت مع ذلك الخط الضوئي الصغير دفء .. يبعد عنها برد الظلمة ...
ذلك الضوء الرقيق يظهر في البداية بعيدا ... بعيدا جدا ...
لكن ما أن أريده أن يأتي ... فهو يأتي ...
و يتحول لصوت و ضوء أقوى ..
تذكرت نفس ذلك الصوت ... هناك فعلا من يرغب ببقائي .. هناك من يريد مساعدتي .. لكن الظلام يجذبني ..
~ :glb: ~
:" آه .. لا أظن بأنها ستستيقظ قريبا .. قد تبقى في غيبوبة دائمة .. أو ...".
:" لو سمحت لا تقل هذا الكلام .. لقد ... لقد استجابت .. بالأمس ..حـ..حركت جفنيها ..".
:" لا أظن أنه يوجد حل أخر .. أنا شديد الأسف ..".
:" أنا لن أستسلم .. و أنت أبقى و حاول ..".
:" لكن سيدي .. أنها أبدا لا تستجيب لي .. هي لا تريد ذلك .. أفهمني أرجوك .. هي لا تريد .... لا تريد .. الحياة ...".
:" لن استسلم .. ستستجيب .. أنا متأكد ..".
~ :glb: ~
بين الظلام قلبي يضعف .. الظلام يجتاحه ... أنه يضعف ببطء و ألم ..
ضرباته ضعيفة ..لقد ..
أنهكت قواه و خارت .. لم أساعده .. لكنني لم أطلب منه النبض .. لم هو مصر على بقائي ..
لم لا يزال ينبض متحديا الظلام بتحركه .. وأن كان ضعيفا ...!
متحديا الفراغ بصوته ولو كان أشد ضعفا ..!
كأنه متشبث بي بتعب و ضعف و ألم .... و الظلام يسحبني بقوة .. إليه ..كان كالمتشبث بخيط رقيق يتدلى من هاوية .. وهو باقي متمسك به .. لن يتركه .. سوف يتقطع لكن .. سيبقى بيدي ..
أتى الضوء ثانية ..
و ظهر صوته :" ليديا ... أنت تسمعينني .. ابقي هنا .. لا تذهبي .. ليديا ..أنـ...".
:glb:
" فقط جاهدي و افتحي عينيك .. أتسمعين صوت قلبك ؟ .. ساعدي نفسك .. أبقي هنا ...".
:glb:
" ليديا .. أسمعي صوت قلبك و ساعديه .. لا يمكنك البقاء هناك أكثر ..".
:glb:
..
.
مضى وقت طويل .. قلبي ينبض بضعف .. لكن باستمرار ..
سمعتهم هذه المرة ....
... لقد رأيت حلما لوالديّ .. لم أرهما لكنني شعرت بهما .. بطريقة ما .. لم يكن .. حلما .. أظنه تفكير ..
لكنني لأول مرة أفكر بهما بهذا الشكل .. والدي يتمتم بكلمات لم اسمعها .. لكنه
لكنه كان حزينا ... والدتي .. تبكي .. رأيتها هي فقط .. فقط عيناها .. أغرقن بالدموع ..
أنهما حزينان ..
مما يا ترى؟!.. لم أمي تبكي ... والدي يتحدث بشيء أشعر بأن قلبه يتقطع مع كل كلمة ..لم هما حزينان لهذه الدرجة ؟!!..
لقد .. أنا ..
أيضا حزينة .. لقد أشعراني بالحزن .. أنا حزينة ..
أمي ... لا تبكي أرجوك ...لا تبكي ..
أبي .... أرجوك توقف ... لا تتحدث ...... أنت تتألم ... أرجوك ... توقف ..
....... آآآه ... والداي لا تحزنا ... لا تحزنا ... أنا لا أحزن على نفسي ... أنما من أجلكما ...
عاد الألم الشديد الى عيناي... ألم أشد وطئه من قبله ..
تألمت كثيرا و ذلك الشيء المؤلم و الحار قد بدأ ينساب ... أنا أتألم ...
من أجل والدي ..
أمي .. لا تبكي ........... أبي .... أرجوك لا تتحدث هكذا ....
أمي تبكي بحرقة و ألم ... والدي انهار على الارض ..
لآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ....
"آنسة ليديا ... آنسة ليديا .. "..
~ :glb: ~