ساد الظلام ثانية ...و هدأ الجو ... لوقت غير معلوم .. ان كان طويلا جدا ... أو قصيرا
... لقد اختفت صورة والدي .. مع أن ازداد قلبي قوة ..
و رغبة في البقاء...
لا يمكنك أن تهربي هكذا ليديا .. هنالك أشياء يجب أن تنهيها أولا ..
.
.
.
:" آنسه ليديا ... استقضي .. آنسة ليديا ..".
شعور بالراحة و هدوء ... أسمع صوت أنفاسي البطيئة و الهادئة... و انتظام ضربات قلبي .. الذي أبى أن يتوقف في أحلك الأوقات
:" آنسة ليديا .. أفتحي عينيك ..".
شعرت بجسدي و أطرافي .. شعرت بالدفء و الراحة .. زال الألم و الظلام .. لقد ذهب الآن .. كل شيء سيكون بخير....لكنني
شعرت أنه لن ينتهي ..أما الآن أنا أشعر بنفسي ..
:" آنسة ليديا .. كل شيء على ما يرام ..أنت بخير الآن ..".
ببطء شديد فتحت ليديا عيناها ظهر ذلك الضوء الساطع .. لكنه لم يؤلمني ..
و خف تدريجيا .. حتى رأيت الألوان و اشتممت الروائح ..
رأت ما بدا كستائر عالية فوقها بلون أزرق فاتح .. ظنت أنها السماء لأول وهلة .. لكن ..
أتى صوت هادئ جدا من جانبها .. وهي تخفض بصرها بتعب .. رأت أنها في سرير كبير مريح جدا ومحاط و مغطى بجميع الجوانب بهذه الستائر لم ترى غيرها ..
لكن ما أن لفت بنظرها و حركت رأسها بصعوبة باتجاه الصوت ..
رأت شابا فائق الوسامة جالس على كرسي بجانبها ..
.. وهو يرنو إليها بهدوء و قد طبعت على ثغره بسمة فرح شديد ..
قال بهدوء شديد .. كأنه خائف أن يتعبها صوته :" آنسة ليديا .. حمدا لله على سلامتك ..".
أخذت تنظر بتعب إليه .. من هذا الشخص ؟ .. و.. أين أنا ؟! ..
قال الشاب ثانية بنفس الصوت :" آنستي .. لا تتعبي نفسك ولا تخافي.. اهدئي و ارتاحي فقط ..".
انحنى وهو يلتقط حقيبة بلون قاتم ..
قال بصوت منخفض :" لم أعلم كيف عرف هذا .. لكن .. لا تبالي كثيرا و خذي قسطا من الراحة .. ستأتيك الأجوبة من تلقاء نفسها....سأأتي إليك فورا.. أنا لن أتغيب طويلا ..".
أغمضت ليديا عيناها بلا شعور ..
~ مضى وقت طويل و ثقيل .. حتى ..~
بدأت تستعيد و عيها جيدا .. أحست بشيء يمسح على شعرها .. حتى ينزل على وجنتها والى ذقنها ..
:" أنت بخير الآن .. سأذهب الألم من أجلك و لن أسمح له بالعودة .. أبدا .. لذا استيقظي غدا... حسنا ؟ "
حركت جفنيها .. و بصعوبة فتحت عيناها الزرقاوان .. لم ترى شيئا .. أمامها سوى تلك الستائر .. لكن بدت أدكن و الجو ساكن ..
.. إن الوقت ليلا .. لكنني شعرت بأحد ما بجانبي ..
....
:" آنسة ليديا ... استيقظي ..".
فتحت ليديا عيناها هذه المرة بدون ألم أو تعب ... رأت نفس الشاب و خلفه .. فتاة غاية في الجمال ترتدي ثيابا فاتحة و شعرها البني قد رفعته بطريقة غريبة .. كانت عيناها التي بنفس اللون تنظران إليها بهدوء و قد رسمت ابتسامة على ثغرها مثل الشاب .. عندما رأوها تستيقظ ..
قال الشاب بهدوء شديد :" صباح الخير آنسة ليديا .. أنت أفضل بكثير الآن .."
حركت ليديا شفتيها و قالت بصوت خفيض مبحوح :" من أنت ؟ .. و أين أنا ؟ "
قال الشاب وهو يعتدل :" آنسة ليديا .. أنا طبيب القصر الخاص ..و أنت في ..".
قاطعته الفتاة بهدوء :" لكن سيدي ..".
قال الطبيب الشاب :" آه حسنا آنسة ليديا... سيخبرك بهذا شخص يود ذلك .. لكن أن ارتاحي الآن لقد فقدت وعيك لمدة أسبوع كامل .. بمحاولات مستميتة استطعنا إنقاذك ..آ.. آنسة ليديا ..".
أخذت ليديا تنظر نحوه بتعب واضح في عينيها التي اختفت بريقهما ..
..فتحت فمها ثانية تريد التحدث .. ظهر الاهتمام الشديد على الطبيب و الفتاة وهما قد أصغيا السمع ...
قالت بتعب وهي تغمض عيناها :" من ... ليديا ؟ ".
عندما نطقت هذه الكلمات .. اتسعت عينا الطبيب الشاب و الفتاة من الصدمة ..
تراجع الطبيب للخلف و قال بصوت خفيض يحدث نفسه :" لا يمكن.. هل ... فقدت ذاكرتها ؟..".