راجعت بخوف شديد و عيناها متسعتان بشدة وهي تراه قد ..
ظهرت له جناحان من خلف ظهره ..
جناحان كبيران جدا ... بلون أبيض شفاف ... أبيض مضيء بشكل غريب جدا.. ظهر الضوء بشدة وهو يظهرهما ..
كان يرسم ابتسامه غريبة و ساحرة على ثغرة ..
تراجعت ليديــا الى الوراء بخوف و دهشة شديدة .. مالذي أراه ؟؟؟!!!!!
لم تلاحظ إلا أنها اصطدمت بالكرسي من خلفها و سقطت مضطجعة عليه وهي شديدة الارتباك..
تقدم نحوها لاينــر بسرعة و قال وهو يوقفها :" هل أنت بخير آنسة ليديا ؟ ..".
وقفت ليديا بارتباك شديد وهي تتأمل جناحاه .. هي حقيقية ..!!
قالت بتردد :"مـ ماهذا ؟ ... مـ من أنت ؟! ".
أوقفها جيدا أمامه و قالت بأسف لكنه كان يبتسم بخفه :" آه أنا أسف جدا .. لكني لم أتوقع أن تكون ردة فعلك الخوف .. آنستي .."
قالت ليديــا باستغراب شديد :" آ ..أنا .. لم أكن خائفة .. لقد .. اندهشت قليلا ..أنا ..".
قال بدفء وهو يبعد خصلة من شعرها عن وجهها :" لا تقلقي آنسة ليديا هذه هي مملكتنا جميعنا مجنحين هكذا.. نحن مختلفين قليلا .. لكن نبقى متشابهين .. وهنا بدأت أعرفك على هذا المكان ...".
قالت بتردد شديد و ارتباك وهي تنظر متأمله جناحاه :" هـ هما حقيقيان .. أنتم مجنحين !! ".
ابتسم أكثر حتى ظهرت أسنانه المثالية و قال :" جربي ..".
ثم حرك جناحه الأيمن أمامها قليلا حتى تراه .. كان يبدو كبلورات ثلجية مصفوفة بطريقة مذهلة بيضاء كالثلج ..
قال بهدوء :" المسيه إذن ..".
أحمرت وجنتا ليديــا ثم مدت يدها ببطء و ..
:" آه أنه ناعم جدا ..لكنه يبدو قويا ..".
قال لاينــر ببساطة :" اوه بالطبع ..لأنني أطير كثيرا..".
أرادت ليديــا أن تقول شيئا لكن ..
لكنه أمسك يدها ثانية و سار الى الشرفة وقف على السور وهو مازال ممسكا بيدها .
قالت ليديا بسرعة و خوف :" لا تظن أنك...".
قال مقاطعا لها وهو يرفعها حتى وقفت بجانبه على السور .. لم يكن السور رقيقا بل كان غليظا تستطيع أن تقف عليه بلا خوف ..
لكن..
قالت ليديا بخوف قليل وهي تمسك بيده بشدة :" لا هذا مخيف .. أيها الأمير أ..".
لكن الأمير لاينــر أمسك بها من خصرها ليلصقها بجانبه و بيده الأخرى أمسك يدها و قفز !
أغمضت ليديا عيناها فالمكان كان مرتفعا جدا ..
إلا به طائرا..!!!
سمعت ضحكة خفيفة تصدر منه .. ثم قال بصوته الهادئ
:"آنسة ليديــا أفتحي عيناك لا يوجد ما يخيف ..".
فتحت ليديــا عيناها ببطء ..!!!
أحمرت وجنتاها بشدة و قالت بصوت عالي جدا و خائف :" أنزلنييييييي ..".
طرف لاينــر عيناه بتعجب و قال بهدوء :" اهدئي آنسة ليديا أريد أن أريك القصر من هنا ..فقط ..".
لكن ليديا صرخت ثانية :" لا .. أنزلني أرجوك..".
كانت خائفة ..لكنها لم تدري لمَ بالضبط ؟ أهو الارتفاع أم ...
قال لاينــر بهدوء و دفء :" آنسة ليديا نحن على الارض .. أفتحي عيناك الآن ..".
أحست بقدميها تلمسان الارض ففتحت عينيها ..
تنهدت بعمق و..
لكن انتبهت أنها متشبثة بقميصه بقوة رفعت رأسها كانت تنظر مباشرة الى عيناه .. تلك العينان..!!
تركته و ابتعدت بسرعة .... قالت بأسف :" آسفة جدا ... أنا ..".
قاطعها بصوته الهادئ وهو يتقدم :" لا بل أنا آسف لقد أخفتك..".
كانا في الحديقة الملكيــــــــة الرائعة .. لكن
فجاءه أتاهما صوتا ..
يقول :" صباح الخير أمير لاينــر ..".
نظرا جميعهما إلا بـ فتى بنفس عمر الأمير تقريبا يرتدي بذلة رسمية و بدا وسيما جدا ذا شعر بني فاتح و عينان زرقاوان ..
تقدم و أنحنى للآنسة ليديا بطريقة لبقة ..
قال بتهذيب :" صباحك جميل أميرة ليديــا ..".
اتسعت عينا ليديا تعجبا !!.........الأميرة ليديا !!!...........
لاحظ لاينــر هذا تقدم عندما فتحت ليديــا فمها لتقول شيئا و قال وهو يقف بجانبها .
:" سير أرجوس صباح الخير ... آه هل تفقدت الموكب من أجلي .. أنا أريد أن أري الأميرة حديقة القصر ..".
قال أرجوس باحترام :" بالتأكيد سيدي الأمير ..".
ثم غادر مبتعدا ..
بالرغم من جمال الحديقة المذهل و الجو أيضا .. لكن ليديا لم تلاحظ هذا لأنها التفتت الى الأمير لاينــر و
قالت بهدوء و جدية :" الأميرة ليديا ؟!... هل يمكنك أن تفسر لي هذا أيها الأمير ؟ ".
تحدث الأمير بجدية و هدوء :" هذا يتطلب وقتا طويلا .... هلا نمشي معا حتى أخبرك ؟".
قالها وهو يمد ذراعه لها حتى تمسكه .. لكنها مشت من جانبه و قالت :" لا بأس ..".
سارا معا ..
قال لاينــر بهدوء شديد وهو ينظر بعمق أمامه :" قبل أسبوع تقريبا حدث أمرا ما جعلني أخرج من المملكة بعيدا جدا .. حيث شاء القدر أن أذهب الى ذلك الجبل .. رأيتك من بعيد تسقطين منه و أتيت بسرعة لأساعدك .. بعدها أخذت الى مملكتنا .. بالرغم من أن المكان بعيدا جدا إلا أني أنا أملك قدرة خاصة قطعت تلك المسافة بسرعة خارقة و أحضرتك الى هنا ..".
قاطعته ليديــا بتهذيب :" لكن .. لمَ لم تأخذني الى منزلي .. أو أي مكان قريب قد يساعدونني ..".
نظر الى لاينــر قليلا ثم قال :" لم يكن هناك من خيار لي ..أريد أن أضمن أن تبقي على قيد الحياة ..كان هذا المكان كان أأمن لك .."
قالت ليديــا بخفوت وهي تفكر :" لكن لمَ أنا كنت هناك في المقام الأول ؟ .. هل تعرف ؟ ".
قال وهو يتأمل الأشجار أمامه :" لا أعرف .. لقد رأيت لحظة سقوطك فقط ... لكن المهم الآن أني أحضرتك الى هنا.. لم يعرف بهذا الأمر سوى الطبيب الخاص و الخادمة آنــا و والداي فقط ..".
نظرت اليه ليديــا و قالت بتعجب :" لماذا ؟! ".
تنهد لاينــر بعمق ثم توقف قال وهو ينظر الى الأزهار بجانبه :" هذا لأني .. فعلت أمرا محرما لدينا... أي خالفت القوانين المملكة بسبب خلاف غضبت و خرجت دون وعي و بسرعة من هذا المكان .. لا أعلم لم نزلت الى عالمكم ..لكنني وجدتك بعدها ..قرر والداي التستر على الأمر و أخبروا من علموا بالأمر انك فردا من العائلة أتيت للإقامة هنا قليلا ..".
قطبت ليديــا جبينها قليلا و قالت بخفوت :" آ.. لم فعلتم هذا ؟ ".
نظر إليها و قال بهدوء :" لأننا لا نحب الغرباء كثيرا.. نحن لا نحب هذا المبدأ لكن .. لا خيار أخر .. قد تتعرض عالمنا للخطر ..لكن والداي بالتأكيد سعداء جدا باسترداد صحتك ..لكن الملك مشغول جدا أنا شخصيا لا أراه إلا ثلاث مرات في الأسبوع .. و الملكة سافرت قبل يومين ".
قالت ليديــا بتفهم :" آه ..صحيح..".
نظرت نحوه قليلا ..كان قد عاد لتأمل الأزهار التي أمامه ..
قالت بهدوء :" لكن .. إن عدت الى موطني و استرددت ذاكرتي .. هل تثقون بأنني لن أخبر أحدا ؟ ".
تنفس بعمق ثم التفتت ببطء نحوها ..
قال بهدوء شديد :" نعم أثق بأنك لن تخبري أحدا .. حتى و إن فعلت فوصولهم هنا مستحيل .. و إن فكرت بذلك فأنا لدي القدرة على إفقاد الذاكرة كليا ..لكنني أثق بك ".
نظرت إليه ليديــا بتمعن قليلا لديه القدرة ..!! ...ثم تذكرت شيئا ..